أهداف أمريكا من دعم إسرائيل، أبرزها استمرار هيمنتها على الشرق الأوسط
تحل غدًا الاثنين، ذكرى مرور عام على العدوان الإسرائيلي على غزة ردًا على هجوم 7 أكتوبر، ومنذ أن بدأ الصراع والولايات المتحدة الأمريكية تدعي أنها تحاول تهدئة الأوضاع وتخفيف حدة الحرب ووقف إطلاق النار.
أمريكا تسعى لتحقيق أهدافها واستمرار هيمنتها العالمية
لكن على ما يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية تفعل عكس ما تدعي به فهي تطالب بوقف إطلاق النار وفي الوقت ذاته تمد الاحتلال بالسلاح والقوات، وحقيقة هذا الأمر أن أمريكا تسعى لتحقيق استراتيجيتها العظمي لها وتحقيق أهدافها واستمرار هيمنتها العالمية والإبقاء على ميزان القوى بينها وبين أي منافس عالمي أو إقليمي لصالحها بشكل كبير.
فمنذ أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية وهي تسعى لأن تكون أقوى دولة في العالم، وبعد صعود الاتحاد السوفيتي في نهاية الأربعينيات- كانت الاستراتيجية الأمريكية هي إنشاء تحالفات عسكرية وسياسية ومؤسسات اقتصادية وثقافية ومجتمعية لاحتوائه ومحاربة الأيديولوجية التي يمثلها وينشرها حول العالم، في ظل التنافس الاستراتيجي والأيديولوجي بينه وبين المعسكر الغربي.
وتحرص أمريكا على الاهتمام بمنطقة الخليج كونها تعد منطقة استراتيجية وحيوية جدًا؛ نظرًا لأنها منطقة تكدس الثروة النفطية في العالم، والتي تعد السلعة الأهم في الاقتصاد العالمي، حيث إن الذي يسيطر عليها يستطيع أن يتحكم في أهم مفاصل هذا الاقتصاد.
سياسات إيران وحلفائها في المنطقة
أما بالنسبة للوضع الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط والخليج، فإن أمريكا تعتبر أن أهم التهديدات لمصالحها وللنظام الإقليمي الذي تهيمن وتسيطر عليه إلى حد كبير، هو في سياسات إيران وحلفائها في المنطقة، ليس فقط في تنامي قدراتها العسكرية والتكنولوجية المتعاظمة والتي اكتسبتها منذ نهاية الحرب العراقية- الإيرانية منذ أكثر من ثلاثة عقود، ولكن أيضًا لقدرة السياسة الإيرانية على عمل اختراقات في أكثر من إقليم، خصوصًا على مستوى الصراع مع الكيان الصهيوني في فلسطين ولبنان، بالإضافة إلى نفوذها المتزايد في العراق وسوريا واليمن وسياساتها المتصالحة مع دول الخليج.
وعلى الرغم من قرار أمريكا بتخفيف وجودها العسكري المباشر في المنطقة حتى تتفرغ للتحدي الصيني في شرق وجنوب شرق آسيا، أرادت أمريكا أن تعيد تنظيم المنطقة لتوكِل لقوى إقليمية التصدي للنفوذ الإيراني وسياساته المناوئة والحفاظ على الاستقرار الإقليمي لضمان المصالح الاستراتيجية والاقتصادية الأمريكية.
التحالف الأمريكي مع الكيان الإسرائيلي
النظام الإقليمي الذي أرادت أمريكا أن تقيمه في الشرق الأوسط، كان يعتمد في جوهره على التحالف بين الكيان الإسرائيلي- الحليف الاستراتيجي والشريك الأكبر للحفاظ على المصالح الاستراتيجية الأمريكية- والأنظمة العربية المتحالفة مع أمريكا.
وتحاول أمريكا من خلال سياسة متهورة استعادة الصورة المنهارة للكيان الإسرائيلي المتأزم، الذي كانت ستعتمد عليه في الحفاظ على أمن المنطقة، ومصالحها الاستراتيجية بعد تخفيف وجودها العسكري المباشر.
كانت النخبة السياسية والعسكرية الأمريكية الحاكمة تدرك صعوبة إقامة تحالف بين الكيان الصهيوني والأنظمة العربية المتحالفة معها بدون إيجاد تسوية للقضية الفلسطينية من خلال ما يسمى بحل الدولتين، إلا أن التعنت وهيمنة اليمين المتطرف- ليس فقط على السياسة الإسرائيلية وإنما أيضًا على النخب الأمريكية الحاكمة- أطاح بكل المحاولات الأمريكية لإيجاد تسوية سياسية للقضية الفلسطيني.
وبعد هجوم السابع من أكتوبر جاء ذلك لينسف هذه الاستراتيجية بعد أن عصفت نتائجه المبهرة من حيث التخطيط والتنفيذ بهيبة وصورة الجيش الإسرائيلي الذي كان يدعي بأنه لا يقهر، لذلك جاء الدعم الأمريكي السريع واللامحدود للكيان الصهيوني، العسكري المباشر.
لذلك تَعتبر الولايات المتحدة أن هزيمة المقاومة في غزة هي المقدمة اللازمة لاستعادة هذا التحالف الذي أرادت إنشاءَه في المنطقة. وكنتيجة لدعمها الكامل للقصف الإسرائيلي الوحشي والإبادة الجماعية والتدمير الذي تمارسه ضد أهل ومدينة غزة، فلقد تخلت أمريكا عن كل الشعارات التي رفعتها والمبادئ التي كانت تنادي بها حول العالم، وبذلك تكون قد غامرت بسمعتها ومركزها بأن كشفت عن وجهها الحقيقي أمام شعبها وشعوب العالم، وأظهرت دورها كشريك في كل جرائم الحرب الإسرائيلية.
أهداف أمريكا من الشرق الأوسط
وترجع الأهداف أمريكا من الشرق الأوسط الي سعيها للحفاظ على مصالحها، ولاستعادة قوة الردع العسكري للجيش الإسرائيلي الذي أُهين علنًا أمام شعبه والدول الإقليمية، ومن أجل تأكيدها على هيمنة الكيان الصهيوني على دول المنطقة- ستكون لها نتائج كارثيّة، ليس فقط على هيبتها وصورتها المنهارة أمام شعوب المنطقة، وإنما أيضًا على مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية. بل ستكون لها نتائج وخيمة على مستقبل الكيان الصهيوني نفسه الذي تحاول إنقاذه وحمايته.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.