رئيس التحرير
عصام كامل

خبير يكشف الأطماع الإثيوبية في منطقة القرن الإفريقي

القرن الافريقى، فيتو
القرن الافريقى، فيتو

قال الدكتور محمد فؤاد رشوان، الخبير بالشأن الإفريقي بمركز ايجيبشن للدراسات الاستراتيجية، إن  تصريحات السفير الإثيوبي السابق بروك هايلو، اثارت جدلًا واسعًا على الساحة السياسية الإفريقية والدولية، مشيرًا إلى أن إثيوبيا تريد عمل منطقة عازلة داخل الصومال، والاستيلاء على أراضي بها.

كما كشف عن قيام إثيوبيا بتدريب آلاف الانفصاليين الصوماليين، معتبرًا إياهم الذراع العسكري الذي سيساعد إثيوبيا في سيناريو الحرب المحتملة.

 


 

التعقيداتها الجيوسياسية والعرقية والدينية بالقرن الافريقى 

 

واكد فى فؤاد تصريح لفيتو أن منطقة القرن الإفريقي تعرف بتعقيداتها الجيوسياسية والعرقية والدينية، حيث تضم دولًا تواجه تحديات داخلية وصراعات حدودية عميقة ومن هذه الدول الصومال، السودان، وإريتريا، إلى جانب إثيوبيا، التي تمثل أحد أكبر اللاعبين في المنطقة وفي هذا السياق، يعد تصريح السفير الإثيوبي السابق، حول المخطط الإثيوبي، هو خطوة مثيرة للقلق، ويمكن أن تكون لها تداعيات كبيرة على استقرار المنطقة بأكملها.
 

 

طموحات إثيوبيا في الصومال


وواصل حديثة قائلا: تعتبر الصومال دولة ذات وضع غير مستقر تاريخيًا نتيجة الحرب الأهلية التي بدأت منذ عام 1991، حيث تعاني من صراعات داخلية بين الفصائل السياسية والمسلحة إلى جانب تهديدات متكررة من تنظيمات متطرفة مثل حركة شباب المجاهدين، لذا تسعى إثيوبيا إلى السيطرة على العديد من المناطق في الصومال لخدمة أهدافها الجيوسياسية بالتواجد الفعال على ساحل البحر الأحمر مهما كلفها الأمر، وعدم الرضوخ لشروط الدول الساحلية التي تقوم إثيوبيا بالاعتماد عليها فى حركة التجارة سواء بالتصدير والاستيراد.

وتابع: كما تسعى لإنشاء “منطقة عازلة” داخل الصومال، وهو ما يعتبر خطوة تحمل أبعادًا متعددة، منها إدعاء إثيوبيا بأن عزل هذه المنطقة يهدف إلى حماية حدودها من التهديدات الإرهابية أو الانفلات الأمني في الصومال، وهو تفسير يمكن أن يستخدم لتبرير التدخل العسكري الإثيوبي في الصومال.
 

 

اثيوبيا ترسل اسلحة الى بونتلاند 

المخطط سيضع الصومال في موقف أكثر هشاشة

 

وأكد أنه تسعى إثيوبيا إلى السيطرة على بعض المناطق فى الصومال، الأمر الذي قد يتسبب في تفاقم التوترات بين البلدين، لا سيما في ظل التعقيدات القبلية والمناطقية في الصومال، وهذا قد يؤدي إلى نشوء صراعات جديدة بين الحكومة المركزية الصومالية والفصائل المحلية التي قد ترى في هذا التدخل انتهاكًا للسيادة الوطنية أما عن التداعيات السياسية، فإن تنفيذ هذا المخطط سيضع الصومال في موقف أكثر هشاشة، حيث قد يؤدي إلى تعزيز دور إثيوبيا كلاعب رئيسي في الشؤون الداخلية للبلاد، ما قد يعمق حالة الانقسام الداخلي، في الوقت نفسه، قد تستفيد التنظيمات المتطرفة مثل “حركة الشباب” من هذا الوضع، حيث يمكنها تقديم نفسها كمدافع عن السيادة الوطنية ضد التدخل الإثيوبي.
 

