ما قبل حرب 6 أكتوبر.. قصة 30 عاما من الصراع بين مصر وإسرائيل.. بدأ مع خطة تقسيم فلسطين.. اشتعل مع صعود عبد الناصر وانحيازه للقضايا العربية.. واختتم بالنصر الساحق عام 1973
لم تكن حرب 6 أكتوبر، مجرد معركة ملحمية استعادت فيها مصر أرضها وترابها الوطني، وكسرت أنف الجيش الذي لايقهر، لكنها كانت خاتمة لصراع استمر 30 عاما، منذ ما قبل تأسيس الدولة العبرية، ودفعت فيها أرض الكنانة تكلفة غالية طيلة هذه السنوات، فاتورة الوقوف بجانب الحق الفلسطيني، والأرض العربية.
تقسيم فلسطين، شرارة إشعال الصراع بين مصر وإسرائيل
بعد سقوط الخلافة العثمانية عام 1922، وضعت الأراضي الفلسطينية تحت الانتداب البريطاني وبدأ يلوح في الأفق مخطط لإنشاء وطن لليهود في فلسطين، وهنا دارت عدد من المواجهات بين الفلسطينيين بدعم عربي واسع والصهاينة وخلفهم دعم غربي لتقرير المصير.
ومع فشل إنجلترا في إيجاد حل للأزمة التي اخترعتها بإعطاء وعد لليهود عرف باسم وعد بلفور لإقامة دولة على جزء من الأراضي الفلسطينية، أعلنت نيتها عام 1947 سحب قواتها من فلسطين، وأيدت قرار الأمم المتحدة رقم 181، الذي قسم أراض الانتداب البريطاني إلى دولة يهودية ودولة عربية.
خطة التقسيم قبلها المجتمع الدولي، لكن العرب رفضوها تماما، وانتهى الأمر في 29 نوفمبر 1947 إلى تصويت الأمم المتحدة على تقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية، ليشتعل الصراع العربي وفي القلب منه مصر مع إسرائيل بعد أن تبين للقوى العربية الكبرى في المنطقة شراسة الصهاينة القادمين للمنطقة وقدراتهم الكبيرة أمام الفلسطينين، وخاصة بعد تدبير مذبحة دير ياسين في 9 أبريل 1948 من قبل عصابة الأرجون الصهيونية التي راح ضحيتها حوالي 360 فلسطينيا بجانب عملية نزوح واسعة من القرية.
انتهزت إسرائيل فرصة انسحاب القوات البريطانية في 15 مايو 1948، لتعلن استقلالها على الفور، لتدخل البلدان العربية النزال بنفس السرعة، وشنت مصر هجومًا جويًا على تل أبيب، وفي اليوم التالي احتلت القوات العربية المؤلفة من مصر والأردن والعراق وسوريا ولبنان مناطق في جنوب وشرق فلسطين، ثم استولت على أجزاء من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، بما في ذلك الحي اليهودي في البلدة القديمة.
وفي الوقت نفسه، سيطر الإسرائيليون على الطريق الرئيسي المؤدي إلى القدس، وصدوا الهجمات العربية المتكررة، لكن بحلول أوائل عام 1949 تمكن الإسرائيليون من احتلال صحراء النقب كاملة حتى الحدود المصرية الفلسطينية السابقة، باستثناء قطاع غزة، ونتيجة النزوح الكبير للفلسطينيين وبعض الخيانات وعدم الجاهزية، تفوق الصهاينة على الأرض في المعركة التي عرفت عربيا بـ نكبة 1948.
وخلال الفترة ما بين فبراير ويوليو 1949، وقعت اتفاقيات هدنة منفصلة بين إسرائيل وكل دولة عربية، وتم تحديد حدود مؤقتة بين إسرائيل وجيرانها.
خطة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956
تصاعدت التوترات مرة أخرى مع صعود نجم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أحد أشد وأشرس القوميين العرب، والزعيم الملهم لما عرف آنذاك بالقومية العربية، واتخذ ناصر موقفًا عدائيًا تجاه إسرائيل، إذ كان يعرف أن القضية ليست فلسطين وحدها، بل يمتد المشروع الاستيطاني الإسرائيلي ليشمل عددا كبيرا من بلدان المنطقة وعلى رأسهم مصر.
