رئيس التحرير
عصام كامل

ساخرون، حكاوي زمان.. أحمد رجب يروى قصة النكت السياسية من فرقة الراقصات إلى يسقط الحمار

حكاوى زمان، فيتو
حكاوى زمان، فيتو

فى كتابه “أى كلام“ كتب الكاتب الساخر أحمد رجب مقالا عن النكت قال فيه: عندما تنطلق حرية التعبير وتوجد صحافة الرأى الآخر تكتب ما تشاء وتنكت كما تريد بالكلمة والكاريكاتير، فإن النكت السياسية والهمسات الضاحكة تختفى من أفواه الناس لتتخذ مسارها الطبيعى عبر الإعلام العلنى.

 
وعندما تقال النكتة السياسية عبر الراديو أو الصحيفة أو التليفزيون فإنها تصل إلى كل الناس وتصبح قديمة بعد ذلك لا يرددها أحد، لكن عندما تكون النكتة فولكلورية مصدرها الشعب فإنها تصبح معمرة وتعيش زمنا طويلا حتى تصل إلى الناس فردا فردا عن طريق الهمس. 


وتختلف النكت الشعبية من شعب إلى آخر فهناك نكتة مثلا تتناول جنون بعض حكام العالم الثالث بالأوسمة والنياشين التى ترصع البدلة العسكرية، فعلى سبيل المثال قيل إن عيدى أمين ملأ بدلته بالنياشين ولم يبق فيها إلا مكان واحد لو وضع فيه نيشانا جديدا فسوف يتعذر عليه الجلوس.


وهناك نكت تتناول الشعارات التى ترفع وتبعد عن الواقع تماما، كتلك النكتة التى تقول إن بريجينيف دعا والدته لزيارة الكرملين فلما رأت العظمة التى يعيش فيها قالت له "إنك ياولدى تعيش حياة رائعة حقا ولكن ماذا ستفعل لو عاد الشيوعيون إلى الحكم؟".. 

 

وعن أهل الخبرة وأهل الثقة يقولون إن خروشوف بعد زيارته لباريس أوائل الستينيات أمر بتكوين فرقة راقصة، فلما انتقدوا الفرقة الجديدة قال خروشوف إن الراقصات فيها من أشد عضوات الحزب إخلاصا وإنهن من مؤسسات الحزب عام 1917.


وعن جنون الطغيان تحكى النكتة عن ستالين الذى اختلف مع أرملة لينين فهددها بتعيين أرملة أخرى للينين، وهناك نكتة ظل بريجينيف يرويها بنفسه نقلا عن الشعب الروسى وتقول النكتة إن مواطنا مثل أمام المحكمة بتهمة الهتاف فى الميدان الأحمر قائلا: يسقط بريجينيف الحمار، فعاقبته المحكمة بسنة سجن لأنه هتف بسقوط بريجينيف، وبعشرين سنة سجن لأنه أذاع سرا من أسرار الدولة. 

 


هكذا تعيش النكتة الشعبية وتعمر، ولكن النكت المكتوبة علنا يتوقف ترديدها بعد نشرها، فمثلا كتب الكاتب الأمريكى الساخر آرث يوكوالد ينتقد غباء السياسة الأمريكية فقال إن الأمريكان مكروهون في كل البلاد بسبب تخبط السياسة الخارجية وغباوتها، لكن هناك بلدا واحدا استوائيا فى أمريكا الجنوبية هو مانجارو كان سعيدا جدا بالأمريكان، وأصبحت حكومة مانجارو تطلب كل شهر ألوف الخبراء الأمريكيين ثم تبين أن مانجارو شعبا وحكومة من أكلة لحوم البشر.

الجريدة الرسمية