الكشف عن نقوش الواجهة الغربية لمعبد خنسو بالأقصر لأول مرة منذ 100 عام.. إنشاء مخزن أحجار التلاتات الجديد لحفظ 16 ألف كتلة أثرية.. وأعمال البناء وصلت 80%
يُجرى على قدم وساق العمل لتشييد مخزن جديد لأحجار التلاتات، والذي يعد جزءا من مشروع ضخم يقع ضمن مشروعات مركز البحوث الأمريكي، وبالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، وكذلك المجلس الأعلى للآثار، لخطة عمل وتطوير كاملة وشاملة لمعبد خنسو جنوب غرب مجموعة معابد الكرنك والمنطقة المحيطة به.
ويهدف هذا المشروع بالأساس والذي بدأ منذ عدة سنوات وجرى استكماله في بداية عام 2023، لترميم وصيانة الفناء الداخلي والبوابة الرئيسية «الواجهة»، وكذلك بعض المقاصير الداخلية، وهي عبارة عن عمليات من الترميم المعماري والترميم الدقيق، وعمليات تنظيف لكل أجزاء المعبد وخاصة الأجزاء الملونة.
مخزن أحجار التلاتات الجديد
يقول الدكتور الطيب غريب مدير معابد الكرنك بالأقصر لـ «فيتو»: إن إنشاء مخزن جديدا بدلًا من مخزن أحجار التلاتات القديم المتهالك، يعد أمرا مهما لإنقاذ القطع الأثرية والحفاظ عليها، فضلًا ولأول مرة يتم إخلاء الواجهة الغربية لمعبد خنسو والتي يقع عليها وملاصق لها مخزن مبني من الطوب الأحمر والأسمنت والأسبستوس يحتوي على قرابة 16,000 كتلة من أحجار التلاتات، وهي أحجار هامة جدا ترجع العصر الملك أمنحوتب الرابع «أخناتون»
وهي قطع وكتل هامة جدا ترجع لعصر الملك إخناتون الذي تم تفكيك كل آثاره ومعابده داخل وخارج مجموعة معابد الكرنك، وتم العثور عليها كحشو داخل مبان أخري من فترات لاحقة، ومن ثم تم وضعها داخل مجموعة مخازن في معابد الكرنك للحفاظ عليها، ومن ضمن هذه المخازن مخزن جامعة بنسلفانيا الأمريكية والذي تم تشييده في العشرينيات من القرن الماضي.
لأول مرة منذ قرن نقوش معبد خنسو تعود للرؤية
ويضيف مدير معابد الكرنك بالأقصر إن إخلاء الواجهة الغربية لمعبد خنسو، يظهر النقوش الفرعونية التي لم يرها السائحون الأجانب من كل حدب وصوب منذ 100 عام، حيث تم استخدام هذه الجدارية الغربية لتكون ضمن مخزن أحجار التلاتات، ومنذ ذلك الوقت لم يستطع أحد رؤيتها منذ زمن بعيد.
إزالة المخزن القديم
وتابع إن هذا المخزن أصبح متهالكا جدا، حيث إن أرضيته ترابية وأصبح بها هبوط يؤدي إلى سقوط هذه القطع الأثرية، وكذلك وجود بعض الانهيارات في سطحه المصنوع من مادة الاسبستوس موضوع على أخشاب بدأت تنهار وتتساقط، هذا بالإضافة إلى استخدام مادة الأسمنت الأسود في الأجزاء الملاصقة للواجهة الغربية لمعبد خنسو والتي تحتوي على مجموعة من النقوش الهامة والتي لم تظهر ومختفية خلف جدار المخزن منذ أكثر من 100 عام
كما أثر وجود هذا المخزن على الجدار الغربي الخارجي لمعبد خنسو، حيث زادت نسبة الأملاح وتآكلت الأسطح الخارجية للجدار بما عليها من نقوش.
ويوضح مدير معابد الكرنك أن تشييد مخزن جديد في الجهة الغربية من المخزن القديم بجوار السور الحديث المشيد من الطوب اللبن، جاء بعد الحصول على كافة الموافقات والتصاريح اللازمة لبناء هذا المخزن الجديد داخل المنطقة، لنقل كافة محتويات المخزن القديم والذي يحتوي على 16,000 قطعة وكتلة من أحجار تلاتات ونقلها إلى المخزن الجديد بطريقة آمنة.
أعمال الترميم لإظهار النقوش
ويؤكد الدكتور الطيب غريب مدير معابد الكرنك أنه عقب الانتهاء من نقل القطع الأثرية، تبدأ أعمال ترميم السور المحيط بمعابد الكرنك وذلك باستخدام الطوب اللبن وبنفس شكل البناء القديم في المنطقة الغربية لمعبد خنسو، ومن ثم ترميم وصيانة المباني الخدمية المشيدة من الطوب اللبن والتي تقع في الجهة الغربية لمعبد خنسو وكانت عن عبارة عن مبان خدمية لخدمة معبدي خنسو والايبت، كما يتم البدء في عمليات الترميم والصيانة والتصوير والتوثيق لكل نقوش الموجودة على الواجهة الغربية لمعبد خنسو، والتي اختفت لمدة 100 عام تقريبا خلف جدران المخزن القديم المزمع إزالته في هذه المنطقة.
