صراع على حافة الهاوية.. أسباب تخوف إسرائيل من الاجتياح البري للبنان.. قلق في تل أبيب من قدرات حزب الله.. والتهديدات الجغرافية تعيق تحركات الاحتلال
بعد التصريحات العنترية التي أطلقها مسئولون إسرائيليون حول إمكانية اجتياح لبنان بريا، وجدت إسرائيل نفسها محاصرة بين خيارين صعبين، إما شن عملية برية واسعة النطاق في لبنان مع المخاطرة بالتورط في حرب استنزاف طويلة، أو الاكتفاء بالضربات الجوية والمساعي الدبلوماسية لاحتواء الموقف، خاصة أن حزب الله يمتلك اليوم قدرات دفاعية وهجومية متقدمة، بالإضافة إلى دعم شعبي وميداني، مما يجعل أي هجوم بري إسرائيلي محفوفا بالمخاطر.
الجنرال هرتسي هاليفي، رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، صرح بأن الغارات الجوية في لبنان ستستمر بهدف تدمير البنية التحتية لحزب الله، وأشار إلى إمكانية تحضير القوات الإسرائيلية لعملية برية محتملة.
تزامنًا مع هذه التصريحات، أفادت مصادر مطلعة بأن الولايات المتحدة تقود جهودًا دبلوماسية في محاولة لإنهاء القتال في كل من غزة ولبنان، ويتم مناقشة التفاصيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
التكتيكات الدفاعية المتقدمة لحزب الله
ورغم التهديدات المستمرة من إسرائيل بـ الاجتياح البري، فإنها لم تتمكن من تنفيذ هذا التهديد على أرض الواقع لعدة أسباب، وأحد أهم هذه الأسباب هو القوة العسكرية المتزايدة لحزب الله، والذي بات يمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ المتطورة والمسيّرات، بالإضافة إلى تكتيكات القتال المتقدمة التي اكتسبها مقاتلوه خلال مشاركتهم في الحرب السورية.
من الأسلحة الجديدة التي باتت تشكل تهديدا كبيرا على القوات الإسرائيلية صاروخ "الماس 1"، والذي يمتلك قدرة فائقة على استهداف الدبابات والمدرعات بدقة عالية حتى في المناطق الوعرة، وهذا السلاح، بالإضافة إلى الصواريخ الثقيلة والطائرات المسيرة الانتحارية التي يمتلكها حزب الله، تشكل تحديًا كبيرًا لأي عملية برية قد تفكر إسرائيل في شنها.
تاريخيا، كانت إسرائيل قد نفذت اجتياحا بريا لجنوب لبنان في عام 2006 بهدف دفع قوات حزب الله شمالا، إلا أن العملية باءت بالفشل، حيث تكبدت القوات الإسرائيلية خسائر فادحة نتيجة لتكتيكات حرب العصابات التي تبناها حزب الله، وكذلك بسبب استخدامه للصواريخ المضادة للدبابات التي تمكنت من تدمير عدد كبير من الدبابات الإسرائيلية، ومن ثم، فإن المخاوف من تكرار هذا السيناريو تشكل عائقًا أمام تنفيذ عملية برية جديدة.
ومنذ حرب لبنان عام 2006 طور حزب الله قدراته العسكرية بشكل كبير، واكتسب مقاتلوه خبرة قتالية متقدمة بعد مشاركتهم في الحرب السورية إلى جانب قوات النظام والقوات الروسية والإيرانية، وبات حزب الله يستخدم تكتيكات حرب العصابات، التي تجعل من الصعب على الجيش الإسرائيلي تحقيق تقدم سريع على الأرض، وهذه التكتيكات تشمل الهجمات المباغتة، الكمائن، استخدام الأنفاق، وزرع الألغام، بالإضافة إلى الصواريخ الموجهة ضد الدبابات.
