رئيس التحرير
عصام كامل

الحوثيون» شوكة فى حلق الكيان الصهيونى.. تل أبيب تفوض واشنطن للتعامل مع ذراع إيران فى اليمن

الحوثيون،فيتو
الحوثيون،فيتو

دخلت جماعة أنصار الله الحوثى اليمنية، فى معادلة المعارك الدائرة بالمنطقة، وفى أكثر من مناسبة أكد زعيمها عبد الملك الحوثي، عدم تراجعه عن مساندة غزة، وتطورت الأوضاع مع اغتيال أمين عام حزب الله حسن نصر الله، فى ظل تحكم الحوثيين بممر ملاحى مهم -باب المندب- وتهديد الملاحة فى البحر الأحمر.


ورغم أن نتنياهو يضع مناطق الحوثى فى اليمن، ضمن أهدافه فى خريطة المعارك المفتوحة حاليا، لكنه يترك مهمة التصدى حتى الآن للولايات المتحدة وبريطانيا، التى أعلنت تحالفها مع واشنطن عسكريا فى تنفيذ تلك المهمة.


قال عبد الحفيظ النهاري، المحلل السياسى اليمني: إن الهجمات التى تشنها جماعة الحوثى على إسرائيل، واستهداف السفن التجارية فى البحر الأحمر وخليج عدن، رغم نجاحها فى إرباك الاحتلال لكنها فى المقابل تحمل مخاطر على المدنيين وشاهدنا مؤخرا استهداف ميناء الحديدة، وبعض المواقع التى يطال تأثير تدميرها المجتمع اليمنى.


إسرائيل تركت عملية التصدى للحوثيين للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، هكذا تابع الخبير السياسى تصريحاته لـ«فيتو»، موضحًا أن دولة الاحتلال تعلم جيدا خطورة التدخل فى الأراضى اليمنية، وأيضا لانغماسها فى الحرب على لبنان وقطاع غزة، وتتجنب الدخول فى مغامرة بفتح جبهة جديدة.


وتابع بأن عملية القضاء على جماعة الحوثى ليست سهلة، لأنها تستخدم تكتيك التخفى بعد الضربات، وهو ما يصعب توجيه ضربات مؤثرة ضدها عن طريق الطائرات أو حتى الصواريخ، فلن يكون هناك حل مؤثر سوى التدخل البرى لتحقيق هدف التخلص من الجماعة، وعلى ما يبدو إن واشنطن ولندن، يتعاملون مع هذه الملف بهدوء كونه يروق لهما الهجمات التى تنفذها جماعة الحوثي، فى البحر الأحمر، فقد منحتهم تلك الهجمات مبررا للتواجد فى الممر المائى الأهم كجزء من استراتيجية مواجهة التمدد الصينى والروسى فى إفريقيا والشرق الأوسط.


وأكمل: من غير المستبعد حاليا، استغلال الاحتلال للتمزكز عسكريا فى البحر الأحمر بزعم حماية أمنها القومي، وهو ما سيكون له تأثير خطير على حركة الملاحة الدولية وأمن البحر الأحمر.


وعن تطبيق سياسة الاغتيالات على غرار ما يحدث فى غزة ولبنان، يرى النهاري، أنه بإمكان إسرائيل وأمريكا توجيه ضربات موجعة ضد جماعة الحوثي، عن طريق اغتيال قادتها، وهو ما سيتسبب فى خلل داخل الجماعة ويضعفها، ولكن لن يقضى عليها بشكل كامل، أيضا قد تفرض واشنطن حصارا على الموانئ اليمنية لمنع وصول الأسلحة الإيرانية لجماعة الحوثي، وهو ما سيفقدها جزءا كبيرا من قدرتها العسكرية.

الجريدة الرسمية