كيف السبيل إلى الراحة بعد التعب؟ رئيس ووزيران وأديب يجيبون
استطلعت مجلة المصور عام 1953 رأى اثنين من السياسيين هما: البكباشى جمال عبد الناصر عضو مجلس قيادة الثورة، والمناضل فتحى رضوان ــ وزير الإرشاد فى حكومة الثورة ــ واثنين من الأدباء هما: الدكتور طه حسين والأديب عباس محمود العقاد حول طريقة كل منهم فى الراحة من التعب وعناء العمل اليومى.
قال البكباشى جمال عبد الناصر: لا أظن أن لى طريقة فى الراحة من التعب، فحياتى كلها تعب فى تعب ونضال، ولا أذكر أنى استمتعت بالراحة كما يستمتع بها سائر عباد الله، لكثرة ما صادفنى من
أحداث كانت تعكر لحظات راحتى وتستنهضنى للكفاح، ولو وازن الإنسان بين مقتضيات الراحة والكفاح لخرج من هذه الموازنة بنتيجة واحدة وهى أن المِحن فى حياة الشعوب كالمِحن فى حياة الأفراد لا تدع لهم سبيلا للاستقرار والراحة.
ناصر حرم الراحة على نفسه
وأضاف عبد الناصر: كانت مصرنا مثقلة بالأخطاء وعناصر الفساد تنخر فى الداخل، وكان الاستعمار يجثم فوق صدرها ويستغل مواردها ويفسد علاقتها بالدول الأجنبية، وكان هذا الوضع لا يرضى أى مصرى حر، فانشغل باله وحرم الراحة على نفسه واندفع فى طريق طويل مرير عساه يجد ما يخلصه من الفساد والمفسدين حتى إذا نجحت ثورة مصر ارتحنا من الفساد، ولم يبق لنا إلا أن نستكمل راحتنا بعد أن يغادر بلادنا آخر جندى بريطانى، ولن يطول بنا انتظار الراحة المرجوة، فى ذلك اليوم فقط أشعر بالراحة.
وقال المحامى المناضل وزير الإرشاد السابق فتحى رضوان: لست من المتأنقين الذين يدللون أجسامهم أو أعصابهم بـ الراحة، فالتعب عندى جزء من حياتى يجئ ويذهب دون أن أفكر فيه تاركا لبدنى وعقلى أن يعالجاه بلا وعى منى، وهأنذا أكتب هذه السطور بعد ليلة لم أنم فيها سوى ساعتين، وكل همى أن يطلع النهار وأذهب إلى عملى غير مفكر فى تعويض عن الراحة التى حرمت منها فى الليلة الماضية.
التعب نوعان جسمانى وعصبى
وأضاف فتحى رضوان: ومع ذلك فإن الراحة غير موجودة بالمرة وبدلا منها التعب، والتعب نوعان: تعب جسمانى يأتى عقب جهد عقلي وسبيلى إلى الراحة بعده هو الكف عن العمل، وتعب عصبى هو أخطر شأنا، وسبيلى إلى الراحة بعده أن أغير الجو الذى أعيش فيه وأن أبحث عن شيء يسلينى، وقد يكون هذا الشيء عملا غير الذى كنت أباشره، فأكتب خطابا أو مقالا مثلا حالت الحوائل دون كتابته، أو أباشر رياضة أو أقوم بزيارة صديق، ثم الجلسة مع الأولاد دون أن ألزم نهجا معينا فى جميع الأحوال.
وقال عميد الأدب العربى ووزير التعليم الأسبق الدكتور طه حسين: أسألكم أنا بدورى عن طريقتكم فى الراحة من التعب، فهل يمكن للإنسان أن يستريح فى حياة كل خصائصها التعب، وبالنسبة لى فليس من وسيلة فى سبيل الراحة من التعب إلا أن أقرأ فى مكان هادئ لا ينغص على القراءة فيه دق التليفون، ولا كثرة الأسئلة الصحفية ولا طرق الزائرين على الباب على غير موعد، وقد يهيئ الله من هذه القراءة المريحة المستريحة نزعة إلى الإملاء فأملى ما يقرأ ليرضى قوما ويسخط آخرين.
أما الأديب عباس محمود العقاد فيقول: أولا الراحة بالنسبة لى أن أتحول من عمل إلى عمل آخر، والثانية هى أن أستعين بالرياضة اليومية فى راحتى، وقد انحصرت رياضتى خلال السنوات الأخيرة فى المشى لمسافات طويلة بالليل إذا كان الوقت صيفا، وبالنهار فى الشمس إذا كان الوقت شتاء.
وأضاف العقاد: الرياضة فى اعتقادى ليست الراحة بل هى تحول من تعب إلى تعب، هى تحول من تعب الجسم لكى ينعم الذهن بالراحة، فلاعب الكرة الذى يجهد نفسه فى مباراة، أو السباح الذى يقطع مسافة طويلة فى السباحة يبذل غاية الجهد من جسده لكى يريح ذهنه من وراء تحقيق هوايته، والعبرة هنا فى أن الراحة هى التعب، والتعب هو الراحة، وتعب كلها الحياة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، القسم الثاني، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.