رئيس التحرير
عصام كامل

أمير قطر: العدوان على غزة أطلق رصاصة الرحمة على المصداقية الدولية

الأمير تميم، فيتو
الأمير تميم، فيتو

أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من عدوان إسرائيلي هو "الأشد همجية وشراسة".

أمير قطر يصف العدوان على غزة بالفضيحة الكبرى

وقال أمير قطر: إن عدم التدخل لوقف هذا العدوان على غزة "فضيحة كبرى"، مؤكدا كذلك أن "الحرب الوحشية" الجارية في القطاع "أطلقت رصاصة الرحمة على المصداقية الدولية".

كما تحدث أمير قطر، عن العدوان الإسرائيلي على لبنان واعتبر أن "تفجير وسائل الاتصالات اللاسلكية دون تحديد هوية أو مكان تواجد المستهدفين جريمة كبرى"، ودعا الشيخ تميم كذلك إلى وقف القتال في السودان مؤكدا دعم قطر للجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الصراع.

نص كلمة أمير قطر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

بـسـم الله الــرحـمـن الـرحـيــم الحضور الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يطيب لي في البداية أن أهنئ سعادة السيد فيليمون يانغ على توليه رئاسة الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة، متمنيا له التوفيق في مهامه، وأعرب عن التقدير لسعادة السيد دينيس فرانسيس، على جهوده في رئاسة الدورة السابقة، ونثمن الدور البارز الذي يقوم به سعادة السيد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة في تعزيز دورها وتحقيق أهدافها السامية.

 

السيد الرئيس، إن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة اليوم من عدوان سافر هو الأشد همجية وبشاعة والأكثر انتهاكا للقيم الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية. ليست هذه حربا بمفهوم الحرب المعروف والمتداول في العلاقات الدولية، بل هي جريمة إبادة بأحدث الأسلحة لشعب محاصر في معسكر اعتقال لا مهرب فيه من وابل القنابل الذي تلقيه الطائرات.

 

لقد استنفذت القرارات والإدانات والتقارير، ولم يبق سوى الجريمة العارية المتواصلة مع سبق الإصرار، ومن دون روادع، وضحاياها من الأطفال والنساء وكبار السن.

 

نحن نعارض العنف والتعرض للمدنيين الأبرياء من أي طرف كان، ولكن بعد مرور عام على الحرب، ومع كل ما ارتكب ويرتكب فيها، لم يعد ممكنا الحديث عن حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها في هذا السياق من دون التورط في تبرير الجريمة. لم يعد بوسع أي مسؤول الادعاء أنه لا يعلم، فالحقائق معروفة والتقارير عن قصف المدارس والمستشفيات واستخدام الغذاء والدواء سلاحا تصدر عن منظمات دولية، ونوايا القادة الإسرائيليين منشورة وتقال على رؤوس الأشهاد. ولذلك فإن عدم التدخل لوقف العدوان هو فضيحة كبرى.

القضية الفلسطينية وغياب العدالة الدولية 

السيدات والسادة، في كل عام أقف على هذا المنبر وأبدأ كلمتي بالحديث عن قضية فلسطين، وغياب العدالة ومخاطر الاعتقاد أنه يمكن تجاهلها، وأوهام السلام من دون حلها حلا عادلا. فعلت ذلك كل عام في الوقت الذي باتت فيه قضية فلسطين تغيب عن خطابات ممثلي قوى رئيسية في عالمنا. ثمة من يغريه احتمال تهميش هذه القضية والاستراحة من همها أو زوالها من دون حلها. لكن قضية فلسطين عصية على التهميش، لأنها قضية سكان أصليين على أرضهم يتعرضون لاحتلال استيطاني إحلالي. وبات هذا الاحتلال يتخذ شكل نظام فصل عنصري في القرن الحادي والعشرين. فهل يمكن تجاهل ذلك؟ لن تزول قضية فلسطين إلا في حالتين، زوال الاحتلال، أو زوال الشعب الفلسطيني، ويبدو أن في إسرائيل من يمني النفس بالقضاء على هذا الشعب.

 

إن العدوان الإسرائيلي المستمر منذ قرابة عام ليس إلا محصلة غياب إرادة سياسية صادقة، وتقاعس دولي متعمد، عن حل القضية الفلسطينية حلا عادلا، وإصرار السلطات الإسرائيلية المحتلة على فرض الأمر الواقع على الفلسطينيين والعالم بكل أنواع القوة. لقد أطلقت الحرب الوحشية الجارية رصاصة الرحمة على الشرعية الدولية، وألحقت أضرارا فادحة بمصداقية المفاهيم التي قام على أساسها المجتمع الدولي بعد الحرب العالمية الثانية.

 

وكأن النتائج الوخيمة لهذا النهج والماثلة أمام أعيننا لا تكفي لإثبات أن تجاهل الحل العادل يقود إلى الكارثة، نكتشف غير مصدقين أن البعض ما زال يحاول البحث عن تدابير مبتكرة لإدارة غزة بعد الحرب، بسلطة أو من دون سلطة، من منطلقات أمنية فحسب (والمقصود بالطبع أمن الاحتلال لا أمن الرازح تحت الاحتلال). إنها نفس طريقة التفكير التي قادت من كارثة إلى أخرى. إنه النهج الذي يريد تفصيل المنطقة كلها على قياس إسرائيل، ويبحث عن طرق التفافية لتجنب إنهاء الاحتلال وفرض حكم شعب على شعب آخر بالقوة.

 

أيعقل أنه حتى بعد هذه الكارثة، لم تستنتج الدول الكبرى ذات القدرة على التأثير في سير الأحداث ضرورة وقف الحرب والتوجه إلى الحل العادل على الفور بدلا من التفنن في الصياغات للتهرب منه؟ إن زوال الاحتلال وممارسة الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير ليس منة أو مكرمة من أحد.

 

ومن المؤسف أن يفشل مجلس الأمن في تنفيذ قراره بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، أو يمتنع عن منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة على الرغم من اعتماد الجمعية العامة في شهر مايو الماضي قرارا يدعم طلب فلسطين لهذه العضوية.

 

ليس حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة تحقيقا لسيادتها أو تصفية للاحتلال، ولكنه على الأقل يرسل رسالة لحكومة اليمين المتطرف الضالعة في تحدي الشرعية الدولية بأن القوة لا تلغي الحق. والحديث عن إضرار مثل هذه الخطوة بعملية السلام هو ذر للرماد في العيون، فلا يوجد شريك إسرائيلي للسلام في عهد الحكومة الحالية، ولا تجري عملية سلام، بل عملية إبادة. وفي هذا الصدد نثمن عاليا موقف الدول التي اعترفت بدولة فلسطين على حدود عام 1967.

 

إن استمرار المأساة الإنسانية للشعب الفلسطيني الشقيق منذ أكثر من سبعة عقود ونصف يعد وصمة عار في جبين المجتمع الدولي ومؤسساته. ولا معنى لأي حديث عن الأمن والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره إذا لم ترافقه خطوات عينية تقود إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي العربية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

 

الجريدة الرسمية