الضربة الإيرانية تربك حسابات إسرائيل.. جيش الاحتلال يعترف: قواعد بسلاح الجو تعرضت لأضرار.. سياسيون: أصابت مواقع عسكرية مهمة ودمرت آليات وطائرات.. ومعارضون عرب: «فشنك»
رغم قوة الضربة الصاروخية الإيرانية التي أطلقتها طهران أمس على الكيان الصهيوني وانتشرت على امتداد الأراضي المحتلة واستهدفت قواعد عسكرية وجوية وفشل منظومة القبة الحديدية في اعتراض أغلبها إلا أن بعض السياسيين العرب شككوا في قوة هذه الضربة وذلك من خلال تغريداتهم على موقع تويتر.
ويأتي ذلك في الوقت الذي طالب فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان المستوطنات بعدم مشاركة فيديوهات سقوط الصواريخ الإيرانية على مواقع التواصل الاجتماعي فيما يتكتم الجيش على الخسائر ويبث رسائل موجهة بأن الضربة ضعيفة وغير مؤثرة في إطار الحرب النفسية التي يمارسها ضد حركات المقاومة في المنطقة.
ورغم التكتم الإسرائيلي على الأضرار التي لحقت بها جراء القصف الصاروخي الإيراني، اعترف جيش الاحتلال بتضرر معسكرات لسلاح الجو بسبب الهجوم الإيراني أمس، وذلك حسبما ذكرت القناة 13 الإسرائيلية.
ضربة الصواريخ الإيرانية أكبر من سابقتها
في البداية قال المحلل والباحث السياسي والتاريخي سامح عسكر: "تحليل أولي للضربة العسكرية الإيرانية لإسرائيل، أولا: واضح أن الحرس الثوري تدخل على خلاف رغبة بازاشكيان الذي كان يرفض أو يماطل أو يخاف من الرد على اغتيال هنية..هذه ضربة الحرس وليست ضربة الرئاسة، وهي معضلة لن يفهمها سوى العالمين بطبيعة ونسيج المجتمع الإيراني ونظامه السياسي.."
وتابع سامح عسكر قائلًا: "ثانيا: الضربة كانت أكبر من السابقة في 15 إبريل الماضي، وعلى الأرجح كانت بعشرات من الفرط صوتية، وهذا يفسر عدم قدرة الدفاع الجوي الصهيوني على التصدي لها، ومرور معظمها من الحائط الأمريكي الذي شكله حلف الناتو حول إسرائيل منذ الطوفان.."
إسرائيل تلقت ضربة كبيرة هي بمثابة صدمة
وأضاف عسكر: "ثالثا: لا تزال نتائج الضربة عرضة للتخمينات، لكن الأرجح أنها أصابت مواقع عسكرية مهمة، ودمرت آليات وطائرات، أو ربما قتلت قادة كبار في الجيش أو النظام السياسي، هذا ما زال في سياق الاحتمال، نظرا للرقابة العسكرية الشديدة لإسرائيل حول أخبار واستهدافات مناطقها العسكرية بالخصوص.."
وأوضح عسكر "رابعا: إيران عمليا دخلت الحرب، لأن إسرائيل سترد، والحرس سوف يرد بضربة أعنف من هذه عدة مرات.. خامسا: الضربة جاءت في توقيت قياسي رفع الروح المعنوية وأعاد زمام المبادرة مرة أخرى لمحور المقاومة، والذي قد فقده المحور جراء سياسات بازاشكيان وتضحيته بقادة مقاومة لبنان بسوء تصرفه وسوء تقديره.."
وأكد سامح عسكر أن "إسرائيل تلقت ضربة كبيرة هي بمثابة (صدمة) سوف تدفعها للتراجع خطوات للوراء في ملف السلام والهدنة، وسبق قلت أن إسرائيل لن تفكر في السلام سوى بصدمة كبيرة، وما حدث اليوم من ضربات لبنانية وإيرانية والعملية الأخيرة في تل أبيب صنع هذه الصدمة المفقودة، وحتما سيفكر القادة الإسرائيليون بميزان المصالح، وهي طريقة تفكير كانوا قد فقدوها عندما شعروا بخوف وجبن وضعف عناصر المحور أبرزهم القيادة الإصلاحية للرئيس بازاشكيان.."
