رئيس التحرير
عصام كامل

يحيى السنوار، محطات في حياة سيد اللعبة وثعلب المقاومة

السنوار، فيتو
السنوار، فيتو

زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، اغتيال يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في عملية جاءت بالمصادفة في رفح جنوبي قطاع غزة.

اغتيال يحيى السنوار في رفح جنوب قطاع غزة

ونشر جيش الاحتلال، مجموعة من الصور قال إنها تعود لـ جثة يحيى السنوار، زاعما تأكيد نتائج تحليل DNA لمقتله، خلال مداهمة بالقطاع.

وحال صدقت رواية الجيش الإسرائيلي، حول اغتيال يحيى السنوار، فإنها بذلك قد تكون وصلت لصيد ثمين ظل لعقود يمثل عقدة لدى الاحتلال، لما يملكه من صفات القيادة السياسية والعسكرية، نجحت لعقود في إدارة المعارك ضد المحتل الإسرائيلي.. وخلال السطور التالية ترصد "فيتو" جانبًا من مسيرة الثعلب أو سيد اللعبة، كما يطلقون عليه.

سطور في كتاب تاريخ يحيى السنوار من المخيم إلى القيادة

منذ تنفيذ كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بمعاونة فصائل المقاومة الفلسطينية، عملية طوفان الأقصى داخل مستوطنات غزة في السابع من أكتوبر الماضي وما تبعها من عدوان وحشي على قطاع غزة أودى بحياة آلاف الشهداء من الأطفال والنساء، وضعت إسرائيل يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، على رأس قائمة الأهداف التي تسعى لاغتيالهم من قادة الحركة، وبات المطلوب الأول لحكومة بنيامين نتنياهو، بهدف تحقيق صورة نصر وهمي أمام الرأي العام الإسرائيلي.

يحيى السنوار سيد اللعبة في حرب غزة

الصحف العالمية أطلقت عليه لقب «سيد اللعبة» فجميع خيوطها في يد ثعلب المقاومة الذي يتخفي في الأنفاق، وعجزت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عن الوصول لمكانه، شبح يسكن باطن الأرض، يدير المعركة باحترافية، يتفاوض من يتفاوض من أعضاء المكتب السياسي بالخارج ويبقى القرار في النهاية لصاحب الـ61 عاما، المولود في مخيم خان يونس للاجئين بغزة عام 1962، الذي أصبح فيما بعد رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس بعد اغتيال إسماعيل هنية.

بعيدا عن أعوام الرضاعة في حياة السنوار، قضى ذو الشعر الأبيض الثلجي والحاجبين الأسودين، في السجون الإسرائيلية 24 عاما هي معظم سنوات شبابه، خرج حاملا هم القضية وغزة فوق كاهله وتحول إلى حديث الصحف العالمية رغم ظهوره النادر في الإعلام.

 

بين الفينة والأخرى كانت تخرج الدوائر الإسرائيلية بتصريحات متعلقة بتقديرات حول مكان وجود اللهو الخفي -السنوار- ليتضح في نهاية المطاف أنها مجرد أضغاث أحلام، شبح الأسير السابق في سجونها لأكثر من عقدين يطاردهم في مخادعهم، يعود إليهم أسرهم فى صفقة التبادل الأولى التى أبرمت برعاية مصرية، يتحدثون فى وسائل إعلامهم عن خلق السنوار وأحاديثه الودية معهم.

 

فلم يتخيل كيان الاحتلال، أن الرجل البسيط الذى تلقى تعليمه فى مدارس المخيم حتى أنهى دراسته الثانوية، ليلتحق بالجامعة الإسلامية فى غزة لإكمال تعليمه الجامعى، ويحصل على درجة البكالوريوس فى اللغة العربية، فرطت فيه بسهولة بعدما اعتقلته فى ريعان شبابه عام 1982، لكنها فوتت فرصة الاحتفاظ بأسد القطاع، وعادت لاعتقالها مجددا عام 1988، قضت محكمة إسرائيلية عليه وقتها بالسجن مدى الحياة أربع مرّات (مدة 426 عاما)، أمضى منها 24 عاما فى السجن الإسرائيلية.

لعبة الأسرى كلمة السر في حياة يحيى السنوار 

لعبة الأسرى دائمًا كلمة السر فى حياة السنوار، فقد قدرت له النجاة من غياهب الجب عام 2011، خلال تفاوض الاحتلال على تحرير الأسير جلعاد شاليط، الصفقة التي تمت برعاية مصرية وكان للجنرال الراحل عمر سليمان مدير الاستخبارات المصرية حينها الدور الأبرز فى إبرامها.

