رئيس التحرير
عصام كامل

إذهبوا للروس!


لا أفهم - ومعى كثيرون - لماذا لم يبادر وزير الخارجية بزيارة روسيا والصين والمملكة العربية السعودية والإمارات، لقد بدأ الأمريكان أول خطوة دوليًا ضدنا.. صحيح أنها حركت في البداية عددًا من الدول الأفريقية لتجميد عضوية مصر في أنشطة الاتحاد الإفريقى عقابا لنا على الإطاحة بحكم الإخوان الاستبادى والفاشى، ودفعت من قبل عددا من الدول الأفريقية لتمارس معها ضغوطًا علينا لعقد صفقة من الإخوان تتيح عودتها إلى الحكم، مجددًا.. إلا أن واشنطن بخطوة اجتماع مجلس الأمن لبحث الأوضاع في مصر ردًا على فض الاعتصامات غير المسلحة والإرهابية في رابعة والنهضة، بدأت ذات السيناريو ضدنا الذي سبق أن استخدمته ضد العراق وسعت لاستخدامه ضد سوريا لولا الوقفة الروسية والصينية لها..


لذلك، نحن نحتاج لحشد كل أصدقائنا في مواجهة هذا التحرك الأمريكى الدولى ضدنا، الذي تستخدم فيه دولًا أوربية مثل فرنسا وقبلها ألمانيا وبعدها بريطانيا، وتستخدم فيها دولا أفريقية وأخرى في أمريكا اللاتينية بل ودولا عربية مثل قطر.

لابد أن نمد أيدينا للأيدي الدولية الممدودة لنا، والتي أعلنت أكثر من مرة تأييدها لثورتنا في ٣٠ يونيو وأعربت عن استعدادها لتقدم العون الذي نحتاجه.. وأقل فعل نقوم به أن يذهب فورًا وزير الخارجية لزيارة الروس والصينين وعدد من الدول العربية، خاصة العربية السعودية والإمارات..

ويا حبذا لو اصطحب معه مدير المخابرات العامة.. نحن الآن نحتاج ردًا على الضغوط الأمريكية التي نتعرض لها، تأييد ودعم ومناصرة دولية عربية.. لقد أوقفت واشنطن تسليم صفقة طائرات إف ١٦ لنا والمناورات العسكرية وتلوح بما هو أكثر، كما جعلت بعض الدول الأوربية تكشر عن أنيابها لنا.. فماذا ننتظر؟!

لابد أن نحمى أنفسنا وندافع عن مصالحنا بكل الأسلحة في تلك الحرب التي تديرها أمريكا ضدنا تحسبا لما هو قادم.. يجب أن نكف عن هذا التمنع غير المفهوم تجاه من يمدون أيديهم بالصداقة والعون لنا حرصًا على عدم إغضاب أمريكا.. غضب الأمريكان حدث بالفعل بالإطاحة بمرسي.. فكفى ترددا ولنخطو في تصحيح سياستنا الخارجية وبشكل عاجل.
الجريدة الرسمية