إسرائيل تعاقب من قام بتصوير الصواريخ الإيرانية
وأضاف عسكر "حاليا في إسرائيل ينشغلون بشئ واحد فقط هو (تقييم الضربة العسكرية الإيرانية) سيظهر من سلوك إسرائيل في الساعات والأيام المقبلة حجم وتأثير هذه الضربة، فحسب المنقول بالصوت والصورة، ومن قلب إسرائيل، ومن مصورين إسرائيليين، فالضربات الإيرانية دمرت قواعد عسكرية ومطارات ومؤسسات.."
وقال الباحث سامح عسكر "غالبا من قام بتصوير الصواريخ الإيرانية سيجري عقابه من شرطة بن غفير، بتهم منها تهديد الأمن القومي..لكن ما لم ينتبه له بن غفير أن رقعة الضربات الجوية الإيرانية كانت كبيرا جدا، حتى وصلت أن المصريين في سيناء التقطوها وشاهدوا بالبث المباشر سقوط الصواريخ الإيرانية على مواقع بالنقب وفي غلاف غزة".
وأضاف "نحن أمام ساعات وأيام مهمة، لا أقول مفصلية، لكنها مهمة لكونها حلقة من حلقات الصراع بين الصهيونية وشعوب الشرق الأوسط بمختلف انتماءاتها، وهو صراع يثبت بعد 80 عاما من نشاط الكيان، أنه مجرد بؤرة خبيثة لن تقبلها شعوب الشرق، وتحاربها وتقضي عليها مهما بلغت التضحيات".
وعبرت الكاتبة الأردنية إحسان الفقيه عن وجهة نظرها بشأن صواريخ إيران، فقالت: "صواريخ بدون رؤوس متفجرة وحارقة ومُدمّرة.. ما الفائدة منها؟! الحسنة الوحيدة أني رأيت نتنياهو وزبانيته يركضون بحثا عن مدخل قبو أو ملجأ! جميلة تلك الصواريخ وهي تُرعب العدوّ وتُبكي الظالمين، ولكن كان ممكن تكون رائعة لو كانت مُحمّلة بعوامل ردع حقيقية.. لو كانت مُفاجِئَة بدون ترتيبات من نوع: ( يا جماعة ترانا بدنا نضربكم الساعة كذا بس بحنيّة فلا تقلقوا)!.. الله يزيد الاحتلال رعب ومهانة وذُل ويكتب عليهم صواريخ حقيقية تهدم أبراجهم فوق رؤوس ساكنيها..."
ليلة صواريخ إيران تكسر زهو إسرائيل
أما المحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة، فكانت له وجهة نظر أخري، حيث قال: "إذا كان بالإمكان توصيف التأثير الأهم لليلة الصواريخ (الليلة الماضية)، فلا شك أنه يتمثّل في قدر من تنفيس حالة الزهوّ الاستثنائية التي يعيشها "الكيان" برمّته، وليس نتنياهو وحده، بعد مسلسل الضربات المفاجئة لحزب الله؛ من الـ"بيجر" إلى اغتيال نصر الله."
وتابع ياسر الزعاترة "مباشرة بعد هجمة الصواريخ الإيرانية، أعلن جيش الاحتلال أنه سيردّ في ذات الليلة، لكن ذلك لم يحدث، ويبدو أن حسابات ما، ومن بينها اتصالات مع واشنطن قد أفضت إلى التأجيل، وهو تأجيل لن يتجاوز بضعة أيام، كما كشف الصحفي الإسرائيلي الأمريكي الشهير "باراك رافيد" في موقع "أكسيوس"."
وأوضح الزعاترة "والمهم الذي كشفه "رافيد" هو هدف الردّ ممثلا في "منشآت النفط الإيرانية"، وهو هدف مدروس لجهة الضغط على العصب الإيراني الحسّاس ممثلا في الوضع الاقتصادي المُتعب، ومع رئيس جديد يَعِد الناس بتحسينه."
وأكد الزعاترة "ولكن من غير المُستبعد أن يكون هذا التسريب مقصودا لجهة التضليل، وأن الهدف سيكون منشآت المشروع النووي، أو (و) استهداف بعض رموز النظام الكبار، معضلة ضرب المشروع النووي تتمثل في وجوده في عدة مدن، وليس في مجمّع واحد كحال العراقي والسوري اللذيْن تم تدميرهما بهجمة واحدة، ما يعني الحاجة إلى تنسيق أكبر مع الأمريكان لإنجاز المهمّة على نحو مُقنع."
