تل أبيب في مرمى الصواريخ الباليستية أقوى أسلحة الردع، قادرة علي حمل أنواعً متعددة من الرؤوس الحربية، مداها يصل لآلاف الكيلومترات
منذ انطلاق عملية طوفان الأقصي في السابع من أكتوبر، زادت وتيرة إطلاق الصواريخ الباليستية علي دولة الاحتلال الإسرائيلي من جبهات إسناد غزة أو كما يطلق عليها "محور المقاومة".
وفي الأول من أكتوبر شنت إيران هجوما بـ الصواريخ الباليستية علي دولة الاحتلال ودفعت الملايين من الاسرائيليين للدخول للملاجئ، وذلك بعد فترة وجيزة من تحذير أمريكي لتل أبيب باستعداد طهران شن هجوم صاروخي عليها، كذلك يعلن جيش الاحتلال بين الحين والآخر عن اعتراض صواريخ باليستية قادمة من اليمن.
معلومات عن الصواريخ الباليستية
وتعد الصواريخ الباليستية حاليا واحدة من أهم أدوات الحرب، تفضلها الجيوش حول العالم لعدة أسباب، إذ تمتلك مزيجا فريدا من المميزات إلى جانب القوة التدميرية، كما أنه ليس من الصعب تصنيعها وبتكلفة متوسطة نسبيا.
وتعرف الصواريخ الباليستية بأنها صواريخ تتخذ مسارًا باليستيا لإيصال رأس أو رؤوس حربية إلى هدف محدد مسبقًا، وهو مسار منحنٍ يشبه القوس الضخم المحدد مسبقا من لحظة انطلاق الصاروخ.
يبدأ الأمر بتشغيل الصاروخ بواسطة محرك يدفعه إلى الغلاف الجوي العلوي أو حتى إلى الفضاء، ثم ينحرف الصاروخ في مسار مكافئ خارج الغلاف الجوي، ومن ثم يعود الصاروخ إلى الغلاف الجوي للأرض ويهبط نحو الهدف، مسترشدًا بالجاذبية.
قدرات الصواريخ الباليستية
ويتسبب هذا الارتفاع الكبير في حصول الصواريخ الباليستية على سرعة كبيرة، وهناك سبب علمي لذلك، حيث يسافر الصاروخ إلى أعلى ويكتسب ارتفاعًا، محولًا الطاقة الكيميائية من وقود الصاروخ إلى طاقة حركية تدفعه إلى أعلى، وكلما ارتفع حصل على طاقة وضع (تلك التي يكتسبها الجسم بتأثير الجاذبية عليه).
ولأن الصاروخ يصل إلى الفضاء الخارجي، يكون لديه أقصى طاقة وضع بالنسبة للأرض، وأثناء دخوله للغلاف الجوي مرة أخرى تعمل الجاذبية على تسريع وصول الصاروخ إلى هدفه، وتحويل هذه الطاقة المخزنة إلى طاقة حركية، مما يزيد من سرعته أثناء هبوطه.
ولذا، فإن الصواريخ الباليستية تعد من الأسرع في العالم من ناحية عسكرية، إذ تسافر بسرعات عالية بشكل لا يصدق، وتصل إلى 20 ماخ، أي قرابة 25 ألف كيلومتر في الساعة. تعد هذه السرعات العالية نقطة مهمة جدا في السياقات العسكرية، حيث يكون الوصول لهدف بعيد في دقائق معدودة مهما جدا.
مدى الصواريخ الباليستية
يمكن تصنيع الصواريخ الباليستية في مدى متنوع جدا، فتبدأ من مدى قصير ينخفض عن ألف كيلومتر مثل صاروخ "سكود"، لكنها ترتفع لتكون عابرة للقارات بحيث يبلغ مداها أكثر من 5500 كلم وقادرة على ضرب قارات بعيدة، ومن الأمثلة على ذلك صاروخ "مينوتمان 3" الأمريكي وصاروخ "آر إس-24 يارس" الروسي.