الصومال واثيوبيا 

 

المخطط الاثيوبى  في السودان:


ةالسودان وإثيوبيا لديهما تاريخ طويل من التوترات الحدودية، خاصة في مناطق مثل “الفشقة” التي تعتبر نقطة نزاع مستمر، فالسودان الذي يعاني من اضطرابات داخلية منذ فترة طويلة، قد يجد نفسه في مواجهة مباشرة مع إثيوبيا، إذا سعت الأخيرة لتنفيذ خططها التوسعية.

ووفقا للمراقبين، تسعى إثيوبيا إلى الصراع على الأراضي الخصبة، حيث تعتمد بشكل كبير على الزراعة، إلى تأمين مزيد من الأراضي الزراعية الخصبة مثل منطقة الفشقة، على سبيل المثال.

وإن توسيع النزاع الحدودي مع السودان له العديد من الانعكاسات السياسية التى قد تؤدي إلى زعزعة استقرار العلاقات الثنائية بشكل كبير، فالسودان التي تعاني من تحديات داخلية، قد يجد نفسه في موقف لا يسمح له بمواجهة إثيوبيا بشكل فعال، مما قد يؤدي إلى تقديم تنازلات سياسية أو قبول واقع جديد يفرضه الجانب الإثيوبي وبالتالي، قد تدفع هذه التوترات بالسودان إلى تعزيز تحالفاتها الإقليمية، كذلك توسيع دوائر علاقاته مع دول أخرى في المنطقة، تعتبر إثيوبيا خصمًا استراتيجيًا، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد أكبر في التوترات الإقليمية.
 

طموحات فى إريتريا:


وتعتبر إريتريا من الدول التي لديها تاريخ طويل من الصراعات مع إثيوبيا، منذ استقلالها في عام 1993، وبالرغم توقيع اتفاقية سلام بين البلدين في عام 2018، إلا أن العلاقات لا تزال هشة، توسع إثيوبيا في إريتريا أو محاولتها السيطرة على مناطق معينة فيها،- قد يعيد إحياء الصراع بين البلدين.

ووفقا للمحللين، فإن إثيوبيا تسعى فى إطار مخططها للوصول بمنفذ بحري إلى البحر الأحمر،- إلى وجود قاعدة عسكرية لها، تساعدها فى بسط نفوذها على الإقليم، وفى حال فشل مخططها فى الصومال، فهي تسعى إلى السيطرة على مينائي عصب ومصوع، باعتبارهما المنفذين التاريخين اللذان اعتمدت عليها إثيوبيا طول فترة احتلالها للأراضي الإريترية وحتى الاستقلال.

وبالتالي، فإن محاولة إثيوبيا للسيطرة على أراضٍ في إريتريا، سيمثل استفزازًا كبيرًا للحكومة الإريترية، وهو ما قد يؤدي ذلك إلى إعادة إشعال الصراع الذي دام لسنوات بين البلدين، هذا الصراع قد يؤدي إلى تداعيات كارثية، لا سيما في ظل التاريخ الدموي بين البلدين.

أما من ناحية الأوضاع الداخلية، فمن المعروف أن إريتريا تعاني من عزلة دولية واقتصادية كبيرة، ويحكمها نظام سياسي صارم، لذا فإن أي تهديد خارجي من إثيوبيا قد يؤدي إلى تعزيز قبضة النظام الإريتري على السلطة من خلال استخدام “الخطر الخارجي” كوسيلة لتبرير القمع الداخلي.

ومن المحتمل أن يؤدي تنفيذ إثيوبيا لمخططاتها التوسعية في القرن الإفريقي، إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي بشكل كبير، فالدول المعنية تعاني بالفعل من تحديات داخلية كبيرة، وهذا التدخل الإثيوبي قد يؤدي إلى إشعال مزيد من الصراعات الحدودية والنزاعات المسلحة.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
 

الجريدة الرسمية