وفي عام 1956، اتخذ عبد الناصر قرارًا بتأميم قناة السويس، وردت فرنسا وبريطانيا بالاتفاق مع إسرائيل التي مُنعت سفنها من استخدام القناة بإعلان الحرب على مصر، ومحاصرة مينائها الجنوبي في إيلات، وكانت الخطة تقتضى تصدير إسرائيل الواجهة في الصراع، ثم تتدخل فرنسا وبريطانيا، ظاهريًا كصانعي سلام، وتسيطران على القناة.
وفي أكتوبر 1956 شنت الدول الثلاث هجوما ساحقا على مصر لاحتلال شرق قناة السويس، ورد الجيش المصري بمساندة المقاومة الشعبية التي سطرت ملاحم تاريخية في التصدي للعدوان، كما تدخل المجتمع الدولي ليفشل المخطط، وجرى الاتفاق على وضع قوة طوارئ تابعة للأمم المتحدة في المنطقة لضمان عدم اندلاع الصراع مرة أخرى.
الأزمة الكبرى، نكسة 1967
عاد الصراع من جديد للمرة الثالثة في الفترة من 5 إلى 10 يونيو 1967، بعد أن اشتبكت إسرائيل والقوات السورية في مرتفعات الجولان، واندلع صراع بين الطرفان أسقط فيه الجيش الإسرائيلي عددا من الطائرات السورية، ليرد عبد الناصر على الفور بحشد قواته بالقرب من حدود سيناء، وطرد قوة الأمم المتحدة هناك، ومحاصرة ميناء إيلات الإسرائيلي وتوقيع اتفاقية دفاع مشترك مع الأردن لمساندتها حال الاعتداء عليها.
وردت إسرائيل بشن هجوم جوي مفاجئ، واستطاعت تدمير القوات الجوية المصرية على الأرض، كما سيطرت على مرتفعات وهضبة الجولان، وقطاع غزة من فلسطين، وسيناء من مصر، وطردت القوات الأردنية من الضفة الغربية، كما سيطرت بشكل منفرد على القدس وعرفت هذه الأحداث الدامية بـ نكسة 1967.
حرب أكتوبر، النصر الحاسم على العدو الإسرائيلي
تحملت مصر مرارة الهزيمة، وبدأت على الفور في تحديث قدراتها العسكرية، واستدرجت العدو الإسرائيلي إلى حرب استنزاف أفقدته توازنه على مدار 3 سنوات، ثم كانت الضربة الكبرى في 6 أكتوبر عام 1973، وردت الصاع 10 أضعاف وفي أحد الأيام المقدسة لليهود، يوم الغفران، فوجئت إسرائيل بالجيش المصري يشن عليها هجومًا كاسحًا، واستطاع عبور قناة السويس في نفس الوقت الذي عبرت فيه القوات السورية مرتفعات الجولان، وأظهر الجيش المصري ما لاتعرفه إسرائيل عن المصريين، لتتكبد القوات الإسرائيلية خسائر فادحة، ودمرت تحصيناته المنيعة على طول قناة السويس.
واستمرت الاشتباكات حتى نهاية شهر رمضان ـ 26 أكتوبر لتتدخل القوى الدولية، ويتم توقيع اتفاق وقف إطلاق نار رسمي بين مصر وإسرائيل في 11 نوفمبر، ومع سوريا في 31 مايو 1974، ونص اتفاق فض الاشتباك بين إسرائيل ومصر الذي تم توقيعه في 18 يناير 1974 على انسحاب إسرائيل إلى سيناء غربي ممرات متلا والجدي مع إنشاء قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة بين الجيشين، واستكمل هذا الاتفاق باتفاق آخر تم توقيعه في 4 سبتمبر 1975.
وفي 26 مارس 1979، وقعت إسرائيل ومصر معاهدة سلام أنهت رسميًا حالة الحرب بينهما التي استمرت لمدة 30 عامًا، وعادت سيناء بالكامل إلى مصر بعد انتصار 6 أكتوبر الذي يدرس حتى الآن في معاهد الحرب العالمية، ويذكر جميع القوى الدولية بقدرة المصريين على الردع في أي وقت ومهما كانت الظروف والعقبات.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.