هل شتم المرأة لزوجها من النشوز؟ وما حكم ضرب كلا الزوجين للآخر؟
ابتلينا في هذا الزمان بالتنازع بين المرأة وزوجها وتبادل السباب والشتائم بين الطرفين، كما ابتلينا بضرب الزوج لامرأته، والمرأة لزوجها، ورغم أن هذا الأمر ليس من الإسلام في شيء ولم يكن من أخلاق المسلمين السابقين، إلا أنه من الأمور التي عمت بها البلوى في هذا الزمان وفي هذا الإطار نستعرض معكم رأي الدين في هل شتم المرأة لزوجها من النشوز؟ وما حكم ضرب كلا الزوجين للآخر
هل شتم المرأة لزوجها من النشوز؟
نص الشافعية، على أن شتم المرأة لزوجها، أو ضربها له، ليس من النشوز، ولا شك في أنها تأثم به، وتستحق التأديب عليه، كما نصوا على ذلك.
وذكر فقهاء الحنابلة سوء أدب المرأة مع زوجها في أمارات النشوز، ونصّوا على أنها إذا ظهرت منها أماراته، وعظها زوجها، ولا يهجرها في الفراش، أو يضربها؛ حتى يحصل منها النشوز حقيقة، بأن تعصيه، فتمتنع عن فراشه لغير عذر، أو تخرج من المنزل بغير إذنه، ونحو ذلك، قال البهوتي في كشاف القناع: وإذا ظهر عليها... أمارات النشوز بأن تتثاقل إذا دعاها، أو تتدافع إذا دعاها إلى الاستمتاع، أو تجيبه متبرمة متكرهة، ويختل أدبها في حقه؛ وعظها بأن يذكر لها ما أوجب الله عليها من الحق، وما يلحقها من الإثم بالمخالفة، وما يسقط بذلك من النفقة، والكسوة، وما يباح له من هجرها، وضربها... فإن رجعت إلى الطاعة والأدب؛ حرم الهجر والضرب؛ لزوال مبيحه.
وإن أصرّت على ما تقدم، وأظهرت النشوز بأن عصته، وامتنعت من إجابته إلى الفراش، أو خرجت من بيته بغير إذنه، ونحو ذلك؛ هجرها في المضجع.
وقد أوضح هذا التفريق بين النشوز وأماراته ابن قدامة في الشرح الكبير، حيث قال: وأما قوله: (واللاتي تخافون نشوزهن) الآية ففيها إضمار، تقديره: واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن، فإن نشزن؛ فاهجروهن في المضاجع، فإن أصررن؛ فاضربوهن...
وعند كلام الحنفية، والمالكية عما يحصل به النشوز ذكروا كذلك أن النشوز يكون بالامتناع عن الفراش لغير عذر، والخروج من المنزل بغير إذن الزوج، ولم نجد لهم كلامًا عن الإساءة للزوج، أو ضربه.
وعلى كل؛ فإن القول بأن هذا التصرف ليس نشوزًا، لا يعني جوازه، بل هو محرم، تأثم به المرأة -كما أسلفنا-، وتؤدَّب عليه، ولكن عدم اعتباره نشوزًا قد يكون مقصودًا به أنه لا تترتب عليه أحكام النشوز، بحيث يسقط عن المرأة بسببه حقوقها الزوجية من النفقة، والوطء، والقسم في المبيت، ونحو ذلك.
حكم ضرب الزوجة لزوجها
ذهب العلماء إلى أنه لا يجوز شرعًا للمرأة أن تضرب زوجها، فقد أمر الإسلام بإحسان العشرة بين الزوجين، وأخبر سبحانه أن الحياة الزوجية مبناها على السكن والمودة والرحمة، فقال تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» الآية 21 من سورة الروم، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم معيار الخيرية في الأزواج قائمًا على حسن معاملتهم لزوجاتهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي».. (رواه الترمذي عن عائشة رضي الله عنها).
وحض الشرع على الرفق في معالجة الأخطاء، ودعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفق في الأمر كله، فقال: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ» (رواه مسلم من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها)، فلا يجوز للرجل أن يضرب زوجته إذا كان على وجه الإهانة والانتقام كذلك لا يجوز للمرأة ان تضرب زوجها أو تهينه، فربما إهانة الرجل لزوجته تُنسى ولكن إهانة المرأة لزوجها لا تنسى.
وفي حكم ضرب الزوجة لزوجها، فيجب أن يكون هناك علاقة حب ومودة وتبادل احترام بين الزوجين، فيجب على الزوجة أن تطيع زوجها وتحترمه لحديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول فيه «لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللَّهِ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا»، كذلك يجب على الزوج أن يحترم زوجته ويحسن اليه ويتجاوز عن ما أخطأت لقوله –صلى الله عليه وسلم- «واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا، فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا».
حكم ضرب الرجل زوجته
الزوج الذي يضرب زوجته ويهينها، قال عنه رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «إني أكره الرجل أن يضرب أمته عند غضبه ثم يأتيها في المساء»، والضرب لا يحل مشكلة وإنما يهدم الأسر، فقد ورد أن ضرب الزوجة وإهانتها هو فعل ليس من خلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وليس من أخلاق المسلمين،
واعتداء الزوج على زوجته وتهديدها وترويعها وكذلك الأولاد من الأمور التي أجمع المسلمون على تحريمها، ولا علاقة لها بتعاليم الإسلام ولا بالشريعة الإسلامية، وفاعل ذلك آثم شرعًا، فالإسلام دين الرحمة، ووصف الله تعالى حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم بأنه رحمة للعالمين فقال: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ» [الأنبياء: 107]
عقوبة ضرب الزوج لزوجته
عقوبة ضرب الزوج للزوجة جاء فيه أن الضرب المبرح الذي يحدث من الزوج لزوجته أو لأولاده سيعذبه الله به في نار جهنم، حيث إن الزوجة ليست جارية عند الزوج فلا يحق له أن يضربها، وحتى الجارية نفسها لم يشرع الضرب في حقها في عهد النبى –صلى الله عليه وسلم-، ففي عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- كان المالك لو ضرب جاريته على وجهها فيحكم النبى –صلى الله عليهم وسلم-بحريتها بسبب ذلك.
ضوابط ضرب الزوج لزوجته
وردت ضوابط ضرب الزوج لزوجته فيما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أنَّ النبي -صلى الله عليه- قال: «اتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ، وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ»، وعَنْ مُعَاوِيَةَ بن حَيْدَة الْقُشَيْرِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: «أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ أَوْ اكْتَسَبْتَ وَلَا تَضْرِبْ الْوَجْهَ وَلَا تُقَبِّحْ وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ».
وهذا المعنى في حديث القرآن عند الضرب، حيث إنه ورد ضرب النساء في القرآن في موضع واحد في قوله تعالى: «وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا» [النساء: 34]، والنشوز: مخالفة اجتماعية وأخلاقية تمتنع فيه المرأة عن أداء واجباتها، وتلك الواجبات هي حقوق الزوج.
كما أن واجبات الزوج تعتبر حقوقا للزوجة، وفي تلك المخالفة الاجتماعية والأخلاقية أرشد الله الرجال لعدة بدائل في تقويم نسائهم حسب ما تقتضيه طبيعة كل زوجة من جهة، وطبقًا للعرف السائد والثقافة البيئية التي تربت عليها المرأة والتي من شأنها أن تكون أكثر تأثيرًا في إصلاحها من جهة أخرى، أي أن هذه البدائل لا يتعين فيها الترتيب، بدليل أن السياق جاء ب “واو العطف” وليس ب “ثم”، فعلى الزوج أن يتعامل مع زوجته بالوعظ، وهو لين الكلام وتذكيرها بالله وحقه الذي طلبه الله منها، كما أباح له الشرع أن يهجرها في الفراش في محاولة منه للضغط عليها للقيام بواجباتها من غير ظلم لها ولا تعدٍّ عليها، وشرطه أن لا يخرج إلى حدّ الإضرار النفسي بالمرأة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو) أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.طية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ،