راعية الإرهاب في الضفة الغربية "شباب التلال الإسرائيلية"، بدأت بتشجيع من شارون، استقطبت أبناء الشوارع لتشكيل حركة إجرامية، وعقوبات أمريكية للحد من نشاطه المتطرف
فرضت وزارة الخزانة الأمريكية، عقوبات على حركة "شباب التلال" الإسرائيلية، أو ما تعرف بـ«شبيبة التلال» بسبب علاقاتها مع يهود متطرفين يحاولون إنشاء بؤر استيطانية غير قانونية في الضفة الغربية، ويستخدمون العنف ضد الفلسطينيين.
ونشأت حركة "شباب التلال" في أواخر التسعينيات، وتحديدًا في عام 1998، بتشجيع من وزير الأمن الإسرائيلي آنذاك، أرييل شارون.
وكانت أهداف الحركة من البداية واضحة، وهي إنشاء بؤر استيطانية غير قانونية على رؤوس التلال في الضفة الغربية، وتوسيع نطاق السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.
ومنذ نشأتها، أصبحت الحركة رمزًا لليمين المتطرف في إسرائيل، حيث تنتهج العنف كوسيلة لتحقيق غاياتها السياسية والدينية.
التأسيس والأيديولوجية
ظهرت "شبيبة التلال" كجزء من مشروع اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يؤمن بضرورة إقامة "دولة يهودية" على ما يعتبره أعضاؤه "أرض إسرائيل الكبرى".
ويرى هؤلاء المتطرفون أن طرد الفلسطينيين من أراضيهم هو خطوة ضرورية لتحقيق هذا الحلم، ولذلك يعتمدون على العنف والاعتداءات المستمرة كوسيلة للضغط على الفلسطينيين لدفعهم إلى الهجرة القسرية.
ويتبنى هؤلاء فكرًا أيديولوجيًا متطرفًا يتأصل في نصوص دينية وتعاليم حاخامات متطرفين، مثل الحاخام يتسحاق غينزبيرغ، الذي يدعو إلى استخدام العنف ضد غير اليهود لتحقيق أهدافهم. ويرتبط أعضاء الحركة بمدارس دينية متطرفة، مثل مدرسة "عود يوسف خي"، التي تعلمهم أسس العنف في سياق ديني.
النشأة والتوسع
بدأ نشاط "شبيبة التلال" بتوجيه من أرييل شارون، الذي حث الشباب اليهودي على الاستيلاء على رؤوس التلال في الضفة الغربية، كجزء من سياسة فرض الأمر الواقع على الأرض. كان الهدف من هذه السياسة منع أي انسحاب إسرائيلي محتمل من الضفة الغربية، وإفشال محادثات السلام. نتيجة لهذا التوجيه، بدأ الشباب اليهود بتأسيس بؤر استيطانية غير قانونية في المناطق الفلسطينية، وعاشوا في ظروف قاسية تعتمد على الرعي والتنقل، بعيدًا عن وسائل التمدن الحديثة.
استقطبت الحركة الشباب اليهودي من الفئات المهمشة في المجتمع، حيث غالبًا ما ينضم إليها مراهقون تسربوا من المدارس وهجروا عائلاتهم، ووجدوا في التلال ملاذًا لهم. كما أن بعضهم ينضم إلى الحركة بعد إنهاء الخدمة العسكرية، ويعيشون في هذه البؤر الاستيطانية لفترات قد تمتد لبضع سنوات.
الدعم السياسي والرسمي
على الرغم من أن "شبيبة التلال" تصنفها بعض المؤسسات الإسرائيلية، مثل جهاز الأمن الداخلي "الشاباك"، كجماعة خارجة عن القانون، إلا أنها تحظى بدعم كبير من بعض السياسيين المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية. يرتبط أعضاء الحركة بعلاقات قوية مع أحزاب يمينية متطرفة مثل حزب "أرض إسرائيل" و"درب الحياة"، كما أن لهم صلات مباشرة مع وزراء ومسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، مثل وزير الأمن إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
لا يتوقف الدعم عند المستوى السياسي فقط، بل يمتد إلى الدعم المادي واللوجستي الذي توفره السلطات الإسرائيلية والمجالس الإقليمية للمستوطنات. يتم توفير المواد اللازمة لبناء المستوطنات، بالإضافة إلى تمويل المشاريع الاستيطانية غير القانونية.
الأنشطة الاستيطانية
تعتمد "شبيبة التلال" على أسلوب خاص في التوسع الاستيطاني، حيث يحتلون مساحات مفتوحة وأراضي رعوية في أعالي التلال، ويقيمون عليها بؤرًا استيطانية غير قانونية. يتم اختيار هذه الأراضي بعناية وفقًا للسياسة الاستيطانية الإسرائيلية التي تهدف إلى السيطرة على الأراضي الفلسطينية ومنع التواصل الجغرافي بين القرى والبلدات الفلسطينية.
تمثل هذه البؤر الاستيطانية قاعدة انطلاق لتنفيذ أعمال عنف وشغب ضد الفلسطينيين، حيث يقوم أعضاء "شبيبة التلال" بتنفيذ هجمات ممنهجة تستهدف المزارعين الفلسطينيين وممتلكاتهم. تشمل هذه الهجمات إحراق الحقول الزراعية وقطع أشجار الزيتون ومنع الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم.
العنف والاعتداءات
تمارس "شبيبة التلال" كافة أشكال العنف ضد الفلسطينيين، حيث تُعد من أكثر المجموعات الاستيطانية نشاطًا في تنفيذ الاعتداءات. تشير الإحصائيات إلى أن الحركة نفذت أكثر من 4 آلاف اعتداء بين عامي 2017 و2022، من بينها جرائم بشعة مثل إحراق عائلة دوابشة في قرية دوما عام 2015، وإحراق الطفل محمد أبو خضير في القدس.
يستخدم أعضاء الحركة العنف الممنهج كأداة لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم، وتدمير ممتلكاتهم، وقتل الأبرياء. تشمل الجرائم التي يرتكبها أعضاء الحركة أيضًا الاعتداء على المنازل والمساجد والكنائس، وإشعال النيران في الممتلكات الفلسطينية، وإجبار التجمعات البدوية على الرحيل من مناطقها.
وتشكل "شبيبة التلال" إحدى أبرز أدوات العنف والتطرف في يد الاحتلال الإسرائيلي، حيث تستخدم الحركة لتنفيذ أجندات سياسية تهدف إلى تعزيز الاستيطان في الأراضي الفلسطينية وطرد سكانها. ورغم الانتقادات المحلية والدولية، فإن الحركة لا تزال تتمتع بدعم سياسي ومادي كبير، مما يعزز من قدرتها على تنفيذ المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.