مستقبل مجهول ومعركة من أجل البقاء، ما هو مصير حزب الله؟
في خضم التصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، توالت الأنباء عن مقتل حسن نصر الله، الأمين العام للحزب، وعدد من قيادات مجلس الجهاد العسكري في ضربة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية في بيروت، هذه الأنباء التي لا تزال غير مؤكدة بشكل قاطع، مما تثير تساؤلات جوهرية حول مستقبل حزب الله، وقدرته على البقاء والاستمرار في ظل غياب زعيمه الأبرز.
هل سيواصل حزب الله التصعيد ضد إسرائيل؟
منذ تأسيسه في الثمانينيات، بنى "حزب الله" سمعته على قدرته في مقاومة إسرائيل واعتباره اللاعب الرئيسي في مواجهة الاحتلال، ومع التصعيد الأخير والضربات الجوية المتتالية على مراكز قيادته، يبدو أن الحزب أمام مفترق طرق حاسم.
المعطيات تشير إلى أن حزب الله قد يستمر في التصعيد العسكري، خاصة مع الضغط الإيراني الذي يراه كأداة استراتيجية في المنطقة، ومع ذلك، فقد يؤثر مقتل قادته الرئيسيين، وعلى رأسهم نصر الله، على قدرة الحزب في تنظيم هجماته وتنسيق عملياته على الجبهات المختلفة، الخسائر الكبيرة في القيادات قد تجعل الحزب أكثر حذرا، لكن تاريخه في العمل العسكري والسياسي يشير إلى أنه لن يتخلى عن التصعيد بسهولة.
هل يستطيع حزب الله البقاء في ظل هذه التحديات؟
مقتل حسن نصر الله، إذا تأكد، سيمثل ضربة كبيرة لـ"حزب الله"، فهو ليس مجرد قائد عسكري بل رمز ديني وسياسي يلتف حوله أنصار الحزب، وفي غيابه، سيتعين على الحزب اختيار خليفة قادر على ملء الفراغ الضخم الذي سيتركه، وسط تحديات داخلية وخارجية لا تقل خطورة عن المعركة الحالية مع إسرائيل.
على الصعيد الداخلي، يعاني "حزب الله" من تآكل نفوذه في لبنان. الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعصف بالبلاد ألقت بظلالها على الجميع، بما في ذلك معاقل الحزب في الجنوب والبقاع.
سكان هذه المناطق، الذين كانوا يوما ما يعتبرون الحزب حاميا لهم، بدأوا يتململون من تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، كما أن الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت منذ عام 2019 ألقت الضوء على حجم السخط الشعبي من الطبقة السياسية اللبنانية بأكملها، بما في ذلك حزب الله.
تآكل النفوذ السياسي والعسكري
على المستوى السياسي، يجد حزب الله نفسه في موقف صعب، فالتحالفات التي نسجها الحزب مع قوى سياسية مختلفة داخل لبنان بدأت تتزعزع، خاصة مع تصاعد الضغوط الدولية والإقليمية عليه.
فقدان نصر الله يمكن أن يعمق هذه الفجوة، ويترك الحزب في حالة من التخبط السياسي، وفي غياب شخصية قوية مثل نصر الله، قد لا يكون الحزب قادرا على الحفاظ على تماسكه الداخلي، لا سيما مع تزايد الضغط الدولي والإقليمي لتجريده من أسلحته ودمجه في الحياة السياسية اللبنانية كحزب مدني بحت.
وعلى الصعيد العسكري، ورغم الإمكانات الكبيرة التي يمتلكها "حزب الله"، فإن استمراره في التصعيد مع إسرائيل قد يكون مكلفا للغاية.
الخسائر في القيادة، إضافة إلى استهداف بنية الحزب التحتية من قبل إسرائيل، قد تحد من قدرته على تنفيذ عمليات كبيرة مستقبلا. هذا التصعيد قد يضطر الحزب إلى تبني استراتيجية دفاعية أكثر تحفظًا، خاصة إذا فقد زعامته المركزية
هل يعيد الحزب تقييم استراتيجيته؟
الأسئلة تطرح حول ما إذا كان الحزب سيعيد تقييم موقفه واستراتيجيته بعد هذه الضربات، فقد يجد "حزب الله" نفسه مضطرًا لتقليل التصعيد العسكري والتركيز على إعادة بناء قيادته الداخلية، وربما محاولة تقليل التوتر مع إسرائيل للحفاظ على وجوده في الساحة اللبنانية والإقليمية.
مستقبل مجهول وتحديات كبرى
في ظل هذه الأوضاع، يبدو أن "حزب الله" مقبل على مرحلة من عدم الاستقرار. مقتل حسن نصر الله، إن تأكد، سيشكل ضربة قوية قد تفتح الباب أمام صراعات داخلية حول القيادة وخيارات المستقبل.
قدرة الحزب على البقاء والتكيف مع الظروف الجديدة تعتمد بشكل كبير على من سيخلف نصر الله وكيف سيتمكن من توحيد الصفوف في هذه الأوقات العصيبة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.