زغلول صيام يكتب: كل يوم حكاية مع وزير شباب ورياضة.. الدكتور علي الدين هلال (2)
بعيدا عن الصخب الحادث في الوسط الرياضي حول أمور كثيرة، سواء السوبر الإفريقي بين الأهلي والزمالك في الشقيقة المملكة العربية السعودية ومين أكل إيه ومين شرب إيه… وكذلك راتب البرازيلي ميكالي المدير الفني الجديد لمنتخب الشباب… والسوبر المصري هيتلعب إمتى في الإمارات… وأيضا بعيدا عن مراكز الشباب التي تحولت إلى قاعات أفراح وغيرها من الأخبار اليومية… أتابع ما بدأته أمس عن حكايات عن وزراء شباب ورياضة سابقين… عن إنجازاتهم وأخطائهم … لأن الكرسي لا يدوم وتظل الذكرى الطيبة هي الدائمة.
الدكتور علي الدين هلال
في أواخر أيام الدكتور عبد المنعم عمارة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة بدأ التضييق عليه من قبل الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء آنذاك، وغلت يده في استمرار سياسته حتى بلغ سن المعاش القانونية وجاءت وزارة جديدة.
كان اختيار الدكتور علي الدين هلال أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية وزيرا للشباب والرياضة بعد أن تم اعتمادها وزارة بدلا من مجلس أعلى… كان الاختيار مثار صدمة كبيرة لناس كثيرين، كنت واحدا منهم… كيف لأستاذ سياسة أن يتولى منصب وزير شباب والرياضة… وكلام كثير، ولكن إحقاقا للحق رتب الدكتور علي الدين هلال البيت من الداخل وفق أسلوب علمي… تولى هلال الوزارة في نهاية تسعينيات القرن الماضي وكانت مصر غائبة تماما عن منصات التتويج في الدورات الأولمبية وآخر ميدالية حققها البطل محمد علي رشوان في أولمبياد لوس أنجلوس 84.
اهتم بمشروع البطل الأولمبي واهتم بالأبطال الرياضيين واستعان بأفضل الخبراء الوطنيين للقيام بالمهمة ونجحت مصر في تحقيق المعجزة الرياضية بإحراز خمس ميداليات في أولمبياد أثينا 2004 مرة واحدة بعد غياب دام 20 عاما بالتمام والكمال… هذا عن الرياضة بصفة عامة فماذا عن كرة القدم؟!!
في كرة القدم كانت مرحلة مثل تلك التي نمر بها الآن، لا متميزين أفريقيا ولا عالميا وخرج المنتخب الوطني من الدور الأول للأمم الأفريقية في تونس 2004… تم الضغط على مجلس اللواء حرب الدهشوري لتقديم الاستقالة وتم اختيار مجلس بقيادة الكابتن عصام عبد المنعم ومن بين أعضائه -الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة الحالي -لإدارة الأمور ومن بين ما فعله الكابتن عصام عبد المنعم وضع أساس الطفرة الكروية باختيار جهاز فني بقيادة المعلم حسن شحاتة الذي صنع الملحمة خلال ست سنوات ووصل بالمنتخب الوطني إلى التصنيف التاسع على مستوى الفيفا.
لم يكن هذا هو الإنجاز بل إن الرجل بنى على ما استلمه من الدكتور عمارة واهتم بمنتخبات الشباب والناشئين ولم يهملهم فكانت النتيجة العظيمة أول وآخر ميدالية في مونديال الشباب بالأرجنتين 2001 تحت قيادة الكابتن شوقي غريب ثم حقق المعلم حسن شحاتة بطولة الأمم الأفريقية للشباب عام 2003.
سقطة الوزير هلال
كعادة العنصر البشري لا بد أن تكون هناك سقطات، ولكن مع الوزير علي الدين هلال كانت السقطة الكبرى عندما استمع لأحاديث الشياطين واستجاب لرغبات عبده مشتاق وقرر إقحام مصر في تقديم ملف لاستضافة مونديال 2010 الذي قرر الفيفا إسناده لأفريقيا وكانت الطامة في الحصول على صفر المونديال رغم نصائحنا المتكررة بعدم جاهزية مصر وأن اللعبة لا نجيدها فكان قرار رحيله مع أول تعديل وزاري ولم يفرح بما حققه من خمس ميداليات وعزف السلام الوطني في الأولمبياد بعد أكثر من نصف قرن.
متع الله الدكتور علي الدين هلال بالصحة والعافية الذي قدم خدمات جليلة للرياضة والشباب وهو الذي لم يكن له دراية بألاعيبها ولا دهاليزها، ولكنه تعامل معها بمنطق أنها مشروع قومي.
عموما كانت تلك لمحة سريعة عن وزير شباب ورياضة في مرحلة صعبة… أما مناسبة الكلام إيه… لا أعرف ولكن وجدت أن الوقت الحالي يحتاج إلى اجترار الماضي علنا نستفيد منه في المستقبل.
في الحلقة القادمة نتحدث عن مهندس الرياضة المصرية حسن صقر الذي حصد إنجازات تعد ولا تحصى وترك لنا ذكريات جميلة بعد أن دخل معارك كثيرة خرج منها منتصرا لأنه ابن من أبناء الرياضة فهم دهاليزها ودروبها… انتظرونا