اللواء محيى نوح: نفذنا 92 عملية بحرب الاستنزاف.. والعدو الإسرائيلى هزمنا فى 6 أيام وهزمناه فى 6 ساعات ( حوار )
>> 67 لم تكن حربًا ولكنها جولة فى الصراع مع العدو الإسرائيلي ولم يكن للمقاتل المصرى أى سبب فيها
>> أصبت أثناء عمليات حرب اليمن وعدت للقاهرة وحصلت على ترقية استثنائية قبل حرب 67
>> لقنا العدو درسا في معركة رأس العش وحرمناها من دخول الإسماعيلية بعد الثغرة
>> هذه تفاصيل عملية (لسان التمساح 1) للثأر للفريق عبد المنعم رياض
>> الرئيس عبد الناصر زارني فى المستشفى عقب عملية لسان التمساح
>> حرب الاستنزاف رفعت روح الجنود
>> حاربت مع الشهيد إبراهيم الرفاعى وتوليت قيادة المجموعة 39 بعده
>> الصاعقة قامت بعمليات خلف خطوط العدو فى 73 ودمرنا حقول أبو زنيمة وأبو رديس
ما زالت هناك قصص عن بطولات نصر أكتوبر المجيد وما سبقه من حرب استنزاف لم تُروَ. كل جندى وضابط شارك فى هذه الحروب المقدسة خلف وراءه بطولات تفخر بها الأجيال وتضعها نصب أعينها حتى تحافظ على مكتسبات حرب أكتوبر التى دفع جيلها الغالى والنفيس من أجل استرداد الأرض.
عودة سيناء لم يكن سهلًا، والأصعب هو الحفاظ عليها. بهذه الكلمات بدأ اللواء محيى نوح، أحد قيادات الصاعقة والمجموعة 39 قتال الأشباح بقيادة الشهيد البطل العميد إبراهيم الرفاعي، موجهًا كلامه للأجيال الحالية.
اللواء نوح هو صاحب المهمات الصعبة واللحظات الحاسمة فى التاريخ. حين تأسست مدرسة الصاعقة كان هو ضمن أول أفرادها، وحين احتاجت مصر إرسال كتيبة إلى اليمن كان هو من ضمنها.
أما فى حرب الاستنزاف، فهو المقاتل الذى أصيب، ليعود فى 73 يشارك فى كل المهمات المستحيلة خلف بطله إبراهيم الرفاعي. زاره الرؤساء وكرّمه الجميع، بداية من الرئيس جمال عبد الناصر وحتى الرئيس عبد الفتاح السيسي.
إنه الجندى المصرى الأصيل اللواء محيى نوح، أحد قيادات الصاعقة والمجموعة 39 قتال.
وإلى نص الحوار الخاص لـ "فيتو" مع اللواء محيى نوح بمناسبة الذكرى 51 على انتصارات أكتوبر 1973:
*بداية، ما هى تفاصيل التحاقك بالقوات المسلحة؟
حلم الضابط يراود كل طفل وشاب فى مصر منذ نعومة أظافره. كنت متفوقًا دراسيًا والتحقت بكلية طب جامعة القاهرة، وكان جسمى رياضيًا. عندما رآنى على شفيق، مدير مكتب المشير عبد الحكيم عامر، طلب منى ترك الطب والدخول للكلية الحربية.
وبعدها انتقلت للكلية الحربية بالفعل وشعرت أنها المكان الذى أبحث عنه. أخذت فرقة الصاعقة وأصبحت الأول فى الفرقة، ومدرس صاعقة، ووقتها كان ذلك أصعب التخصصات.
وأثناء تواجدى كمدرس بمدرسة الصاعقة، كان يتم إعداد كتيبة للذهاب إلى اليمن وهى المجموعة 103 صاعقة، والتى كان ينتمى إليها الشهيد المنسى ورامى حسانين وعاصم عصام وغيرهم من الأبطال الذين يضحون بأرواحهم فداء لتراب هذا الوطن حتى الآن.
*الصاعقة المصرية لها بطولات داخل وخارج مصر. هل شاركت فى حرب اليمن؟
نحن فى الصاعقة لا نعرف المستحيل. إما تنفيذ المهمة الموكلة إلينا أو الشهادة، هذا شعار وعقيدة نعيش بها. بعد تكوين كتيبة الصاعقة، تم تكليفنا بالمشاركة فى حرب اليمن. هذه الحرب زادت من مهارات كل من شارك فيها، فقد تدربت فى جبال وسهول اليمن فى مناطق وعرة، كما تعلمت فيها القيادة والحرب فى مناطق مختلفة لأن اليمن له طبيعة جغرافية مختلفة عن أى دولة أخرى. أصبت أثناء العمليات هناك، فعدت إلى القاهرة، وحصلت على ترقية استثنائية قبل حرب 67.
*ما شعورك عندما سمعت بالهجوم الإسرائيلى على مصر يوم 5 يونيو؟
هذا الخبر كان الصاعقة التى أصابتنا بالذهول. المصريون لا يقهرهم القتال ولا يغلبهم أحد فى الميدان، فنحن “خير أجناد الأرض”. لذلك لم تكن حربًا ولكنها جولة فى الصراع العربى الإسرائيلي، لأن إسرائيل وقتها احتلت عددًا كبيرًا من البلدان والمدن العربية ولم يكن للمقاتل المصرى أى سبب فيها لأنه لم يُعطَ فرصة للقتال. رغم مرارة الهزيمة، إلا أننا لم نستسلم وبدأنا فى العمليات خلال أيام من النكسة، عملية تلو الأخرى حتى استنزفنا قوة العدو.
*ما هى أهم العمليات التى أعادت الثقة بالنفس للمقاتل المصرى خلال حرب الاستنزاف؟
بعد 3 أسابيع فقط من احتلال الجيش الإسرائيلى لسيناء، وتحديدًا فى أول يوليو، كانت معركة رأس العش التى تصدت فيها مجموعة صغيرة من الصاعقة مكونة من 30 جنديًا وضابطًا لـ 10 دبابات مجنزرة إسرائيلية تريد احتلال منطقة رأس العش ثم الدخول إلى بورسعيد.
لقيناهم قبل الدخول للمنطقة ولقنّاهم درسًا حرمهم من الاقتراب مرة أخرى. كانت هذه المنطقة الوحيدة بين سيناء وبورسعيد التى لم يجرؤ العدو على الاقتراب منها حتى نصر أكتوبر. وكرمنى الرئيس عبد الفتاح السيسى فى 4 أكتوبر الماضى عن مشاركتى فى معركة رأس العش خلال اليوبيل الذهبى لحرب أكتوبر المجيدة.
ومن أهم العمليات التى قامت بها مصر ضد العدو الإسرائيلى أيضًا ضربة الطيران يوم 14 يوليو، والتى سميت بضربة أبو العز بقيادة اللواء مدكور أبو العز، قائد القوات الجوية وقتها، والتى تم فيها ضرب تجمعات العدو وبعض مراكز التحكم والسيطرة والمعدات التى استولوا عليها من قواتنا بعد ضرب سيناء. تلا ذلك ضرب المدمرة إيلات يوم 21 أكتوبر 1967، ثم توالت الانتصارات.
هذه العمليات المتوالية كسرت الحاجز النفسى بين الجندى المصرى وبين الجندى الإسرائيلى خلال حرب الاستنزاف وجعلته يرفع رأسه عاليا، فقد استطاع الثأر للشهداء ولكننا كنا نستعد للمعركة الكبرى معركة التحرير.
*المجموعة 39 قتال كانت أقوى المجموعات فى الجيش المصري.. كيف اشتركت فيها؟
بعد شهور قليلة من النكسة طُلب منى النزول إلى القاهرة لمقابلة البطل إبراهيم الرفاعى وكان وقتها برتبة مقدم وكان يحضر لإنشاء مجموعة من الفدائيين للقيام بعمليات خلف خطوط العدو فى سيناء من عمليات إغارة ونصب كمائن فى طريق قوات العدو.
