رئيس التحرير
عصام كامل

فضل الورد اليومي من القرآن، وكيف كان يقرأه الرسول؟

فضل الورد اليومي
فضل الورد اليومي من القرآن وكيف كان يقرأه الرسول؟

الورد القرآني، يعد واحدا من أفضل أعمال المسلم حيث إن الورد القرآني هو ذكر لله تعالى، فما أجمل الحياةُ في ظلال القرآن، ويقول الله تعالى (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).

والورد اليومي  وتلاوة كتاب الله وترديد آياته وقراءة ألفاظه عبادة من العبادات، وعد الله أهلها بالفضل والجزاء، ورتب عليه سبحانه الأجور، يقول تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ - لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ). وفي هذا الإطار نستعرض معكم فضل الورد اليومي من القرآن وكيف كان يقرأه الرسول؟

 

 

المقصود بكلمة "الورد القرآني" 

 

كلمة "الوِرد" بكسر الواو، معناها: الجزء، يقال: قرأت وِردي من القرآن، أي الجزء الذي أقرؤه كل يوم. وهكذا ينبغي أن يكون للمسلم ورد -جزء- من القرآن يقرؤه كل يوم، ولو كان جزءا يسيرا، حتى لا يكون هاجرا لكتاب الله عز وجل.

 

‫الورد في القرآن.. فضله وكيفية الانتظام عليه؟‬‎
فضل الورد اليومي من القرآن وكيف كان يقرأه الرسول؟

 

 

فضل قراءة القرآن

 

قال عليه الصلاة والسلام: "من قرأ حرفا من كتاب الله فله بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها" رواه الترمذي. 

ويقول عليه الصلاة والسلام "اقرأوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرأوا الزهراوين: البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة " رواه مسلم.

ويقول عثمان بن عفان رضي الله عنه. عثمان الذي عرف قدر كلام الله تعالى، وسمعه من النبي ﷺ، وأكب على تلاوته وأكثر من ختماته حتى جاء عنه أنه قرأ القرآن في ركعة واحدة، وقتل وهو يقرأ القرآن والمصحف بين يديه. قال رضي الله عنه: " لَوْ طَهُرَتْ قُلُوبُكُمْ مَا شَبِعَتْ مِنْ كَلامِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "، وكان يقول رضي الله عنه: "مَا أُحِبُّ أَنْ يَأْتِيَ عَلَيَّ يَوْمٌ وَلَا لَيْلَةٌ إِلَّا أَنْظُرُ فِي كَلَامِ اللَّهِ" يَعْنِي الْقِرَاءَةَ فِي الْمُصْحَفِ.

وفي الصحيحين يقول رسول الله ﷺ يقول (أحب الاعمال الى الله أدومها وإن قل) فصفحات قليلة ومستمرة خير من أجزاء كثيرة منقطعة.

 

 الورد اليومي لرسول الله

 

كان لرسول الله عليه الصلاة والسلام حزبه وورده اليومي من القرآن الكريم، لا يتركه ولا ينقصه، مهما حلت به الوفود، وطرأت عليه الشواغل. جاء عن أوس الثقفي وكان في وفد ثقيف الذين قدموا على رسول الله ﷺ، وعن أوس بن حذيفة رضي الله عنه قال: “كنت في الوفد الذين أتوا على النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر حديثا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمر معهم بعد العشاء، فمكث عنا ليلة لم يأتنا حتى طال ذلك علينا بعد العشاء. قال: قلنا: ما أمكثك عنا يا رسول الله؟ قال: “طرأ علي حزبي من القرآن فأردت أن لا أخرج حتى أقضيه”. قال: فسألنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبحنا، قال: قلنا: كيف تُحَزِّبُون القرآن؟ قالوا: نُحَزِّبُه ثلاث سور وخمس سور وسبع سور وتسع سور وإحدى عشر سورة وثلاث عشرة سورة، فحزب مفصل من “ق” حتى تختم”.