أعوام السجن لم تفقده رونقه السياسى والعسكري، بل أثقلت خبرته، واستفاد من معرفته بالسجون الإسرائيلية، التى حصل عليها خلال السنوات الطويلة التى قضاها فى زواياها، فهم الصهاينة واستوعب خططهم ولعب معهم بنفس نهجهم، سنوات الغياب خلف الأسوار التى بلغت ٢٤ عاما، استغلها فى تأليف روايته الشهيرة «الشوك والقرنفل» عام 2004 يقول فيها:

«مرارا وتكرارا تدفقت مياه سيول الشتاء إلى ساحة دارنا الصغيرة ثم تدفقت إلى داخل هذه الدار التي تسكنها عائلتنا منذ بدأ الحال يستقر بعد أن هاجرت من بلدة الفلوجة فى الأراضى المحتلة عام 1948 وفى كل مرة يدب الفزع بى وبإخوانى الثلاثة وأختى، وخمستهم كانوا يكبروننى سنا، فيهب أبى وأمى إلينا ليرفعونا عن الأرض ولترفع أمى الفراش قبل أن تبلله المياه، التى اقتحمت علينا بيتنا البسيط، ولأنى كنت الأصغر كنت أتعلق برقبة أمى إلى جوار أختى الرضيعة التى كانت فى العادة على ذراعيها فى مثل هذه الحالات».. الاقتباس السابق ذكره من رواية ثعلب المقاومة، لخص فيه نشأته كطفل فلسطينى يعيش فى مخيمات زادته تمسكا بأرضه ووطنه، وزعت داخله بذرة حلم المستقبل فى حمل بندقية تؤمن له مسكن وقبر فى وطنه.

 

يحيى السنوار مكنى بـ أبو إبراهيم

كبر الطفل الذى أصبح مكنى بـ«أبو إبراهيم» والتحق بالشيخ الشهيد «أحمد ياسين» الذى رأى فيه ملامح قائد بارز فى حماس وعقل نافذ بالقسام، لعب فى الماضى وما زال دورا حاسما فى صد هجمات العدوان الإسرائيلى.

 

«يا رجل، أي والله، حياة دقيقة بعزّة وكرامة ولا ألف سنة زى الزفت تحت أحذية جنود الاحتلال» اقتباس آخر من رواية السنوار لخص به الرجل الخلافات بين الفرقاء فى مشهد درامى وصفه بدقة فى الشوك والقرنفل، ليدلل على أنه خرج من السجون عاقد على العزم على تحرير الوطن أو الشهادة، لن يعود أبو إبراهيم إلى الأسر ووفق عقليته القبر أكرم له من الحياة تحت حذاء محتل.

أقرا أيضا: 

السنوار في رسالة إلى الأمة عن أوضاع غزة: المقاومة بخير

تتحدث إسرائيل وإعلامها العبرى والإنجليزى والعربى عن السنوار، أكثر مما يتحدث الرجل عن نفسه، تعتقد أنه بنهايته سوف تنتهى غزة أو المقاومة، غير مدركة أن حماس لم تعد تنظيم بل أصبح فكرة، هناك الآن أكثر من مليونى عنصر قسام جاهزون للقتال منهم من يحمل السلاح بالفعل، ومنهم من يترقب دوره للمشاركة فى القتال.

السنوار، فيتو
السنوار، فيتو

السنوار أصبح أسطورة فى عقول شباب وأطفال فلسطين، ساعدته إسرائيل فى ترسيخ سيرته داخل الوجدان الفلسطينى والعربى، فالرجل الذى خرج إلى النور بعد عقدين ونيف من الغياب فى ظلمات السجون، حقق ما لم يحققه غيره عقد على الصعيد السياسي فى حماس انتخب فى عام 2017، رئيسا للمكتب السياسى للحركة فى قطاع غزة، وفى العام ذاته، لعب دورا دبلوماسيا رئيسيا فى محاولة إصلاح العلاقات بين فتح وحماس، كما عمل على إعادة تقييم لعلاقات حماس الخارجية، بما فى ذلك تحسين العلاقات مع مصر التي يحمل لها جميل إخراجه من السجون فى صفقة شاليط.

 

وكعادة الراعى الأمريكى للاحتلال الإسرائيلى، أرادت واشنطن تكبيل السنوار لحماية طفلها المدلل القابع فى تل أبيب، وأدرجته خارجية الولايات المتحدة على لائحتها السوداء “للإرهابيين الدوليين” عام 2015، لكنه رغم جل تلك المحاولات سيظل مهندس طوفان الأقصى معشوق القلوب هناك حيا كان أو شهيدا.

فهل وصلت حياة رجل اعتنق حب الوطن، وظل يحلم به لعقود، الجميع ينتظر تأكيد حركة حماس أو نفيها، لمعرفة مصير سيد اللعبة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية