الدكتور خالد صلاح يكتب: 3 أسباب حققت النصر لجيش مصر في السادس من أكتوبر
في تاريخ الأمم أيام خالدة لا تنسى، وتظل الأمة في حاجة إلى تذكرها واستلهام دروسها وعبرها وهي ترنو لمستقبلها ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُور﴾، ومن أهم الأيام في تاريخنا الحديث يوم العاشر من رمضان 1393هـ السادس من أكتوبر 1973م، حين حققت مصر أول نصر حقيقي في تاريخها الحديث، وذلك حينما أخذت بالأسباب
ومنها:- الصدق مع الله تعالى، وبوضوح الهدف الذي يقاتل من أجله الجندى المصرى بصدق العزيمة وحسن التوكل على الله ﴿بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ﴾ وأنه إن قتل مات شهيدًا، وإن عاش عاش حميدًا.
ومن ثم كانت صيحة المجاهدين في الميدان (الله أكبر) وكان يقين جنودنا أن الله أكبر من كل تحصينات العدو
إذا جـ لجلت "الله أكبر" في الوغى تخاذلت الأصوات عن ذلك الندا
ومن خاصم الرحمن خابت جهوده وضاعت مساعيه وأتعابه سُدى
كانت قلوب الجنود في المعركة تردد التكبير مع الألسن فكان النصر هو المكافأة الإلهية، فهل نعي هذا الدرس ونحن نؤسس لعصر جديد من الانتصارات بإذن الله؟
أما السبب الثاني من أسباب النصر: فكان تزكية روح التحدي في قلوب الشعب المصرى وتقوية الأمل في نفوسهم وكانت معارك الاستنزاف ميدانا لبعث هذه الروح فى نفوس قواتنا المسلحة الباسلة وتوكيدا على أن هزيمة العدو ممكنة رغم كل الدعايات الجبارة عن جيشه الذي لا يقهر وتحصيناته التي لا يمكن اختراقها وحلفائه الذين لا يمكن أن يسمحوا بهزيمته، فكانت الضربات الموجعة التي وجهها جنودنا في عمليات الاستنزاف إعلانا بأن النصر قد انعقد غمامه، وقد أقبلت أيامه، وأن الشدائد التي تمر بها مصرنا هي أمارات ميلاد جديد بإذن الله، وأن مع العسر يسرين، ولا تزال هذه الطريقة من أنجع الطرق في مواجهة عدو متترس بترسانة هائلة من الأسلحة الحديثة. وهذا درس ينبغي ألا يغيب عن أذهاننا
السبب الثالث من أسباب النصر: متانة الجبهة الداخلية وقوة الوحدة الوطنية، إذ أدرك المصريون جميعا مسلمون ومسيحيون أنه لا يمكن أن نواجه التحديات إلا بصف وطني متماسك، ولحمة قوية متينة على سائر المستويات، ومجتمع مترابط، وصف متحد، وقد كانت صيحة (الله أكبر) نشيد الجندي المصري المسلم والمسيحي على السواء.
ولم يسمح العقلاء في الأمة للفتنة الطائفية أن تطل برأسها أو حتى أن تلعب بذيلها، فصدر الجميع عن روح وطنية رائعة، وحمل الجميع أرواحهم على أكفهم فداء لوطنهم ولعزتهم، وفي ذلك أكبر دليل على سلامة النسيج الاجتماعي الوطني المصري
حفظ الله مصر قيادة وشعبا