وكنت أعرف إبراهيم الرفاعى وبعض الضباط الذين شاركوا معنا فى المجموعة من حرب اليمن وكانت تربطنى بهم صلة طيبة. وافقت على الفور وشاركت فى معظم عملياتها التى وصلت خلال حرب الاستنزاف إلى 92 عملية منها عمليات إغارة وكمائن خلف الخطوط وفى داخل إسرائيل وضربنا سيدوم وإيلات بالصواريخ.
وكان نتيجة هذه العمليات تدمير 17 دبابة والحصول على أول أسير إسرائيلى وتدمير 77 مركبة إسرائيلية وتدمير بعض المواقع التى تم احتلالها حوالى 31 نقطة قوية.
*ما أهم العمليات التى لا تنساها؟
عملية (لسان التمساح 1) وهى عملية الثأر للفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة الذى استشهد فى الصفوف الأمامية للقتال. تمت هذه العملية ليلة ذكرى الأربعين لاستشهاد الفريق حيث تم اقتحام الموقع الذى خرجت منه الدانة التى استشهد بها الفريق ودمرناه على بكرة أبيه وقتلنا فيه 44 جنديًا من جنود العدو الإسرائيلى ورفعنا العلم عليه. وقد أصبت فى هذه العملية وتم تكريمى بزيارة الرئيس جمال عبد الناصر لى فى المستشفى عقب العملية مباشرة.
*كيف ساهمت فترة الاستنزاف فى الاستعداد لنصر أكتوبر؟
فترة الاستنزاف كانت مهمة جدًا للتدريب الشاق على مسرح العمليات. دخلنا بها حرب أكتوبر العظيم، العدو الإسرائيلى هزمنا فى 1967 فى 6 أيام ونحن هزمناه فى 73 فى 6 ساعات فقط. نصر أكتوبر العظيم كان له وقع كبير فى نفوسنا جميعًا وكرمت أنا من الرؤساء السابقين كلهم.
*الدور الذى قامت به وحدات الصاعقة فى حرب أكتوبر؟
دور الصاعقة القيام بعمليات خلف خطوط العدو فى 73. دمرنا خلالها مواقع البترول فى الجنوب حقول أبو زنيمة وأبو رديس. وعندما حدثت الثغرة تم إرسالنا إلى نفيشة فى الإسماعيلية يوم 18 أكتوبر وقاتلنا العدو حيث كانت هناك وحدات صاعقة أخرى تحارب فى أبو عطوة والمظلات فى جبل مريم.
*معركة الثغرة كانت الفارقة للمجموعة 39 بسبب استشهاد قائدها البطل إبراهيم الرفاعي؟
كانت الأوامر من الرئيس السادات نفسه للمجموعة 39 قتال بعدم السماح لقوات العدو التى عبرت قناة السويس فى الثغرة أن تصل إلى الإسماعيلية بأى وضع، وبالفعل أخذنا مواقعنا وبدأنا ضرب العدو بأسلحتنا الخفيفة والالتفاف حوله.
فى معركة نفيشة قام البطل إبراهيم الرفاعى ومجموعته بأخذ مدفع 57 وصعد فوق القاعدة حتى يرى العدو جيدًا ويتعامل معه بدقة وكنا نحن تحت. أثناء الضرب قامت القوات الإسرائيلية بضرب مكان المدفع وأصيب إصابة مباشرة فى القلب يوم 19 أكتوبر 1973.
توليت القيادة بعدها وأخذت القوات وقمنا باحتلال المنطقة أمام جبل مريم بناءً على تعليمات من اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات فى هذا التوقيت. حاربنا العدو ولم يستطيعوا دخول الإسماعيلية بسبب المقاومة الشديدة فى منطقة الدفرسوار من المظلات والصاعقة. ثم حاولوا الاتجاه إلى السويس ولم يستطيعوا أن يدخلوا السويس حتى معركة السويس فى 24 أكتوبر.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.