"آثار شارع المعز.. رحلة في التاريخ الإسلامي".. عمارة وفنون فاطمية ومملوكية وعثمانية.. جامع الحاكم بأمر الله وبيت السحيمي ومدرسة وقبة السلطان قلاوون أبرزها (فيديو)
يُعتبر شارع المعز لدين الله الفاطمي واحدًا من أعرق وأهم الشوارع الأثرية في قلب القاهرة، وهو شاهد حي على عظمة الحضارة الإسلامية في مصر، ويعود تاريخ هذا الشارع إلى تأسيسه في عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله في القرن العاشر الميلادي، ليصبح شريانًا حيويًّا في قلب العاصمة المصرية، حيث يتجمع فيه عبق التاريخ مع روعة العمارة الإسلامية.
أهم الآثار الإسلامية في شارع المعز
يحتوي شارع المعز على مجموعة من أهم الآثار الإسلامية التي تعكس تطور العمارة والفنون الإسلامية عبر العصور المختلفة، بدءًا من العصر الفاطمي مرورًا بالمملوكي والعثماني. من بين هذه الآثار البارزة، جامع الحاكم بأمر الله الذي يُعد من أكبر مساجد القاهرة ويتميز بمئذنته الفريدة، فضلًا عن بيت السحيمي الذي يُعد نموذجًا رائعًا للعمارة السكنية في العصر العثماني.
كما يُعرف الشارع بمدرسة وقبة السلطان قلاوون، التي تعد تحفة معمارية تجمع بين المسجد، والمدرسة، والمستشفى.
هذا المعلم يبرز الدور التعليمي والاجتماعي الذي لعبته المؤسسات الدينية في تلك الفترة. إلى جانب ذلك، نجد سبيل وكتاب عبد الرحمن كتخدا، الذي يعكس أهمية توفير المياه والتعليم في المجتمع المصري القديم.
تمتد أهمية شارع المعز إلى جانب معماري وثقافي آخر، وهو وجود العديد من الأسواق التقليدية والمحلات التجارية التي ما زالت تحتفظ بطابعها التراثي، مما يجعله مقصدًا للسياح والزائرين من مختلف دول العالم الذين يرغبون في اكتشاف التاريخ عن قرب.
بالإضافة إلى ذلك، خضع شارع المعز لعمليات ترميم واسعة النطاق في السنوات الأخيرة، بهدف الحفاظ على هذه الكنوز المعمارية والثقافية. وقد تم تحويله إلى منطقة للمشاة فقط، لتسهيل حركة الزوار والسياح بين المعالم الأثرية والمتاجر التقليدية دون إزعاج حركة المرور.
في النهاية، يظل شارع المعز لدين الله رمزًا خالدًا لتاريخ القاهرة الإسلامية وتنوع حضاراتها، حيث يروي كل حجر فيه قصة من قصص العصور التي مرت عليه، ويُظهر إبداعًا لا ينتهي في فنون العمارة والزخرفة.