رسائل مصر بشأن أزمة سد النهضة.. خبراء: تأكيد على المواقف الثابتة بإبرام اتفاق قانوني.. و«القاهرة» لن تقف مكتوفة الأيدي حال تعرض مواردها المائية للضرر
كشف وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي، موقف مصر الثابت من أزمة سد النهضة الإثيوبي، وما تمتلكه مصر من بدائل وحلول للتعامل مع أزمة السد وتداعياتها عن مجموعة من الرسائل التى تثبت أن مصر لن تقبل بأي ضرر للأمن القومي المصري، وأن الدولة المصرية لديها الإجراءات والسياسات للتعامل مع الأزمة، الأمر الذي يطرح تساؤل حول مغزى الرسائل المصرية بشأن سد النهضة.
قال الدكتور رمضان قرنى، نائب رئيس الجمعية العلمية للشؤون الأفريقية، إنه على
على مدار الأيام الماضية خرج العديد من التصريحات والبيانات الرسمية المصرية بشأن موقف مصر من أزمة سد النهضة، لعل أبرزها تأكيد الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية وشؤون المصريين بالخارج، خلال إلقائه بيان مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن المفاوضات بشأن سد النهضة الإثيوبي انتهت في ديسمبر 2023.
النهج الإثيوبي التفاوضي الحالي عدم جدوى
وأكد الدكتور رمضان قرنى أن هذا التصريح يمثل تأكيدًا للمواقف المصرية السابقة، التي ترى في النهج الإثيوبي التفاوضي الحالي عدم جدوى، في ظل عدم احترام قواعد القانون الدولي بشأن الاستمرار في الإجراءات الأحادية، وكذلك عدم الالتزام بنصوص إعلان المبادئ الموقع عام 2015.
مصر تحتفظ بحقوقها المكفولة بموجب ميثاق الأمم المتحدة لاتخاذ التدابير اللازمة دفاعًا عن مصالحها
وأضاف: لعل الرسالة الثانية للطرف الإثيوبي والمحيطين الأفريقي والدولي هو تأكيد الوزير عبد العاطي أن "مصر ستستمر في مراقبة تطورات عملية ملء وتشغيل السد الإثيوبي عن كثب، محتفظة بكل حقوقها المكفولة بموجب ميثاق الأمم المتحدة لاتخاذ التدابير اللازمة دفاعًا عن مصالح وبقاء الشعب المصري"، وينبع هذا التأكيد المصري من جملة من الثوابت أهمها وجودية قضية المياه، وارتباطها الوثيق بالأمن القومي المصري من جانب، واستمرار الجهود المصرية للحفاظ على حقوق مصر التاريخية من جانب آخر.
عدم خضوع مصر لسياسات الأمر الواقع التي تنتهجها إثيوبيا
وتابع: علاوة على ذلك فإن أهمية هذه الرسالة أنها تؤكد عدم خضوع الدولة المصرية لسياسات الأمر الواقع التي تنتهجها إثيوبيا، كما تكشف بقوة رفض أي إجراءات مستقبلية من قبل الطرف الإثيوبي بشأن مياه النيل، بجانب التحرك على الصعيد الدولي خرجت رسائل من المؤسسات التشريعية المصرية ممثلة في مجلس الشيوخ تؤكد "أن الإضرار بالأمن المائي المصري سيؤثر سلبًا على استقرار الإقليم ويضع المنطقة بأكملها أمام تحد كبير"، وتجدد دعم مجلس الشيوخ القيادة السياسية فى اتخاذ كافة الإجراءات التي تكفلها المواثيق والاتفاقات الدولية فى حالة تعرض أمن مصر المائى للضرر.
مصر مقبلة على تدشين حملة دبلوماسية وسياسية كبرى في المرحلة المقبلة للحفاظ على حقوقها التاريخية
واختتم قرني: في ضوء تلك الرؤية المصرية، على الصعيدين الداخلي والخارجي، يمكن القول إن مصر مقبلة على تدشين حملة دبلوماسية وسياسية كبرى في المرحلة المقبلة للحفاظ على حقوقها التاريخية، كما أن هذه الحملة مدعومة كذلك بآليات سياسية وأمنية للتنسيق مع دول الجوار الإقليمي (الصومال وجيبوتي والسودان وإريتريا وأوغندا وكينيا) لحفظ هذه الحقوق، وتدعيم موقف مصر التفاوضي.
أما الدكتور محمد فؤاد رشوان، الخبير بالشأن الإفريقي بمركز إيجيبشن للدراسات الاستراتيجية، فيرى أن تصريحات وزير الخارجية بشأن أزمة سد النهضة كانت قاطعة وحاسمة، خاصة وأن مصر تعتمد بشكل كبير على نهر النيل كمصدر أساسي للمياه العذبة، وبالتالي مصر تؤكد أن المساس بحصة مصر المائية يعتبر أمرًا غير مقبول ويمس الأمن القومي المصري.
الحكومة لن تقف مكتوفة الأيدي في حال تعرضت مواردها المائية للخطر
وأكد أن التصريحات تعكس مدى أهمية المياه بالنسبة لمصر، وتؤكد أن الحكومة لن تقف مكتوفة الأيدي في حال تعرضت مواردها المائية للخطر، وبالتالي وزير الخارجية يريد إرسال رسالة دبلوماسية موجهة بشكل أساسي إلى إثيوبيا والمجتمع الدولي، فهي تضع إثيوبيا أمام مسئولياتها وتضغط عليها لمراعاة المصالح المصرية، فضلا عن أنها رسالة للدول الداعمة لإثيوبيا في ملف سد النهضة بضرورة مراعاة حقوق مصر المائية.
التمهيد لخطوات تصعيدية محتملة
وواصل رشوان حديثه قائلا: الرسالة الثانية هي إمكانية وجود "توجه آخر" في التعامل مع الملف قد يعني استعداد مصر لاتخاذ خطوات تصعيدية دبلوماسية أو قانونية وربما عسكرية في حال لم يتم التوصل إلى حلول مرضية تضمن حقوقها المائية، ويمكن أن تشمل هذه التحركات تعزيز التحالفات الإقليمية للضغط على إثيوبيا، وربما تصعيد الصراع على المستوى الميداني إذا دعت الضرورة القصوى.
تهدئة الضغط الداخلي
وتابع أن التصريحات تهدف أيضًا إلى تهدئة الرأي العام الداخلي الذي يشعر بالقلق من تأثير سد النهضة على مستقبل المياه في مصر، فالحكومة تسعى لإظهار أنها تتعامل بحزم وحذر مع القضية، وأنها لن تسمح بتجاوز حقوق مصر المائية.
ما وراء هذه التصريحات من أفعال ممكنة
وأضاف أن التحركات الدبلوماسية المكثفة قد تتجه بمصر إلى زيادة جهودها الدبلوماسية إقليميًا ودوليًا، بالتعاون مع السودان والضغط على الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي للتدخل.
استخدام القوة الناعمة: قد تلجأ مصر إلى بناء تحالفات قوية مع دول أخرى في حوض النيل لمحاولة التأثير على إثيوبيا بطرق غير مباشرة.
التصعيد القانوني: قد تشهد الفترة القادمة توجهًا مصريًا للمحاكم والمنظمات الدولية لمقاضاة إثيوبيا أو التصعيد في مجلس الأمن.
التحضير لخيارات عسكرية: في حال لم تنجح الدبلوماسية، قد تلجأ مصر إلى التصعيد العسكري المحدود لفرض حل يضمن مصالحها، رغم أن هذا الخيار يُعتبر الأخير وفي حالات الضرورة القصوى.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.