الشرق الأوسط بعد مرور عام على طوفان الأقصى.. ترسيخ مبدأ «لا أمن إلا للجميع».. ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية.. وفضح وحشية إسرائيل أمام العالم
بعد مرور عام كامل على عملية " طوفان الاقصى"، شهدت فلسطين والمنطقة تغييرات جذرية تعكس صمود الشعب الفلسطيني وإصراره على المقاومة. أثبت الفلسطينيون، من خلال تضحياتهم، أن قضيتهم ستبقى حية في وجدان العالم، وأن سعيهم نحو التحرير لن يتوقف.
على مدار العام، برزت إسرائيل أمام العالم كدولة تمارس العنف والوحشية بطرق غير مسبوقة. لم تعد الصور والمشاهد المروعة من الأرض الفلسطينية مجرد أخبار، بل أصبحت جزءًا من الوعي العام الدولي. عمليات القصف العشوائي والاعتداءات على المدنيين أظهرت الوجه الحقيقي للاحتلال، مما دفع العديد من الدول إلى إعادة تقييم علاقاتها مع الكيان الصهيوني.
أظهرت الأحداث أن الأمن المزعوم لإسرائيل ليس إلا وهمًا. فمع تزايد الهجمات الصاروخية التي استهدفت المدن الإسرائيلية، باتت النظرية السائدة هي أن الأمن يجب أن يكون للجميع، وليست مقتصرة على طرف واحد فقط. إن استمرار قتل الفلسطينيين في ظل غياب العدالة يجعل من الصعب على العالم أن يتقبل فكرة الأمن الأحادي.
ومع تنامي الوعي الدولي بالممارسات الإسرائيلية، خفتت الأصوات المطالبة بالتطبيع مع إسرائيل. فالسعي للاقترب من الكيان الصهيوني أصبح يُعتبر وصمة عار، تطارد كل من يحاول بناء علاقات معه. العديد من النشطاء والسياسيين في الدول العربية أبدوا رفضهم المطلق لأي شكل من أشكال التطبيع في ظل استمرار انتهاكات حقوق الفلسطينيين.
عام على عملية "طوفان الأقصى" كان بمثابة نقطة تحول. لقد ألهمت المقاومة الفلسطينية شعوب العالم وأعادت صياغة المفاهيم المتعلقة بالعدالة والأمن. وفي الوقت الذي تستمر فيه معاناة الفلسطينيين، يبقى الأمل قائمًا في أن تتحقق العدالة باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وأن تنتهي هذه المعاناة يومًا ما، ليحل السلام في المنطقة.
تغييرا فى مسار العملية السياسية
وعملية طوفان الاقصى احدثت تغييرا فى مسار العملية السياسية بعد أن كان مشروع التطبيع وتشكيل تحالف عربي إسرائيلي هو من يفرض إيقاع السياسة في المنطقة لسنوات سابقة جاء طوفان الاقصى لاعادة النظر فى هذا الامر وحركة حماس انطلقت كحركة مقاومة تعتمد الكفاح المسلح الطريق الأساسي لمجابهة الاحتلال وهو المسار الذي فرض نفسه على الإقليم، ليصبح الاشتباك العسكري ممتدا من الضفة الغربية وغزة إلى لبنان واليمن والعراق وإيران،وهو ما ادى الى توثيق حركة حماس لعلاقتها بالدول المناوئة للهيمنة الامريكية على العالم رغم ما تعرضت له بنيتها العسكرية والتنظيمية في القطاع من ضربات إسرائيلية
عملية طوفان الأقصى قرارا بالحسم بين خياري الحكم والمقاومة
شكلت عملية طوفان الأقصى قرارا بالحسم بين خياري الحكم والمقاومة بعد وصول محاولة الجمع بينهما إلى طريق مسدود، بفعل الرفض الدولي لنتائج الانتخابات والابتزاز الإسرائيلي المستدام للقطاع من خلال محاولة مقايضة الاحتياجات الإنسانية لأهل القطاع بالهدوء وبالتنازلات السياسية والتخلي عن بقية ملفات القضية الفلسطينية، كما ادى طوفان الاقضى الاقصى الى فضح وحشية الكيان الصهيوني أمام العالم.
ووظفت حماس جميع ما راكمته من قوة وموارد خلال فترة حكمها للقطاع لإيقاع أكبر ضرر ممكن بالاحتلال، ثم لاستنزاف جيشه على مدار عام كامل.
وهو ما انعكس -وإن بعد حين- على الضفة الغربية التي أصبحت في حالة مواجهة واسعة مع إسرائيل، وكذلك الحال في جبهة شمال فلسطين، حيث دخل حزب الله اللبناني حالة حرب مع الاحتلال، بعد عام من الاستنزاف.
وأسهمت هذه الحال في إضعاف مكانة إسرائيل وصورتها الدولية والإقليمية، واستنزفتها سياسيا واقتصاديا وعسكريا واجتماعيا.
وشكل مجموع هذه التطورات تغييرا لاتجاه المسار السياسي للمنطقة عما كان عليه قبل السابع من أكتوبر، إذ يرسم هذا الاشتباك الواسع مشهد الرفض الفلسطيني والعربي والإسلامي لبقاء إسرائيل ولجرائمها المستمرة على مدار 76 عاما.
