في ذكرى رحيله، حكايات المرض والألم في حياة الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي
يصادف اليوم ٩ أكتوبر ذكرى وفاة الشاعر أبو القاسم الشابي، ذلك الشاعر التونسي المولود بقرية الشَّابة بضواحي تورز في تونس، والذي رحل عن دنيانا في أوج شبابه ودفن بقريته ولكن خلدت أشعاره وإبداعاته سيرته حتى يومنا هذا بفضل أصالتها ولأنها كانت فريدة من نوعها.
ولد أبو القاسم الشابي عام ١٩٠٩ لأب معروف عنه التقوى والصلاح، يقضي وقته بين المسجد والمحكمة والمنزل وهو ما ألقى بظلاله على الابن واختياراته في الحياة، حيث قرر الصغير حفظ القرآن الكريم، ومع مرور الوقت وعند وصوله للمرحلة الجامعية قرر الشابي الالتحاق بجامعة الزيتونة وتخرج فيها عام ١٩٢٨، ثم التحق بمدرسة الحقوق بالجامعة ذاتها وحصل على ليسانس الحقوق عام ١٩٣٠.
في عالم الأدب قدم الشابي العديد من المقالات والقصائد التي نشرت في الصحف المصرية والتونسية، وتعتبر قصيدة “لحن الحياة” من أبرز أعماله والتي تضمن البيت الشهير “إذا الشعب يومًا أراد الحياة” الذي تحول إلى شعار الشباب إبان ثورات الربيع العربي، ومن أشهر مؤلفاته الخيال الشعري عند العرب، كما أنه كان قد كتب جزءًا من مذكراته فضلًا عن مقالات أدبية عديدة وأشعار نشرت بمجلة أبولو المصرية التي كانت نافذته إلى عالم الشهرة بالوطن العربي.
حكايات الألم والمرض في حياة الشابي
كان أبو القاسم الشابي يعاني منذ صغره من مرض في القلب، غالبًا كان وراثيًا، عانى منه على امتداد مشواره القصير في الحياة، حيث حرمه مرضه هذا من ممارسة الحياة بصورة طبيعية، فلم يكن مسموحًا له بالركض والتسلق والسباحة وغيرها من الأنشطة التي قد تعرض قلبه للتعب أو الإرهاق، وعن هذا الألم قال في يومياته “ها هنا صبية يلعبون بين الحقول وهناك طائفة من الشباب الزيتوني والمدرسي يرتاضون في الهواء الطلق والسهل الجميل ومن لي بأن أكون مثلهم؟ ولكن أنّى لي ذلك والطبيب يحذر علي ذلك لأن بقلبي ضعفًا ! آه يا قلبي ! أنت مبعث آلامي ومستودع أحزاني وأنت ظلمة الأسى التي تطغى على حياتي المعنوية والخارجية”.
بدأت أمارات المرض تزداد عليه بوضوح بعد تخرجه من الجامعة، وبالرغم من المرض، أصر والد الشابي على زواج ابنه وامتثل الراحل لرغبة أبيه وتزوج بالفعل، ولكن حالته الصحية أصبحت تسوء، وكان الأطباء يصفون له الإقامة في الأماكن المعتدلة المناخ، حيث قضى الشابي صيف عام 1932 في عين دراهم، إحدى مدن تونس، وفي العام التالي قضى الصيف في المشروحة إحدى ضواحي قسنطينة وهي منطقة مرتفعة عن سطح البحر بها العديد من المناظر الخلابة والبساتين، ومع مجيء الخريف عاد الشابي إلى توزر لقضاء الشتاء فيها، وبالرغم من هذا التنقل المستمر بين البلاد إلا أن كل هذا لم يجد نفعًا مع الشابي.
فقد ساءت حالته في آخر عام 1933 واشتدت عليه الآلام فاضطر إلى ملازمة الفراش مدة، وأصبحت الحالة الصحية تنحدر من سيء إلى أسوء حتى أنه أصبح غير قادرًا على الحركة بشكل طبيعي، وفي الأخير انتقل الشابي إلى مستشفى الطليان بالعاصمة التونسية، حيث تم اكتشاف أنه كان يشكو من تضخم في القلب فارق على أثره الحياة وهو في ريعان شبابه، فقد وافته المنية عام ١٩٣٤ وكان حينها في ال ٢٥ من عمره، وتم نقل جثمانه إلى مدينة توزر كي يُوارى الثرى، وبعد وفاته حظى الشابي باهتمام كبير ولا يزال اسمه من أهم أسماء الأعلام التونسية والعربية في عالم الأدب والشعر رغم مشواره القصير في الحياة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.