رئيس التحرير
عصام كامل

سبوبة برامج التخسيس «أون لاين».. السوشيال ميديا «فخ» الباحثين عن حلم الجسد الرشيق.. تحذيرات من خطورة المكملات الغذائية على قلوب المصريين

التخسيس
التخسيس

“عايز تخس 50 كيلو فى ٣ شهور، بتحلم بجسم جديد، كورس الأعشاب السحري”، عبارات يروج بها منتحلو صفة أطباء التغذية لمنتجات عشبية وأدوية لتحقيق حلم فقدان الوزن، وتعج السوشيال ميديا بآلاف الصفحات التى تروّج لبرامج تخسيس أون لاين وخفض الوزن وتبيع الوهم للمرضى، وفى الحقيقة لا يتعدى ذلك كونه “سبوبة”.


ويعتمد منتحلو الصفة على عدد من الوصفات الغذائية والأكلات الصحية ويروّجون لها عبر منصات التواصل الاجتماعي، ويضعون تسعيرة لكل برنامج غذائى ودورهم هو خداع المرضى بأنهم سوف يتابعون معهم نظام الأكل الخاص بهم ويصفون لهم أدوية للتخسيس فى وقت قصير.
ومن أجل محاربة منتحلى الصفة خاصة مع زيادة الظاهرة، وتأسيس شعبة تغذية علاجية فى كلية علوم التغذية التى أنشأتها جامعة حلوان لأول مرة هذا العام، رفعت نقابة الأطباء دعوى قضائية لإلغاء هذه الشعبة وفتح ملف سبوبة خبراء التغذية والمخالفات فيه وتوعية المرضى بعدم الانخداع فيهم وتسلم أموالهم دون نتيجة أو التسبب فى أضرار صحية لهم.


من جانبها قالت الدكتورة جيهان فؤاد مدير المعهد القومى للتغذية سابقا، إن التغذية العلاجية علم كبير يُدرس فى كلية الطب وكل مستشفى حاليا أصبح يضم وحدة تغذية علاجية يرأسها طبيب بشرى حاصل على درجة علمية فى التغذية، ويعاونه فريق مكون من أخصائى تغذية خريج اقتصاد منزلى وخريج علاج طبيعى وممرضة وظيفتها قياسات الضغط  للمريض.


وأضافت لـ « فيتو» أن غير المتخصصين أصبحوا دخلاء على تخصص التغذية العلاجية وأصبح الأمر وسيلة لتحقيق كسب سريع مؤكدة أنه لا يوجد رقابة عليهم وإذا تمت معاقبة عدد منهم سوف يمتنعون عن بيع الوهم للمرضى، أما  الأطباء وأصحاب العلم فلا يظهرون على السوشيال ميديا بهذا الكم كما يحدث من منتحلى صفة أطباء التغذية وما يقومون به هو وصفات للمرضى ووضع نظام غذائى دون القدرة على متابعة المريض.


وعما تم إنشاؤه مؤخرا من شعبة تغذية علاجية بكلية جديدة أنشئت لعلوم التغذية بحلوان أكدت مدير معهد التغذية سابقا أنه لن يتم منح ترخيص مزاولة المهنة إلا للطبيب البشرى فقط، مشيرة إلى أن منتحلى الصفة يمثلون خطورة على المريض ولا يمكن التعامل مع مريض  قلب أو  الضغط أو السكر مطالبة بأهمية تشديد الرقابة على البرامج التى يظهر فيها منتحلو صفة طبيب تغذية وغلق المراكز التى يعملون بها.


من جانبها قالت الدكتورة دعاء جنينة رئيس الرابطة العامة لأطباء التغذية العلاجية، إن الإفراط فى استخدام الأعشاب والمكملات الغذائية يتسبب فى أضرار بالغة للمرضى منها تأثيره على القلب فيجعل ضرباته سريعة، بجانب الكلى، كما يمكن أن تحتوى هذه الأعشاب على مواد سامة وضارة وعند تحليل هذه المواد تسبب جفافا وحساسية شديدة ومشاكل فى الكلى.


موضحة أن منتحلى الصفة عبارة عن مافيا تستغلها شركات لديها منتجات يروجون لها ويستفيدون من الشهرة وكسب المال اعتمادا على عدم وعى الناس ويجب تشديد الرقابة عليها موضحة أن هؤلاء يظهرون على الفضائيات والسوشيال ميديا بصورتهم ويعلنون عن أماكنهم دون رقيب.


وهناك شكاوى كثيرة فى نقابة الأطباء ضد منتحلى صفة أطباء تغذية بأنهم تسببوا فى أضرار صحية جسيمة لهم ولا تستطيع النقابة محاسبتهم لأنهم  ليسوا أطباء.


وأكملت، إن فقدان الوزن تم اختزاله فى الأكل وعدم الأكل ولكن السمنة مرض له أسباب متعددة وله طرق علاج كثيرة ويجب التعامل معه بحرفية ومساعدة طبيب متخصص والتعرف على أسبابه سواء أسباب جينية أو أدوية تسبب زيادة الوزن أو أمراضا أخرى تسبب السمنة.


وتابعت، أنه يجب زيادة التوعية بأهمية اللجوء للتخصص عند خفض الوزن وأى مريض يرغب فى طبيب تغذية التأكد من مؤهلاته العلمية وعدم التسرع فى دفع أموال فى برامج تخسيس أون لاين واستنزاف أموالهم بجانب تسبب ضرر صحى لهم.


بدوره، أكد محمود فؤاد مدير جمعية الحق فى الدواء، أنه لا يوجد سيطرة على كل المنشآت الصحية الخاصة ومراكز  العلاج الخاصة وهل العاملون بها حاصلون على ترخيص مزاولة المهنة أم لا وإذا كانوا أطباء أم لا، ولا يوجد تشريع قانونى ضد إعطاء الوصفات الطبية عن طريق الإنترنت بجانب إشكالية ظهور منتحلى صفة أطباء على القنوات الفضائية دون رقيب والتأكد من شهاداتهم.
وأضاف أن هؤلاء يّدعون أنهم خبراء تغذية هروبا من القانون وتوجيه تهمة انتحال صفة طبيب لهم.

الجريدة الرسمية