مياه النيل مسألة وجود لمصر.. انتفاضة القاهرة والخرطوم لمواجهة مؤامرة إثيوبيا الجديدة.. آبي أحمد يزعم تفعيل اتفاقية عنتيبي.. ورفض قاطع لدولتي المصب
بذلت كل من مصر والسودان جهدا مكثفا على مدار 13 عاما مع أثيوبيا للوصول إلى اتفاق قانوني ملزم حول سد النهضة، وعدم الإضرار بمصالح دولتي المصب.
ورغم المساعي المصرية صادقة النوايا، أصرت إثيوبيا على تبني سياسة التسويف والتعنت ولي الحقائق ومحاولة فرض أمر واقع بإنشاء وتشغيل
السد الأثيوبي بالمخالفة لقواعد القانون الدولي ذات الصلة والممارسات الدولية المثلى، وبلا اكتراث لأثر هذا السد على حياة الملايين في دولتي المصب في السودان ومصر".
استمرت أديس أبابا فى تنفيذ بناء سد النهضة فى ظل التعنت من قبل رئيس الوزراء الأثيوبى أبى أحمد بعدم الانصياع إلى النداءات الدولية والعربية بضرورة الأخذ فى الإعتبار المكاتب الاستشارية الدولية المعنية بالوضع الفنى لبناء السد الأثيوبى.. ولم يتوقف أبى أحمد عند هذا الحد بل ظل يماطل فى الجولات التفاوضية وسط صبر طويل لمصر والسودان لإثبات حسن النوايا الصادقة.
وتعد وحصة مصر من مياه النيل وفقا لاتفاقية عام 1959، تبلغ 55.5 مليار متر مكعب سنويًا من المياه، فيما يحصل السودان على 18.5 مليار متر مكعب وهو ما تريد دول حوض النيل إلغاؤه وإعادة توزيع الحصص من جديد نظرا للشح المائي فى ظل زيادة عدد السكان مع ثبات نسبة مصر من مياه النيل لذلك لا يمكن أن تتنازل عن حقوقها التاريخية المقررة بموجب الاتفاقيات عن حقها في نهر النيل.
نقطة تحول تاريخية بشأن نهر النيل ودول المصب
ووسط جميع المساعى المصرية السودانية والنداءات الدولية بضرورة التعاون بين الدول الثلاثة وأن يكون نهر النيل مصدر للتعاون وليس للتفرقة والصراعات تفاجأ الجميع اليوم بقرار أثيوبى أحادى - كما هو معتاد فى السياسة الأثيوبية منذ إنطلاق المفاوضات بين مصر والسودان وأثيوبيا - دون الرجوع إلى دول المصب وأعلنت أثيوبيا، دخول اتفاقية إطار حوض نهر النيل، حيز التنفيذ، اليوم الأحد، زاعمًا أن ذلك يعد خطوة مهمة نحو ضمان الاستخدام العادل لموارد النيل المشتركة، بما يحقق الفائدة لجميع الأطراف.
جاء هذا التصريح على لسان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد عبر حسابه الرسمي في منصة "إكس"، قائلًا إن "اليوم، 13 أكتوبر 2024، يمثل نهاية رحلة طويلة نحو تحقيق التوزيع العادل والمعقول لمياه النيل".
وأضاف: "هذه اللحظة تمثل نقطة تحول تاريخية في تعزيز التعاون بين دول حوض النيل".
واعتبر رئيس الوزراء الإثيوبي أن "تفعيل الاتفاقية يعزز الروابط بين دول حوض النيل، ويضمن أن إدارة واستغلال الموارد المائية المشتركة ستعود بالنفع على الجميع".
دعوة إلى الانضمام إلى هذا الاتفاق
كما قدم آبي أحمد التهاني للدول المشاركة في الاتفاقية، مشيدًا بالتزامها بتعزيز التعاون في المنطقة.
ودعا الدول التي لم توقع بعد إلى الانضمام إلى هذا الاتفاق، مشيرًا إلى أن ذلك سيسهم في تحقيق الأهداف المشتركة في التنمية والتكامل الإقليمي.
و يذكر أن جنوب السودان صادقت قبل أسابيع على الاتفاق الإطاري لدول حوض النيل المعروف بـ “اتفاق عنتيبي”.
وقبل توقيع جنوب السودان وقعت خمس دول أخرى في العام 2010 على الاتفاقية وهي إثيوبيا ورواندا وتنزانيا وأوغندا وبورندي، حيث تنص على تصديق برلمانات 6 دول على الأقل، لبدء تنفيذها وسريانها وهو ما اكتمل بتوقيع دولة جنوب السودان.
وأشار إلى أنه ليس من المعقول أن تتنازل مصر عن حقوقها التاريخية المقررة بموجب الاتفاقيات عن حقها في نهر النيل رغم الشح المائي وزيادة السكان مع ثبات نسبة مصر من مياه النيل.
"98% من مصدر المياة فى مصر نهر النيل
وحول قضية المياه كان للرئيس عبد الفتاح السيسى تصريح اليوم مؤكدًا على أن مصر تضع قضية المياه على رأس أولويتها مشيرا إلى أن نهر النيل يرتبط بحياة الشعب المصري وبقائه.
وأوضح أن نهر النيل يشكل المصدر الرئيسي للمياه في مصر، بنسبة تتجاوز "98%"، ولذلك فإن الحفاظ على هذا المورد الحيوى، هو مسألة وجود.. تتطلب التزاما سياسيا دءوبا.. وجهودا دبلوماسية.. وتعاونا مع الدول الشقيقة.. لضمان تحقيق الأهداف المشتركة.
رفض مصرى سودانى لإتفاقية عنتيبي
أعلنت مصر والسودان أمس أن الاتفاق الإطاري لدول حوض النيل غير ملزم لهما لمخالفته القانون وبعد عدم انضمامهما إليه.
وأعلن البلدان في بيان مشترك، مساء السبت، التزامهما الكامل بالتعاون مع دول حوض النيل في إطار المبادئ المتعارف عليها دوليًا، والتي تحقق المنفعة للجميع من دون إحداث ضرر لأي من الدول.
كما أكدا أن ما يسمى بالاتفاق الإطاري للتعاون في حوض النيل غير ملزم لأي منهما، ليس فقط لعدم انضمامهما إليه، وإنما أيضا لمخالفته مبادئ القانون الدولي العرفي والتعاقدي.
وشدد الجانبان على أن مفوضية الست دول الناشئة عن الاتفاق الإطاري غير المكتمل لا تمثل حوض النيل في أي حال من الأحوال.
تحرك أثيوبى لا يتوافق مع قواعد القانون الدولي
وخلال اجتماع للهيئة الفنية الدائمة المشتركة لمياه النيل بين مصر والسودان عقد على مدار يومين ناقشا فيه مستجدات مصادقة بعض دول الحوض على مشروع الاتفاق الإطاري.
كذلك أكدت الدولتان أن الجانبين بذلا جهودًا مكثفة ومستمرة على مدار الأعوام السابقة لاستعادة اللُحمة ورأب الصدع الذي تسبب فيه تبني بعض دول الحوض لمسودة غير مستوفية للتوافق.
وذكرا أن هذا الاتفاق لا تتسق مبادئه مع قواعد القانون الدولي ذات الصلة والممارسات الدولية المثلى، بما في ذلك في التجارب الإفريقية الرائدة مثل حوض نهر الزامبيزي والسنغال، والتي تضمن استمرارية التعاون واستدامة التنمية للجميع.
وأكدا أن الآلية التي تجمع دول الحوض يجب أن تكون توافقية تقوم على الشمولية وتنتهج في عملها القواعد الراسخة للتعاون المائي العابر للحدود.
وخلال اللقاء تم التباحث والتوافق في وجهات النظر حول عدد من الموضوعات ذات الصلة بمياه النيل، وبما يحافظ على حقوق ومصالح الدولتين.
وتم التأكيد على استمرار التنسيق بين البلدين في تشغيل السدود على نهر النيل بالبلدين بما يعظم الاستفادة من المياه بالبلدين وتحقيق الإدارة المثلى لمياه النهر.
تصعيد لغة الخطاب المصرى بشأن سد النهضة
وكان لوزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطى، دور حيوى منذ أن تولى حقيبته الوزارية ولم يترك أى لقاء على جميع المحافل العربية ولا الإقليمية ولا الدولية دون أن يتحدث أهمية نهر النيل بالنسبة لمصر وأن المصدر الرئيسى للمياة لمصر ولكن كانت رسائل وزير الخارجية فى الفترة الأخير أكثر توضيحًا وتصعيدًا فى لغة الدبلوماسية المصرية حيث أكد عبد العاطى على ان موقف مصر الثابت من أزمة سد النهضة الإثيوبي، وما تمتلكه مصر من بدائل وحلول للتعامل مع أزمة السد وتداعياتها.
موقف مصر من سد النهضة الإثيوبي
وقال وزير الخارجية إن مصر لديها رؤية وآليات للتعامل مع أزمة سد النهضة الإثيوبي، مشيرًا إلى استعداد بلاده للتعامل مع أي ضرر ينال حصتها من المياه.
وشطط على أن مصر ليست دولة قليلة الحيلة، ولديها آليات للتعامل وفقا للقانون الدولي، ولا يتم الإعلان عن كل التحركات التي تتخذها الدولة، مشيرا إلى سعي القاهرة لتقليص تأثيرات هذا السد على مصر لأقل حد ممكن.
وأكد أنه إذا حدث أي ضرر للأمن القومي المصري، فإن الدولة المصرية لديها الإجراءات والسياسات للتعامل مع حدوث أي ضرر.
وركز على أن مصر ستستمر في مراقبة تطورات عملية ملء وتشغيل السد الإثيوبي عن كثب، "محتفظة بكل حقوقها المكفولة بموجب مـيثاق الأمم المتحدة لاتخاذ التدابير اللازمة دفاعا عن مصالح وبقاء الشعب المصري العظيم. ومخطئ من يتوهم أن مصر تغض الطرف أو تتسامح مع تهديد وجودي لبقائها".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.