 

حكم من نام عن ورده

يقول عليه الصلاة والسلام (من نام عن حزبه من الليل أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه بالليل) رواه مسلم.

‫ما هو الورد في القران - موضوع‬‎
فضل الورد اليومي من القرآن وكيف كان يقرأه الرسول؟

 

 الورد اليومي للصحابة

 

 كان السلف الصالح على همم متفاوتة في قراءة القرآن الكريم؛ فكان منهم من يختم القرآن كل يوم، ومنهم من يختمهُ في ثلاثة أيام، ومنهم من يختمه كل شهر. وينبغي للمسلم أن يحرص على ختم القرآن مرة في الشهر على أقل تقدير كما ورد في حديث ابن عمرو فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ القرآن في شهر، قلت إني لأجد قوة، حتى قال: اقرأه في سبع ولا تزد على ذلك”. 

وقد ذكر الإمام أحمد وفقهاء الحنابلة كراهة أن يمر على المسلم أكثر من أربعين يوما دون أن يختم القرآن.

 

هديه صلى الله عليه وسلم في تلاوة القرآن:

 

جمع العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه العظيم " زاد المعاد "،  الأحاديث الواردة في الموضوع، واختصرها في جمل وعبارات من عنده توضح المقصود، يقول العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله:

" فصل: في هديه صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن، واستماعه، وخشوعه، وبكائه عند قراءته واستماعه، وتحسين صوته به، وتوابع ذلك.

كان له صلى الله عليه وسلم حِزب يقرؤه ولا يُخِلُّ به، وكانت قراءتُه ترتيلًا لا هذَّا ولا عجلة، بل قِراءةً مفسَّرة حرفًا حرفًا، وكان يُقَطِّع قراءته آية آية، وكان يمدُّ عند حروف المد، فيمد (الرحمن)، ويمد (الرحيم)، وكان يستعيذ باللّه من الشيطان الرجيم في أول قراءته، فيقول: (أعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَجِيم)، ورُبَّما كان يقول: (اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم من هَمْزِهِ ونَفْخِهِ، ونَفثِهِ) وكان تعوّذُه قبلَ القراءة، وكان يُحبُّ أن يسمع القراَنَ مِن غيره، وأمر عبد اللّه بن مسعود، فقرأ عليه وهو يسمع، وخَشَع صلى الله عليه وسلم لسماع القرآن مِنه حتى ذرفت عيناه.

وكان يقرأ القراَن قائمًا، وقاعدًا، ومضطجعًا، ومتوضئًا، ومُحْدِثًا، ولم يكن يمنعه من قِراءته إلا الجنابة،وكان صلى الله عليه وسلم يتغنَّى به، ويُرجِّع صوتَه به أحيانًا كما رجَّع يوم الفتح في قراءته: (إنَّا فتَحْنَا لَكَ فَتْحًَا مُبِينًا) الفتح/1.

وحكى عبد الله بن مغفَّل ترجِيعَه، آ ا آ ثلاث مرات، ذكره البخاري، وإذا جمعت هذه الأحاديثَ إلى قوله: (زَيِّنُوا القُرآن بأصْواتِكُم)، وقوله: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآن)، وقوله: (ما أَذِنَ اللهُ لِشَيء، كأَذَنِهِ لِنَبيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالقُرْان)، علمت أن هذا الترجيعَ منه صلى الله عليه وسلم كان اختيارًا لا اضطرارًا لهزِّ الناقة له، فإن هذا لو كان لأجل هزِّ الناقة لما كان داخلًا تحت الاختيار، فلم يكن عبدُ الله بن مغفَّل يحكيه ويفعلُه اختيارًا لِيُؤتسى به، وهو يرى هزَّ الراحلة له حتى ينقطع صوتُه ثم يقول: (كان يُرجِّعُ في قراءته) فنسب التَّرجيع إلى فعله. ولو كان مِن هزِّ الراحلة، لم يكن منه فعل يسمى ترجيعًا " " زاد المعاد " (1/482-484).

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

الجريدة الرسمية