رئيس التحرير
عصام كامل

إرث الآلة الحربية الأمريكية.. النزاع الطائفي ينهش في الجسد العراقي.. أكثر من 3.5 مليون أفغاني غارقون في الإدمان.. فيتنام عائمة فوق بحر من الألغام يحتاج إزالتها 300 عام

الجيش الأمريكي
الجيش الأمريكي

إرث الحروب الأمريكية على البلدان المختلفة مثل فيتنام، أفغانستان، والعراق، ترك بصمات عميقة من الدمار والمعاناة، من فيتنام التي لا تزال تعاني من آثار الألغام غير المنفجرة، إلى أفغانستان التي غرق شعبها في أزمات الإدمان والفقر نتيجة سنوات طويلة من الاحتلال، وصولًا إلى العراق الذي تفتت بفعل العنف الطائفي بعد الغزو الأمريكي. 

هذه الحروب لم تكن مجرد نزاعات عسكرية، بل تسببت في كوارث إنسانية واقتصادية لا تزال أجيال تلك الدول تعاني منها، مما يثير تساؤلات حول الأثمان الحقيقية التي دفعتها الشعوب.

 

الحرب على فيتنام: إرث من الموت والدمار

 

على الرغم من مرور أكثر من أربعين عامًا على انتهاء الحرب الأمريكية على فيتنام، ما زالت آثارها المدمرة واضحة على الأرض والبشر. ملايين القنابل والألغام الأمريكية التي لم تنفجر حتى الآن تظل كامنة تحت الأرض، تشكل خطرًا على حياة الفيتناميين يوميًا. بحسب الخبراء، فإن التخلص من هذه الألغام يحتاج لأكثر من 300 عام لإزالتها بالكامل.

 

بدأ التدخل الأمريكي في فيتنام بدعم حكومة سايغون الجنوبية بإرسال مستشارين عسكريين أمريكيين، لينتهي بتواجد أكثر من نصف مليون جندي أمريكي في البلاد. الحرب استمرت لأكثر من عقد ونصف، وأسفرت عن مقتل أكثر من مليوني فيتنامي وإصابة أكثر من 3 ملايين آخرين. في المقابل، خسر الأمريكيون نحو 58 ألف جندي، مما جعل هذا النزاع واحدًا من أكثر الصراعات دموية في تاريخ الولايات المتحدة.

 

رغم انتهاء الحرب، يبقى السؤال الأهم: ما الذي جلبته تلك الحرب للشعب الفيتنامي والأمريكي على حد سواء؟ ما الذي جلبته حرب قتلت وشردت الملايين ودمرت البنية التحتية لبلد بأكمله؟

 

أفغانستان: سنوات من الحروب والإدمان

 

في أفغانستان، تعاقبت عقود من الحروب والصراعات على هذا البلد، لتترك خلفها أجيالًا تعاني من الفقر والتشرد والإدمان. بحسب تقارير، أكثر من 3.5 مليون أفغاني وقعوا في فخ الإدمان نتيجة الاحتلال الأمريكي الذي استمر لعشرين عاما. وتزايدت أعداد المدمنين بشكل ملحوظ بين اللاجئين العائدين من إيران وباكستان.

مع عودة حركة طالبان إلى السلطة في أغسطس 2021، تحاول الحكومة الأفغانية مواجهة هذه الأزمة. رغم محاولات التغيير، تبقى مشاهد المدمنين والمشردين جزءًا من الذاكرة الجماعية للعاصمة كابول. حيث كانت المناطق تحت الجسور وحدائق المدينة العامة مأوى لمئات المدمنين، الذين يتجمعون فيها متعاطين للمخدرات.

الأفغان الذين عانوا طيلة سنوات من آثار الحروب والاحتلال، يجدون أنفسهم أمام تحديات جديدة قديمة. الإدمان، البطالة، والنزوح ما زالوا يشكلون قضايا رئيسية تواجه هذا البلد المدمر.

 

العراق: إرث الغزو والفوضى

 

كان العراق هدفا للغزو الأمريكي البريطاني في 20 مارس 2003، تحت ذريعة امتلاكه أسلحة دمار شامل. استمر الغزو الأمريكي حتى عام 2011، وأسفر عن سقوط نظام الرئيس صدام حسين ومقتل وتشريد ملايين العراقيين. قُدرت الخسائر البشرية بحوالي مليون شخص، فيما تكبد الاقتصاد العراقي خسائر تقدر بتريليونات الدولارات.

 

جاء الغزو بعد تحضيرات طويلة في دوائر القرار الأمريكية والبريطانية. وكشفت تسريبات لاحقة أن قرار الغزو كان قد اتخذ بعد ساعات من هجمات 11 سبتمبر 2001، حيث اقترح وزير الدفاع الأمريكي آنذاك دونالد رمسفيلد مهاجمة العراق إلى جانب أسامة بن لادن.

في محاولة لتبرير الغزو، نشر الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن والحكومة البريطانية بقيادة توني بلير تقارير عن مخاطر امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل، رغم عدم وجود أدلة قاطعة على هذه المزاعم. الهدف الحقيقي كان يتعدى إزالة تهديد مزعوم، فقد كشفت وثائق سرية عن علاقة قوية بين الغزو الأمريكي العراقي وشركات النفط الكبرى. كان الاستحواذ على النفط العراقي دافعًا رئيسيًا للحكومات الغربية، وتوزعت العقود الضخمة لإعادة إعمار قطاع النفط بين شركات مثل هاليبيرتون، التي كان يديرها ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي آنذاك.

 

نتائج الغزو: دمار شامل وتفكك اجتماعي

 

استمر الاحتلال الأمريكي في العراق لمدة تسع سنوات، أدت إلى انتشار الفوضى وتفاقم العنف الطائفي. اندلعت في العراق حرب أهلية طائفية بلغت ذروتها بين عامي 2006 و2007، مع تزايد العمليات المسلحة ضد القوات الأمريكية والبريطانية.

في حين تكبدت الولايات المتحدة خسائر ضخمة في الأرواح، حيث قتل أكثر من 4500 جندي أمريكي، كانت الخسائر بين العراقيين أضخم بكثير. تشير بعض التقديرات إلى مقتل نحو مليون عراقي خلال سنوات الاحتلال، بينما أفادت منظمة الصحة العالمية بأن عدد القتلى يتراوح بين 104 آلاف و230 ألفًا.

أما تكاليف الغزو الأمريكي للعراق، فقد تجاوزت 801 مليار دولار، وفقًا لتقديرات نشرتها صحيفة "ذي ديلي تلغراف" البريطانية. لكن مع إضافة فوائد الديون الأمريكية الناتجة عن الحرب، يُقدر أن الفاتورة قد تصل إلى ثلاثة تريليونات دولار.

 

النهاية الحقيقية

في 18 ديسمبر 2011، أعلنت الولايات المتحدة سحب آخر جنودها من العراق، بعد رفض الحكومة العراقية منحهم حصانة قانونية. ترك الغزو العراق في حالة من الفوضى العارمة، مع تزايد العنف الطائفي والانقسامات السياسية التي لا تزال قائمة حتى اليوم.

الحروب التي شنتها الولايات المتحدة على فيتنام، أفغانستان، والعراق خلفت ورائها تدميرًا هائلًا للبلدان وشعوبها، مما يطرح تساؤلات دائمة حول مبررات تلك الحروب وحصيلتها الحقيقية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية