مصر والأردن تتعاونان لإنشاء أول ملاذ آمن للحيوانات في وادي الريان.. تحقيق التوازن البيئي وتوفير تجربة ممتعة للزوار أبرز الأهداف
في خطوة رائدة نحو حماية التنوع البيولوجي وتعزيز السياحة البيئية، تشهد محافظة الفيوم ولادة مشروع واعد يهدف إلى إنشاء "ملاذ آمن للحياة البرية" في قلب محمية وادي الريان.
هذا المشروع الطموح، الذي يجمع بين جهود مصر والأردن، يهدف إلى توفير بيئة آمنة ومحمية للعديد من الأنواع الحيوانية البرية المهددة بالانقراض، ليس فقط في مصر بل في منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي وأسباب تدهور بعض الأنواع الحيوانية
ويعد التنوع البيولوجي هو ثروتنا الطبيعية، وهو يشمل كل أشكال الحياة على كوكب الأرض، من أصغر الكائنات الحية إلى أكبر الحيوانات.
وهذا التنوع ليس جميلًا ومذهلًا فحسب، بل هو أيضًا ضروري لبقاء الحياة على كوكبنا، فكل نوع حيوي يلعب دورًا هامًا في النظام البيئي الذي يعيش فيه، وفقدان نوع واحد قد يؤثر على العديد من الأنواع الأخرى ويؤدي إلى اختلال التوازن البيئي.
أسباب تدهور التنوع البيولوجي
يؤدي التوسع العمراني، والزراعة، والتحضر، والتلوث إلى تدمير الموائل الطبيعية للعديد من الأنواع، كما تؤثر التغيرات المناخية على توزيع الأنواع ووفرة الغذاء والمياه، مما يهدد بقاء العديد منها، هذا بالإضافة إلى الصيد غير المشروع والرعي الجائر اللذي يؤدي إلى انخفاض أعداد العديد من الأنواع، أو إدخال أنواع جديدة إلى بيئات غير موطنها الأصلي ما يؤدي إلى منافسة الأنواع المحلية وتدمير التوازن البيئي.
كيف يساهم مشروع الملاذ الآمن في الحفاظ على التوازن البيئي؟
يمثل مشروع الملاذ الآمن للحياة البرية خطوة نوعية نحو تحقيق التوازن البيئي وحماية الأنواع المهددة بالانقراض، إذ يساهم المشروع في إعادة تأهيل المناطق المتدهورة وإعادتها إلى حالتها الطبيعية، مما يوفر موطنًا آمنًا للعديد من الأنواع التي فقدت موائلها الأصلية بسبب النشاطات البشرية.
و يتم من خلال المشروع تصميم الملاذ لتوفير الظروف البيئية المثلى لكل نوع من الأنواع، بما في ذلك توفير الغذاء والمياه والمأوى المناسب، كما يوفر المشروع بيئة آمنة بعيدة عن التهديدات التي تواجهها هذه الأنواع في البرية مثل الصيد الجائر وفقدان الموائل والتلوث، مما يساعد على زيادة أعداد الأنواع المهددة بالانقراض من خلال توفير الظروف المناسبة للتكاثر.
و يساهم المشروع كذلك في الحفاظ على التنوع الجيني للأنواع، مما يزيد من قدرتها على التكيف مع التغيرات البيئية، والحفاظ على التوازن البيئي عن طريق الحفاظ على التفاعلات الطبيعية بين الأنواع المختلفة، بخلاف أنه يوفر فرصة لدراسة سلوك الحيوانات وتفاعلاتها في بيئة محمية، مما يساهم في تطوير برامج حماية أفضل.
موقع مشروع الملاذ الآمن وأهمية ذلك بيئيًا
يقع مشروع الملاذ الآمن للحياة البرية في قلب محمية وادي الريان، وهي واحدة من أهم المحميات الطبيعية في مصر، وتقع هذه المحمية في محافظة الفيوم، التي تشتهر بجمالها الطبيعي وتنوع بيئاتها، وتتميز المحمية بوجود بحيرتين صناعيتين كبيرتين هما البحيرة الشرقية والبحيرة الغربية، بالإضافة إلى العديد من القنوات والمناطق الرطبة.
المساحة المقترحة للمشروع تصل إلى حوالي 1000 فدان، ومن المتوقع أن يشمل المشروع مجموعة متنوعة من الحيوانات البرية المصرية والمهددة بالانقراض، مثل: الزواحف والبرمائيات، والعديد من أنواع الأفاعي والسحالي والضفادع التي تعيش في البيئات الصحراوية والرطبة، وبعض أنواع الثدييات الصغيرة والمتوسطة الحجم مثل الثعالب والوبر والضباع، والعديد من أنواع الطيور الجارحة والطيور المائية التي تعيش في المنطقة
المرافق المقترحة لمشروع الملاذ الآمن للحياة البرية في وادي الريان
يهدف مشروع الملاذ الآمن في وادي الريان إلى توفير بيئة آمنة ومناسبة للحيوانات البرية، وتوفير تجربة تعليمية وترفيهية للزوار، ولتحقيق هذه الأهداف، يتم التخطيط لإنشاء مجموعة متنوعة من المرافق، والتي تشمل:
1. مناطق الإيواء:
أحواض مائية: سيتم إنشاء أحواض مائية صناعية ومناطق رطبة لتوفير بيئة مناسبة للحيوانات المائية والبرمائية.
ملاجئ طبيعية: سيتم بناء ملاجئ طبيعية تحاكي البيئة الطبيعية للحيوانات، مثل الجحور والأعشاش.
مناطق ظليلة: سيتم توفير مناطق ظليلة لحماية الحيوانات من أشعة الشمس الحارقة.
2. مناطق التغذية:
مناطق تغذية مفتوحة: سيتم تحديد مناطق مفتوحة لتغذية الحيوانات، مع مراعاة العادات الغذائية لكل نوع.
مناطق تغذية مخفية: سيتم توفير مناطق تغذية مخفية للحيوانات الخجولة أو التي تتغذى ليلًا.
مناطق زراعة الأعلاف: سيتم تخصيص مناطق لزراعة الأعلاف الطبيعية لتغذية الحيوانات العاشبة.
3. المسارات السياحية:
مسارات مشي: سيتم إنشاء مسارات مشي مرتفعة أو محاطة بأسيجة لمنع التداخل بين الزوار والحيوانات، مع توفير لوحات إرشادية توضح معلومات عن الحيوانات والنباتات.
أبراج مراقبة: سيتم بناء أبراج مراقبة تتيح للزوار مشاهدة الحيوانات من بعيد دون إزعاجها.
مركز للزوار: سيتم إنشاء مركز للزوار يضم متحفًا يعرض معلومات عن التنوع البيولوجي في المنطقة، بالإضافة إلى متجر للهدايا ومقهى.
4. مرافق أخرى:
وحدات إدارية: سيتم بناء وحدات إدارية لاستقبال الزوار وإدارة المرافق.
وحدات بيطرية: سيتم إنشاء وحدات بيطرية لرعاية صحة الحيوانات.
مخازن ومستودعات: سيتم تخصيص مساحات لتخزين المواد والأعلاف.
التعاون المصري الأردني في مشروع الملاذ الآمن
يمثل التعاون المصري الأردني في مشروع الملاذ الآمن شراكة استراتيجية تساهم في تحقيق أهداف مشتركة، وهي حماية التنوع البيولوجي، وتعزيز التعاون الإقليمي، وتشجيع السياحة البيئية، حيث يتمتع كل من مصر والأردن بخبرات واسعة في مجال حماية البيئة وإدارة المحميات الطبيعية، ومن خلال التعاون، يتم تبادل هذه الخبرات والمعرفة، مما يساهم في تطوير المشروع بشكل أفضل.
تقدم مصر الموقع المناسب للمشروع في محمية وادي الريان، وهي واحدة من أهم المحميات الطبيعية في مصر، كما ستقدم الدعم اللوجستي اللازم لتنفيذ المشروع، بما في ذلك توفير التراخيص والموافقات اللازمة، وتشارك مصر أيضا في إدارة المشروع، وتقديم الخبرات الفنية في مجال حماية البيئة وإدارة المحميات.
بينما ستقدم الأردن خبراتها في مجال إعادة تأهيل الحيوانات وإدارتها، خاصة تلك التي اكتسبتها من خلال مشاريع مماثلة، كما ستساهم الأردن في تمويل المشروع، سواء من خلال الحكومة أو من خلال المؤسسات الأهلية، بالإضافة إلى إدارة المشروع، وتقديم الخبرات الفنية في مجال حماية البيئة وإدارة المحميات.
جدير بالذكر أن مشروع "الملاذ الآمن للحياة البرية" في وادي الريان يعد خطوة مهمة نحو مستقبل أكثر استدامة، حيث يجمع بين الحفاظ على البيئة والتنمية الاقتصادية. ومن خلال هذا المشروع، تثبت مصر التزامها بحماية التنوع البيولوجي وتعزيز مكانتها كوجهة سياحية بيئية رائدة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.