الترسانة الصاروخية الضخمة
يمتلك حزب الله ترسانة صاروخية هائلة، تُقدر بحوالي 150 ألف صاروخ، بما في ذلك صواريخ متطورة مضادة للدروع مثل صواريخ "الماس" و"كورنيت"، هذه الصواريخ تمنحه قدرة كبيرة على استهداف القوات الإسرائيلية المتقدمة، وإلحاق خسائر جسيمة بها، كما أن حزب الله يستخدم الطائرات المسيرة الحديثة لضرب أهداف استراتيجية داخل إسرائيل، ما يعزز من قدراته الهجومية والدفاعية.
التهديدات الجغرافية
الجغرافيا اللبنانية، خاصة في الجنوب، جبلية ووعرة، مما يعقد أي تقدم بري للجيش الإسرائيلي، كما أن المناطق التي يسيطر عليها حزب الله مزروعة بكمائن وألغام ومخابئ تحت الأرض، وهو ما يجعل من الصعب على القوات الإسرائيلية اختراقها بدون تكبد خسائر كبير، إضافة إلى ذلك، يعتمد حزب الله على الحاضنة الشعبية المحلية في الجنوب اللبناني، التي توفر دعما لوجستيا واستخباراتيا للمقاومة.
الخوف من حرب استنزاف طويلة
إسرائيل تدرك أن أي هجوم بري على لبنان سيقود إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، على غرار ما حدث في غزة. حزب الله أثبت قدرته على الاستمرار في قتال طويل الأمد ضد الجيش الإسرائيلي، وذلك بسبب تموضعه الاستراتيجي وتدريبه العسكري. مثل هذه الحرب قد تؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي وتضر بموقف إسرائيل السياسي والدولي.
التكلفة السياسية والدبلوماسية
الهجوم البري على لبنان قد يؤدي إلى انتقادات دولية واسعة لإسرائيل، خاصة إذا ما تسببت العمليات العسكرية في مقتل أعداد كبيرة من المدنيين أو تدمير البنية التحتية في لبنان. الولايات المتحدة وأوروبا وحتى بعض الدول العربية تسعى للضغط على إسرائيل لتجنب تصعيد أكبر، قد يجر المنطقة كلها إلى حرب شاملة.
الرد الانتقامي المتوقع من حزب الله
إسرائيل تعلم أن أي عملية برية ضد حزب الله ستقابل برد عنيف من الحزب، وأعلن حزب الله بوضوح أنه سيستخدم كل ما لديه من ترسانة صواريخ لضرب العمق الإسرائيلي، بما في ذلك استهداف تل أبيب ومدن رئيسية أخرى. الخسائر التي قد تتكبدها إسرائيل جراء هذه الهجمات تجعل القادة الإسرائيليين يترددون قبل اتخاذ قرار بالتصعيد البري.
التحديات الداخلية في إسرائيل
إسرائيل تواجه أيضًا تحديات داخلية، بما في ذلك الانقسام السياسي، الاحتجاجات ضد الحكومة، وقضايا اجتماعية أخرى. شن حرب برية واسعة النطاق قد يزيد من حالة التوتر الداخلي، خاصة إذا ما بدأت إسرائيل في تكبّد خسائر كبيرة في صفوف جنودها. الشعب الإسرائيلي أصبح أقل ميلًا لدعم حروب طويلة ومعقدة، خاصة بعد تجارب غزة ولبنان السابقة.
وأخيرا.. الموقف الحالي بين إسرائيل وحزب الله يشهد تصعيدا خطير ا، ولكن يبدو أن الطرفين يعلمان تمامًا أن أي مواجهة شاملة قد تكون كارثية. إسرائيل تتجنب الاجتياح البري خوفًا من رد فعل حزب الله المدمر، بينما يستمر الحزب في توجيه الضربات بهدف استنزاف إسرائيل واستعراض قوته. ومع ذلك، فإن الجهود الدبلوماسية مستمرة في محاولة لاحتواء الوضع قبل أن يخرج عن السيطرة.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.