ويرجع المدى المتنوع للصواريخ الباليستية إلى نوع وكمية الوقود المستخدم في محركاتها، والذي يؤثر بشكل كبير على مدى الصاروخ، حيث يمكن للوقود الأقوى والكميات الأكبر أن توفر قوة دفع أكبر، مما يسمح للصاروخ بالسفر لمسافة أبعد، خاصة مع ضبط الزاوية التي يتم إطلاق الصاروخ بها والتي تحدد مسار طيرانه، ويمكن لزاوية الإطلاق المثالية أن تزيد من المدى إلى أقصى حد، من خلال موازنة تأثيرات الجاذبية والاحتكاك.
الصواريخ الباليستية تحمل أنواعًا مختلفة من الرؤوس الحربية
ويمكن للصواريخ الباليستية أن تحمل أنواعًا مختلفة من الرؤوس الحربية: التقليدية، والكيميائية أو البيولوجية، والنووية.
كما أن بعض الصواريخ الباليستية مجهزة بتقنية المركبات المتعددة الأهداف المستقلة، أي إن الصاروخ الباليستي لا يحمل رأسا حربيا واحدا فقط، بل عدة رؤوس حربية لضرب أهداف مختلفة، تنطلق قبل وصول رأس الصاروخ إلى المنطقة الجغرافية محل الاستهداف.
وتوصف الصواريخ الباليستية كسلاحا للردع، حيث تعمل القوة التدميرية الهائلة وسرعة الصواريخ الباليستية كرادع قوي ضد الخصوم، مما يجعلها حجر الزاوية في إستراتيجيات الدفاع الحديثة.
ولذا تجد أن دولا مثل روسيا والولايات المتحدة تستخدم الصواريخ الباليستية في الثالوث النووي الخاص بها، ويعرف بأنه إطلاق الصواريخ الباليستية من ثلاث منصات إطلاق، من البر (صوامع أو منصات متحركة) ومن الغواصات، ومن الطائرات القاذفة، مما يعني إمكانية وصول الصاروخ إلى هدفه من أي مكان.
مقارنة ببعض أنظمة الهجوم البعيدة المدى الأخرى، يمكن أن تكون الصواريخ الباليستية أكثر فعالية من حيث التكلفة، وخاصة بالنسبة للدول التي تعطي الأولوية لقدرات الردع.
أكبر مشكلة تواجه الصواريخ الباليستية
لكن تظل المشكلة الأساسية التي تواجه الصواريخ الباليستية هي ضعف إمكانات المناورة، ما يسهل على أنظمة الدفاع الجوي نسبيًا رصدها وتتبعها، خاصة وأنها تتخذ مسارا ثابتا ومحددا مسبقا خلال رحلتها. لكن على الرغم من ذلك، فإن سرعة الصواريخ وكثافة الضربة نفسها (عدد الصواريخ في الضربة الواحدة) تكونان عاملين مهمين في هذا السياق، ويمكن لعدد من الصواريخ أن يتجاوز قدرة منظومات الدفاع الجوي.
كما أن العديد من دول العالم (مثل الصين وروسيا وإيران) طورت حاليا فئات من هذه الصواريخ يمكنها المناورة مع سرعات حالية، وهي الصواريخ الفرط صوتية.
وتعرف الصواريخ الفرط صوتية بأنها تلك التي تتمكن من تجاوز خمسة أضعاف سرعة الصوت (ماخ 5 أو 6125 كيلومترا في الساعة)، إلى جانب أنها تتمكن من المناورة على طول مسارها وبهذه السرعة.
تجمع هذه الصواريخ بين السرعة القصوى والقدرة على المناورة وقدرات الارتفاع، مما يجعل من الصعب للغاية اكتشافها وتتبعها واعتراضها بواسطة أنظمة الدفاع الصاروخي الحالية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية