مجموعة الغوري.. 520 سنة شاهدة على الفن والمعمار (فيديوجراف)
تقف مجموعة السلطان الغوري شامخة في منطقة القاهرة الفاطمية كواحدة من أبرز المعالم التاريخية التي تجسد فن العمارة الإسلامية في مصر. تعد هذه المجموعة إحدى الشواهد الحية على ازدهار الفن والعمارة في العصور المملوكية، حيث أسسها السلطان قانصوه الغوري، آخر سلاطين الدولة المملوكية في مصر، خلال القرن السادس عشر الميلادي.
تأسست مجموعة السلطان الغوري بين عامي 1503 و1505، في فترة كانت مصر تحت حكم المماليك، والتي شهدت فيها القاهرة ازدهارًا كبيرًا في الفنون والعمارة. تشمل المجموعة عدة منشآت معمارية متكاملة، أبرزها مسجد، ومدرسة، وخانقاه (مكان لإيواء الصوفيين)، وقبة الضريح، بالإضافة إلى سبيل وكُتاب.
و تعتبر هذه المجموعة تحفة معمارية متميزة تعكس إبداع المماليك في استخدام العناصر الزخرفية المتنوعة، بما في ذلك الزخارف الحجرية والنقوش الدقيقة على الجدران والأبواب، وكذلك استخدام الأعمدة والقباب الضخمة. وقد أبدع السلطان الغوري في تصميم المجمع بحيث تكون كل المنشآت مترابطة، مما يعكس حرصه على خلق معلم شامل يخدم أغراضًا دينية، تعليمية، واجتماعية.
المعالم الرئيسية للمجموعة
المسجد
يتميز مسجد السلطان الغوري بقبته الكبيرة ومئذنته الشاهقة. الجدران مغطاة بالنقوش القرآنية والزخارف النباتية. تصميم المسجد يعكس الطابع الفخم والهندسة المعمارية الرائعة التي ميزت هذه الحقبة.
الخانقاه
كانت مخصصة للصوفيين الذين كانوا يقيمون بها لأداء العبادة وتعلم الفقه الإسلامي. تميزت الخانقاه بتصميمها البسيط والعملي، مع وجود ساحات واسعة وغرف متعددة.
القبة
تحتل القبة مكانة بارزة في المجمع، وهي مصممة لاحتضان ضريح السلطان الغوري. شكلها الخارجي الفريد وزخارفها تعكس الدقة والمهارة في البناء.
السبيل والكُتاب
السبيل كان يوفر المياه المخصصة للشرب للمارة مجانًا، والكُتاب كان يُستخدم لتعليم الأطفال القرآن الكريم. يعدان جزءًا من دور المجمع في خدمة المجتمع المحلي.
وعلى مر العقود، تعرضت مجموعة السلطان الغوري لعوامل التعرية والزمن، مما أدى إلى تضرر بعض أجزائها. ولكن في العقود الأخيرة، قامت الحكومة المصرية وجهات دولية عديدة بترميم الموقع وإعادة الحياة إلى هذه التحفة المعمارية. هذه الجهود أسهمت في الحفاظ على هوية وتراث القاهرة الإسلامية.
ومجموعة السلطان الغوري ليست مجرد معلم تاريخي، بل هي شاهد حي على حقبة تاريخية مليئة بالفن والإبداع، وهي تجذب اليوم آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم. تظل هذه المجموعة رمزًا للفخر المعماري المصري وواحدة من جواهر القاهرة التي تروي قصصًا من الماضي الغني بالحضارة الإسلامية.