ويشير الطيب غريب إلى مدى أهمية هذا المشروع الطموح الذي تم التخطيط له خلال السنوات السابقة بالتعاون بين مركز البحوث الأمريكي في مصر وزارة السياحة والآثار والمجلس الأعلى للآثار لتنفيذ خطة هذا المشروع، والذي يخدم منطقة آثار الكرنك، حيث تم الحصول على موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية، وضمن خطة عمل المنطقة المتبعة فقد تم تقديم كافة التخطيط والتصميمات الهندسية والأبعاد والمقاسات والمواد المستخدمة وكافة التفاصيل الانشائية إلى اللجنة الدائمة للآثار المصرية للحصول على الموافقة وقد تم الحصول على هذه الموافقة في فبراير 2023 قبل بدء الأعمال وتتم كافة الأعمال في معبد خنسو، والمخزن الجديد والمنطقة المحيطة بهما تحت الأشراف الكامل لمنطقة آثار الكرنك وكذلك الإدارة الهندسية لآثار مصر العليا.
موقع المخزن بمعبد الكرنك وقصة سرقة السور القديم
ويستطرد أنه قبل بدء أي مشروع داخل المناطق الأثرية قامت منطقة آثار الكرنك بعمل مجموعة من المجسات الأثرية في مكان المخزن الجديد المقترح والمزمع تشييده فيه، للتأكد من وجود أية شواهد أثرية من عدمه، كما تم تكليف فريق عمل مكون من مجموعة من الأثريين والعمال الفنيين للحفر في مكان إقامة المخزن الجديد، ولم يتم العثور على أية شواهد أثرية في مكان السور القديم، وذلك بسبب تدمير هذا الجزء من السور تماما في القرن الـ19 من قبل أهالي المنطقة المحيطة بمعبد الكرنك، حيث تمت إعادة استخدام الطوب اللبن الموجود في السور القديم الأثري في المباني الحديثة للأهالي، وكذلك في الأراضي الزراعية كسماد من قبل السباخين في ذلك الوقت، ولهذا السبب لم يتم العثور على السور الأثري القديم في الجهة الشرقية من معبد الكرنك إلا بصيص.
ويوضح أن الجزء القليل من السور متهالك ويقع في الجهة الشرقية من المكان، وهي التي تمت إعادة تشييدها وترميمها من جديد بالطوب اللبن وبنفس الأسلوب السور الأثري القديم، والذي يأخذ الشكل المتموج، وحيث إن الجزء والجانب الغربي من السور الذي يطل على الشارع الرئيسي وقرية الكرنك كان قد تم تشييده في منتصف القرن الماضي، فقد تم استغلال المنطقة المحصورة بين الجانب الغربي الحديث الذي تم تشييده في منتصف القرن الماضي وبين بقايا السور القديم، والتي يبلغ عرضها حوالي 7 أمتار لتشييد المخزن الجديد لأحجار التلاتات، بعد التأكد من خلوها من الشواهد الأثرية، ليكون هذا المخزن خلف الجدار المرمم حديثا من الطوب اللبن وغير مرئي على الإطلاق للزائرين.
عدد المخازن بمعابد الكرنك
ويستكمل حديثه لـ «فيتو» أن المخزن ليس الوحيد المشيد والمبني في مكان السور الأثري القديم، حيث تم في منتصف ونهايات القرن الماضي تشييد مجموعة من المخازن على امتداد السور القديم الذي تم تفكيكه وتدميره تماما على يد أهالي قرية الكرنك، لإعادة استخدام الطوب اللبن القديم سواء في المباني الحديثة لديهم أو من قبل السباخين كسماد في الأراضي الزراعية، حيث تم تشييد مجموعة من المخازن بعضها من الطوب اللبن وبعضها من الخرسانة المسلحة، وأغلبها يحتوي على أحجار التلاتات وبعض الآثار الأخرى، ويصل عددها إلى قرابة 6 مخازن وهي ما زالت قائمة ومستخدمة حتى الآن ، هذا بالاضافة الى تشييد معمل الترميم على نفس الامتداد للسور الأثري في عام 2008 تقريبا، وكل هذه المباني يتم كسوتها من الخارج بالطوب اللبن على نفس مساحة السور القديم، ولتبدو متناسقة مع شكل السور القديم لمجموعة معبد الكرنك وكذلك تتناسق وتتناسب مع الشكل العام داخل المنطقة الأثرية.
ويختتم الدكتور الطيب غريب مدير معابد الكرنك في الأقصر حديثه بأن مشروع إقامة مخزن جديد لحفظ أحجار التلاتات الخاصة بالملك اخناتون هو مشروع هام جدا، جاء على مساحة 750 مترا تقريبا، حيث سوف يتم إزالة مبني المخزن القديم والذي تم إنشاؤه منذ أكثر من 100 عام على الجدار الغربي لمعبد خنسو وملاصق له، وقد أصبح متهالكا تمامًا ولا يصلح لحفظ هذه الكتل، والمزمع الانتهاء منه آخر هذا العام أو بداية العام المقبل، ومن ثم نقل كافة أحجار التلاتات، والتي يبلغ عددها 1600 كتلة إلى المخزن الجديد لحفظها وتأمينها بأحدث الوسائل الحديثة، والمخزن الجديد هو امتداد لمجموعة أخري من المخازن التي تم تشييدها بنفس الأسلوب والمواد خلال السنوات السابقة وعلى نفس امتداد السور القديم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.