الرد الإيراني في حالة ضرب إسرائيل لها
وقال ياسر الزعاترة: "أيا كان الهدف (النفط أو النووي أو غيرهما أو رموز كبار في النظام)، فإن ذلك سيستدعي ردّا إيرانيا، وإلا فستغدو ليلة الصواريخ بلا قيمة، هنا ستدخل القيادة الإيرانية في دائرة الاختيار الصعب؛ بين خيار رفضها للحرب الشاملة واستمرار "الصبر الاستراتيجي"، وبين تجرِّع إهانة ستعني الكثير وسط العدوان المتواصل على لبنان، من دون أن يكون مؤكّدا أن ذلك سيحميها من إمكانية استهداف منشآتها النووية في ظل سُعار المطالبة بذلك في الأوساط الصهيونية، من أجل جعل ذلك محطة نحو تغيير الشرق الأوسط برمّته، كما عبّر نتنياهو وكثيرون سواه."
وأضاف ياسر الزعاترة "ما دام الهدف الأخير قد أصبح العنوان الأبرز للمرحلة في وعي الصهاينة، فإن الحديث عن حرب عابرة لم يعد محسوما، ولا حتى مرجّحا، إذ تلوح في الأفق حرب طويلة، بخاصة بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان."
صواريخ إيران غير تدميرية وللحرب النفسية
أما الكاتب اليمني الدكتور ياسر الشرعبي فقال: "ستبقى مسرحية ولن نصدق إيران حتى نرى صواريخها تدمر إسرائيل وتنسف مدنها وتهجر أهلها كما دمرت مدن سوريا العربية... صواريخ إيرانية كرتونية.. قالوا وصلت الصواريخ منهكة فلا تلوموها وتقولون مضحكة. صواريخ مضحكة"
أكد القيادي الحوثي البارز ونائب وزير الخارجية حسين العزي، أن صواريخ إيران كانت للردع النفسي، فقال: "جئتكم بالخبر اليقين: خلال الهجوم الإيراني... اتضح أن الصواريخ التي أطلقتها إيران تُسمى "الصواريخ غير التدميرية" (Non-destructive missiles). هذه الصواريخ لا تُحدث دمارًا، وغالبًا ما يكون صوتها عاليًا. تُستخدم عادةً في التدريبات وأغراض عسكرية كجزء من استراتيجيات الحرب النفسية، حيث تساهم في إرباك العدو وتوجيه رسائل دون إلحاق الأذى. تل أبيب"
صواريخ إيران ضربت قواعد عسكرية إيرانية
وعلق الدكتور محمد كانبكلي، المحلل السياسي التركي قائلًا: "إيران تطلق صواريخ باليستية تجاه إسرائيل. مشهد تم التقاطه من احدى كاميرات المراقبه الاسرائيليه يظهر تاثير سقوط احد الصواريخ الايرانيه التي تخطت منظومات الدفاع الاسرائيليه.."
وأكد الدكتور محمد كانبكلي: "بحسب موقع GeoConfirmed المتخصص بالاحداثيات فقد ضربت الصواريخ الباليستية الإيرانية قاعدتين جويتين: قاعدة أورت تلنوف الجوية، وقاعدة نيفاتيم الجوية، ما يعني إنه إذا لم يحلق سلاح الجو الإسرائيلي بمقاتلاته في الهواء قبل الهجوم، فمن المرجح أنه سيتكبد خسائر.. إسرائيل التي ألقت أطنانًا من القنابل على المدنيين في غزة، تطلب الآن المساعدة من العالم للتعاطف معها"
وقال كانبكلي "إن الاسرائيليين تعرضوا لهجوم من إيران، اسفر عن 10 مليون اسرائيلي في الملاجئ، و12 مدينه اسرائيليه تحت الهجوم.. وأطلقت إيران قرابة100 صاروخ باليستي وصاروخ كروز باتجاه إسرائيل في الموجه الاولى من الهجوم، إيران تقول 250 صاروخ، وتخطي وبل من الصواريخ الايرانيه لانظمة الدفاع الاسرائيليه وسقوطها على الاراض في داخل الأراضي المحتلة في تل أبيب".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.