وذلك بدلا من مسار تطبيع وجودها والتحالف العربي معها وتحويل بوصلة الرفض والعداء لتصبح باتجاه الانقسام الطائفي في المنطقة، وهو انقسام تاريخي لا يمكن حسمه، وتصعيده كفيل باستنزاف شعوب المنطقة لأجيال دون طائل.
وكنتيجة لهذا الدور الذي عبّر عن حاجة الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية تصاعدت شعبية حركة حماس بشكل استثنائي في فلسطين وخارجها، كما تدل المسيرات الضخمة التي انطلقت في المئات من دول العالم، وما تدل عليه استطلاعات رأي في فلسطين وخارجها، إلا أن الحركة لا تنجح بشكل واضح في استثمار هذا التأييد الشعبي الجارف لها، وبما يدمجه بشكل مستدام ومنظم في مواجهة الاحتلال.
الموقف الرسمي للدول الراعية لإسرائيل
وفي المقابل ازداد الموقف الرسمي للدول الراعية لإسرائيل تشددا تجاه حركة حماس، وخصوصا في النصف الأول من عام الطوفان، إلا أن استمرار جرائم جيش الاحتلال، وتزايد التضامن الشعبي مع القضية الفلسطينية ومع الحركة التي تصدرت لمواجهة الاحتلال، أدى إلى انخفاض التشدد تجاه الحركة -والموقف من الحرب عموما- وإن كان الرهان الغربي على ترويضها ودمجها في منظومة التسوية السلمية قد سقط إلى أجل غير مسمى على ما يبدو.
علاقة حماس بروسيا والصين وايران
وعلى الصعيد المقابل تطورت العلاقة السياسية لحماس مع كل من روسيا والصين وإيران، نظرا لتزايد تأثير الحركة الإقليمي، وبفعل تصاعد الصراع بين هذه الدول والولايات المتحدة، بما يجعلها معنية بشكل متزايد بتحدي السياسة الأميركية في الإقليم.
وظهر ذلك في المواقف السياسية المعلنة تجاه الصراع وفي استخدام روسيا الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يصف حركة حماس بالإرهاب، إضافة إلى تبني موقف مقارب لموقفها بشأن مختلف مشاريع القرارات الغربية بشأن الحرب في غزة.
كما أصبحت الصين أكثر انفتاحا على عقد لقاءات رفيعة المستوى مع حركة حماس، ودعوتها وبقية الفصائل إلى لقاء للمصالحة في بكين.
في حين استمرت الاتصالات السياسية المكثفة بين الحركة وكل من قطر وتركيا وإيران وماليزيا ومصر والعراق والجزائر ولبنان.
وبنية الحركة والحاضنة الشعبية لها قد تعرضت إلى أذى بالغ بفعل حجم جرائم إسرائيل التي أوقعت نحو 50 ألف شهيد ونحو 100 ألف جريح، والتي استهدفت تقويض بنية الحركة بالمقام الأول، ودفع الشعب للانفضاض من حولها
سلاح الاغتيالات الاسرائيلى لتقويض حركة حماس
وسعى الاحتلال إلى تقويض التسلسل القيادي السياسي والعسكري من خلال الاغتيالات واسعة النطاق، التي طالت رئيس الحركة إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري وعددا من أعضاء القيادة السياسية وأعضاء المجلس العسكري لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، ورغم ذلك لا تزال البنية التنظيمية للحركة تعمل بلا خلل ظاهر، وتستمر أدوار التحكم والسيطرة داخل فلسطين وخارجها.
إذ توافقت الحركة على اختيار يحيى السنوار رئيسا جديدا، رغم ظروف الحرب التي تفرض صعوبات بالغة على الإجراءات التنظيمية التقليدية في حالات كهذه، كما قامت كتائب القسام بتجنيد آلاف المقاتلين الجدد.
وعلى المستوى الأمني كانت المواجهة على أشدها على مدار العام، إذ سعى الاحتلال إلى استرداد أسراه بالقوة العسكرية، وهو ما لاقى فشلا في العموم
وفقا للتقارير الاعلامية فإن غالبية كتائب القسام العاملة في غزة بقيت بحالة تمكنها من القتال، وهي ترمم قدراتها بشكل مستمر وتطور تكتيكاتها وفقا لمقتضيات المواجهة
القوة الصواريخ لحركة المقاومة حماس
في حين يظهر تراجع القوة الصاروخية، التي كانت تطلق مئات الصواريخ في الأيام الأولى للحرب، واقتصرت على قذائف الهاون في غالبية أيام الأشهر الماضية، مما يشير إلى أنها تضررت بشدة على ما يبدو، سواء بفعل الاستنزاف الناشئ عن طول أمد القتال، أو بفعل النطاق الواسع للقصف الإسرائيلي، وقد لا ترغب القسام بالمبادرة إلى إطلاق ما يتوفر لديها من صواريخ لتجنب تصعيد القصف الإسرائيلي على المدنيين.
دخول ايران وحزب الله خط المواجهة
في حين يشكل دخول حزب الله وإيران إلى المواجهة بشكل أوسع تعزيزا معنويا لسكان القطاع، وإن كان يهدد بتخفيف التركيز عليهم، الذي يقلل مستوى الردود السياسية والاستجابة الإنسانية للجرائم الإسرائيلية مستقبلا.
وبالمحصلة تشير مجمل هذه العوامل إلى أن الوزن السياسي للحركة يرتفع، مما يرشحها إلى لعب دور أكبر في مستقبل القضية الفلسطينية
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.