رئيس التحرير
عصام كامل

بعد استشهاد السنوار.. سيناريوهات نهاية حرب غزة.. إسرائيل تحتفل بانتصار رمزي.. وتبحث عن حل لأزمة الرهائن وحماس تعيد ترتيب أوراقها

يحيى السنوار
يحيى السنوار

في خطوة اعتُبرت أكبر انتصار عسكري لإسرائيل حتى الآن في الحرب الدائرة ضد حماس في غزة، تم الإعلان عن استشهاد يحيى السنوار، القائد العسكري والسياسي لحركة حماس. يمثل اغتيال السنوار ضربة قاسية للحركة التي قادها في تنظيم هجمات عنيفة ضد إسرائيل، والتي بلغت ذروتها في هجوم 7 أكتوبر 2023، الذي خلف ما يزيد عن 1200 قتيل إسرائيلي.

 

تفاصيل العملية

لم يكن اغتيال السنوار نتيجة لعملية مخططة مسبقا، بل وقع بسبب مواجهة عشوائية مع القوات الإسرائيلية في رفح بجنوب غزة، وأظهرت الصور التي تم تداولها عبر الإنترنت جثته ملقاة بين أنقاض مبنى مدمر بعد أن استهدفته قذيفة دبابة. هذا الحدث شكل لحظة حاسمة لإسرائيل في صراعها مع حماس، واعتبره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "انتصارًا في المعركة"، لكنه أضاف أن الحرب لم تنته بعد.

تصريحات نتنياهو والقيادة العسكرية

في خطاب متلفز، أشاد نتنياهو بالجنود الإسرائيليين الذين نفذوا العملية، مؤكدًا أن هذا الانتصار يمثل فقط جزءًا من أهداف إسرائيل في غزة. قال نتنياهو: "لقد أغلقنا الحساب مع السنوار، لكننا لم ننهِ الحرب بعد. لا تزال لدينا تحديات كبيرة، بما في ذلك استعادة الرهائن وتدمير حماس كقوة عسكرية وسياسية".

كما كرر نتنياهو تأكيده على أن إسرائيل ستمضي قدمًا حتى يتم تحقيق "النصر الكامل"، بما في ذلك إعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس، وتدمير قوتها العسكرية. وأضاف: "سنواصل الحرب حتى لا تحكم حماس غزة بعد الآن، وسنعمل على إحلال السلام والازدهار في الشرق الأوسط".

 

تأثير استشهاد السنوار

أعقب إعلان استشهاد السنوار ردود فعل واسعة داخل وخارج إسرائيل. على الصعيد الدولي، أشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن بمقتل السنوار، واصفًا الحدث بأنه "يوم جيد لإسرائيل والولايات المتحدة والعالم"، وأكد أن الفرصة سانحة الآن لإعادة ترتيب الأوضاع في غزة والتفاوض من أجل إنهاء النزاع.

لكن رغم الاحتفالات في إسرائيل، يتساءل الكثيرون عما إذا كان مقتل السنوار سيحدث تغييرًا جوهريًا في مسار الصراع. فبينما يحتفل الإسرائيليون بهذا الإنجاز، لا تزال حماس تحتفظ بعدد من الرهائن وتواصل شن هجمات ضد الجيش الإسرائيلي، مما يشير إلى أن الحرب لم تصل إلى نهايتها.

أهمية السنوار لحماس

يحيى السنوار لم يكن مجرد زعيم سياسي، بل كان القائد العسكري الأعلى لحماس وشخصية محورية في تخطيط وتنفيذ هجمات معقدة ضد إسرائيل. ولد السنوار في عام 1962 في مخيم للاجئين في خان يونس بقطاع غزة، وكانت حياته جزءًا من قصة الكفاح الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي. في شبابه، تم اعتقاله وإدانته بقتل أربعة فلسطينيين متهمين بالتعاون مع إسرائيل، وقضى 22 عامًا في السجون الإسرائيلية حيث تعلم اللغة العبرية ودرس خصمه، ما أتاح له فهمًا عميقًا للأسلوب الإسرائيلي في القتال.

تم الإفراج عن السنوار في عام 2011 كجزء من صفقة تبادل أسرى مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، ومنذ ذلك الحين تولى قيادة حماس العسكرية والسياسية.

في 7 أكتوبر 2023، خطط السنوار لسلسلة هجمات أسفرت عن مقتل 1200 إسرائيلي وأسر عدد كبير من المدنيين والجنود. كان لهذه الهجمات تأثير صادم على المجتمع الإسرائيلي، حيث استعاد الكثيرون ذكريات المحرقة وأعاد طرح تساؤلات حول قدرة إسرائيل على حماية مواطنيها.

تداعيات استشهاد السنوار

بينما يعتبر استشهاد السنوار انتصارًا كبيرًا لإسرائيل، إلا أن البعض يرى أن هذا الانتصار قد يكون رمزيًا فقط، حيث أن حماس كحركة سياسية وعسكرية لا تعتمد على شخص واحد. في هذا السياق، صرح الدكتور رمضان فارس، وهو أكاديمي فلسطيني من خان يونس، بأن "هذه الحرب لا تعتمد على السنوار أو أي زعيم آخر، إنها حرب ضد الشعب الفلسطيني بأسره".

وأضاف عدنان عاشور، وهو مواطن فلسطيني آخر، أن مقتل السنوار لن يغير كثيرًا في الواقع على الأرض، حيث قال: "حماس ليست السنوار فقط، إنها قضية شعبية".

دعوات دولية لوقف الحرب

بعد ساعات من الإعلان عن مقتل السنوار، بدأت تتعالى الدعوات الدولية لاستغلال هذه اللحظة من أجل وقف الحرب وبدء مفاوضات تهدف إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وإنهاء الصراع.

وفي تل أبيب، تجمع أهالي الرهائن المتبقين في غزة، مطالبين الحكومة الإسرائيلية ببدء مفاوضات جديدة مع حماس لإعادة أحبائهم. وناشدت عيناف زانغاوكر، والدة الرهينة ماتان زانغاوكر، الحكومة قائلة: "نتنياهو، لا تدفن الرهائن. قدم مبادرة جديدة لإطلاق سراحهم".

ما بعد استشهاد السنوار

على الرغم من الاحتفالات باستشهاد السنوار، فإن السؤال الأهم هو ما إذا كانت هذه الخطوة ستسهم في إنهاء الحرب أو تمهيد الطريق لمزيد من التصعيد. حماس كمنظمة لا تعتمد على قائد واحد، ولديها القدرة على التعافي وإعادة ترتيب صفوفها. وحتى في ظل مقتل قيادتها، لا تزال تحتفظ بقدرتها على القتال واحتجاز الرهائن.

في النهاية، بينما يحتفل الإسرائيليون بمقتل السنوار، يظل الصراع في غزة مستمرًا، وتبقى الأسئلة حول مستقبله عالقة في الهواء.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية