تفاصيل أزمة الفكة في الأربعينيات.. المحكمة العسكرية تنظر عشرات القضايا الخاصة بتخزين العملات المعدنية الصغيرة.. وزارة المالية ترصد مكافآت خاصة.. وفرمان ملكي بالبحث عن حلول عاجلة
بينما كانت الحرب العالمية الثانية على أشدها مرت مصر بأزمات عديدة فى السوق والمجتمع المصرى.
من أوائل هذه الأزمات كانت أزمة الفكة أى النقود المعدنية الصغيرة، ونشرت الأهرام فى 19 أكتوبر 1941، خبرا مفاده أن هناك شكوى من تجار الإسكندرية وأصحاب المطاعم والمقاهى من ندرة النقود المعدنية الصغيرة حتى أن البعض استبدل النقود المعدنية بالطوابع فى محاسبة المشترين لبضائعهم.
وانتشرت أيضا السوق السوداء لاستبدال الأوراق المالية ــ النقود ــ بعملات معدنية ويدفعون قرشين لكل جنيه ورقى مقابل الاستبدال، وهناك من يدفع ثلاثة قروش بل وصل الأمر الى خمسة قروش أمام استغلال التجار للمشكلة للتربح منها.
وعمدت المقاهى فى القاهرة إلى تعليق لافتة على أبوابها تقول: "إذا كان معك ثمن مشروبك، فأهلا وسهلا بيك".
زيادة اسعار السلع
كذلك عانت محلات البقالة والخضر والسجائر والمطاعم من أزمة الفكة وزادت اسعار السلع الرئيسية والمواد الغذائية وسط تلاعب التجار بالأسعار، مما استدعى تدخلا حاسما من الدولة، بتنظيم دوريات تفتيش على الأسواق لمحاسبة التجار المتلاعبين ومناقشة صرف علاوة غلاء معيشة للعمال الذين تقل رواتبهم عن عشرة جنيهات.
صهر الفكة للحصول على النيكل
وقيل إن نقص المعادن يرجع إلى أن البعض يجمع الفكة ويصهر المعادن ويستخرج منه النيكل الذى يباع بسعر أكبر من قيمة القرش نفسه ونفى البعض حقيقة هذا القول بأن القرش صاغ يحتوى على 75 % منه نحاس و25% نيكل وهذه الكمية لا تساوى الا اربعة ملاليم فقط.
بدأت محافظتا القاهرة والإسكندرية صرف كل العملة المعدنية الموجودة فى خزينتها حتى وصل المبلغ الموجود إلى 7 آلاف جنيه فى القاهرة و3 آلاف جنيه فى الإسكندرية، ووجهت الحكومة إنذارا إلى كمسارية الترام والأتوبيس لامتناعهم عن إعطاء باقى النقود من الفكة للركاب ومحاكمة مختزنى النقود المعدنية الصغيرة من فئة القرش والتعريفة والمليم والنكلة أمام المحكمة العسكرية الجزئية.
السجن والغرامة لكل من يخزن نقودا معدنية
ولمعاقبة المستغلين نظرت المحكمة العسكرية خمسا وأربعين قضية اتهم أصحابها بتخزين الفكة المعدنية وعدم صرفها.
وتنوعت الأحكام ما بين السجن لمدد تصل إلى ستة أشهر وغرامات مالية تتراوح بين 95 جنيها و575 جنيها، كما أعلنت وزارة المالية عن مكافأة مالية لكل من يرشد عن كل من يختزن النيكل أو يتاجر فيه.
فاروق يعمل على حل المشكلة
اهتم الملك فاروق بمتابعة الأزمة ووضع حلول لها، وأوكل إلى رئيس وزرائه حسين سرى باشا سرعة بحث حلول للازمة وموافاته يوميا ببيان عن إجراءات حل المشكلة وتوفير العملات النقدية الصغيرة.
وأفاد حسين سرى بأنه سيتم استيراد العملة المطلوبة وأن وزارة المالية اتفقت مع مصنع صك النقود فى برمنجهام بصك نحو 100 ألف جنيه من القروش وأنصاف القروش ــ التعريفة ــ كما عهدت إلى بعض مصانع الهند وجنوب افريقيا فى سك مبلغ 100 ألف جنيه آخرين، وصل منها بعد أسبوعين 60 ألف جنيه إلى مصر بالطائرة.
وأعلن مراقب مصلحة الدمغة والموازين محمود سرى أن مصر لا يمكنها صك عملتها المعدنية فى مصانعها لعدم ملاءمة القوالب الخاصة بها لدرجة الحرارة الشديدة اللازمة لصهر المعدن النيكل الأساس فى صناعة العملات المعدنية الصغيرة، إضافة إلى ارتفاع سعر الفضة وعدم توافر المعدات لتصنيعها، لكن بدأ إعدادها تباعا.
النكل أساس صناعة الفكة
يعود سبب تسمية "النكلة" إلى عملة "النيكل" البريطاني والمصنوعة من مادة النيكل كروم، ويذكر أن النكلة تساوي اتنين مليم وكانت تصنع من الفضة، وسبب تسمية التعريفة يعود إلى قيمة تعريفة الجمارك التي فرضها الاحتلال الإنجليزى على البضائع فى ذلك الوقت، وكانت قيمتها المالية تساوي خمسة مليمات.
أما القرش فقد أخذته الدولة العثمانية من الدول الأوربية ونقلتها إلى مصر والدول التى وقعت تحت حكمها، وظل القرش مستخدمًا حتى أبريل عام 1981، حيث أعلنت الحكومة المصرية إلغاء التعامل بالتعريفة والمليم، ليبقى القرش أصغر وحدة نقدية للتعامل والتداول النقدي، بعد مرور أكثر من 150 عاما على تداول المليم والتعريفة، منذ عهد الحاكم محمد علي باشا، وألغى القرش فى بداية التسعينات.
ظهرت النقود والعملات سواء ورقية أو معدنية بأشكالها وقيمتها المختلفة بعد التخلص من فكرة المقايضة منذ فى عهد الفراعنة والتى كانت تتم بالقمح والماشية والحبوب،لتظهر المقايضة بالمعادن فى فترات أخرى وتنوعت العملات بأشكالها وقيمتها إلا أن هناك عملات مصرية متعددة بالجنيه الذهب او الفضة لم يعرفها الجيل الحالى كانت لها قيمتها فى عصرها فبعد أن انتهت مصر.
ختم العملة بعلامة تدل على قيمتها
وقد تكونت لدى المصريين فكرة المقايضة باستخدام المعادن وذلك عند معرفتهم القيم المتفاوتة للمعادن من نحاس وفضة وذهب وقصدير وحديد ونيكل وغيرها من المعادن، فأصبحوا يتبادلون بتلك المعادن بدلا من القمح والماشية ولكن تختلف قيم سلعة عن الأخرى لذلك جرى تحديد قيمة السلعة ومقاضاتها بوزن العملات المعدنية حيث تختلف أوزان العملات عن بعضها البعض وتختم بعلامة تدل على قيمتها.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.