"فتاة طنجة" تفتح ملف التحرش الجنسي من جديد وتشعل ثورة الغضب، حوادث فتاة العتبة والتحرير والمنصورة هزت المجتمع المصري، وخديجة المغربية تعرضت للتشويه، وواقعة البرلماني التونسي الأسوأ
هزت حادثة التحرش الجماعي بـ "فتاة طنجة"، العالم العربي، حيث أظهر الفيديو المتداول للفتاة مشاهد صادمة، بعد أن تحرش بها ما يقرب من 10 من الشباب والأطفال، الذين "طاردوها وتحرشوا بها، وكانت حجتهم أنها كانت تسير في الشارع بملابس قصيرة ومثيرة"، هكذا قال شهود عيان، ولم يقم أحد من المارة بالتدخل لإنقاذ الفتاة من بين أيديهم أو الدفاع عنها.
التحرش بفتاة طنجة يثير غضب العالم العربي
مقطع فيديو فتاة طنجة أثار جدلًا واسعًا في أنحاء الدول العربية، وتصدر التريند، حيث تعرضت فتاة ترتدي ملابس قصيرة لـ تحرش جماعي في شوارع مدينة طنجة، وأثار الحادث استنكارًا واسعًا بين النشطاء، مع دعوات لاتخاذ إجراءات صارمة ضد المعتدين.
وفتح التحرش الجماعي بـ"فتاة طنجة"، ملف التحرش الجماعي، الذي أصبح ظاهرة صادمة تثير غضب المجتمعات العربية، والذي بدأ في أواخر التسعينات من القرن الماضي، وتصاعد في العديد من الدول العربية، وسط مطالبات بإيجاد حلول رادعة للقضاء على ظاهرة التحرش في البلدان العربية.
فتاة التحرير هزت المجتمع المصري
بدأ أول المشاهد الصادمة للتحرش الجماعي في مصر وخاصة في نهار رمضان 1998، في الحادثة المعروفة إعلاميا باسم "فتاة العتبة"، والتي هزت المجتمع المصري بأكمله، عندما التف عدد من الشباب حول فتاة في منطقة "العتبة"، وسط القاهرة، وفصلوها عن محيطها ثم طرحوها أرضا وتحرشوا بها جسديا حتى الاغتصاب، وأحدثت القضية ضجة كبيرة في المجتمع المصري، وبادرت بعض الفنانات ومنهم الراحلتان أمينة رزق ونادية لطفي بزيارة الفتاة في منزلها، لدعمها وتخفيف شعورها بوصمة العار، وكانت المفاجأة براءة جميع المتهمين في تلك القضية!
لم يكد المجتمع المصري يتعافي من واقعة فتاة العتبة، حتى جاءت واقعة الفنانة دينا، ففي عام 2006، وفي ليلة عيد الفطر، حيث تخلو الشوارع نوعيًا من السيارات، كانت منطقة أخرى وسط القاهرة تضج بالجماهير، حيث كانت الفنانة دينا تفتتح فيلمها "عليّا الطرب بالتلاتة" في سينما مترو، بمشاركة المغني الشعبي سعد الصغير وقبل الافتتاح أُقيم حفل صغير أمام السينما، في أثناء ذلك حاول العديد من الشباب الذين تجمهروا أما السينما، التحرش بالفنانة "دينا"، لكن قوات الأمن منعتهم من الوصول إليها.
السيسي يعتذر لفتاة التحرير
وفي عام 2014، شهد المجتمع المصري حالات تحرش هزته من الأعماق وأثارت غضبه، وكانت الواقعة الأشهر التي حدثت في ميدان التحرير ليلة الاحتفال بتنصيب الرئيس السيسي، حيث قام سبعة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 16 و49 سنة، بالتحرش الجماعي بطالبة تبلغ من العمر 19 عامًا في ميدان التحرير.
هزت هذه الواقعة المجتمع، وكانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، الأمر الذي جعل الرئيس السيسي يذهب للضحية معتذرًا، ويكلف الحكومة بتعديل قانون العقوبات ليشمل تشريعًا يشدد العقوبة على المتحرشين. ووصلت هذه العقوبة إلى السجن 20 سنة لبعض المتحرشين مثلما حدث مع الجناة في حادث التحرش بالتحرير.
كان من توابع التحرش بـ"فتيات التحرير" صدور أحكام رادعة بالسجن من 20 عامًا إلى المؤبد، وشغلت تلك الوقائع الرأي العام، خصوصًا بعد القبض على المتهمين بمعرفة قوات الشرطة المتواجدة هناك للتأمين.
وبعد شهر واحد من الواقعة، أُحيل المتهمون وعددهم 7 للمحاكمة الجنائية، في 4 قضايا حملت أرقام 982 و6329 و6330 و6328 لسنة 2014، وأُسندت لهم ارتكاب جرائم هتك العرض والسرقة بالإكراه والتحرش، وأثبتت التحقيقات التي باشرتها النيابة، أن المتهمين أحاطوا بالمجني عليهن، وأدخلوهن داخل داوئر مغلقة، ثم نزعوا ملابسهن... وهتكوا أعراضهن، واعتدوا عليهن.
حادث فتاة المنصورة يصدم المصريين
بعد 6 سنوات كانت مصر على موعد مع حادثة تحرش هزت المجتمع كله، ففي عام 2020، وقعت حادثة التحرش الجماعي والتي أطلق عليها حادثة "فتاة المنصورة"، والتي تسببت في حالة من الغضب بين المصريين، وظهرت فيها فتاة تتعرض لتحرش من مئات الشباب، وسط محاولات لتخليصها وتهريبها في منطقة المشاية السفلية بمدينة المنصورة محافظة الدقهلية ليلة رأس السنة.
وكانت الواقعة حدثت بمنطقة المشاية السفلية، التي تتواجد به العديد من المنشآت والنوادي، التي تشهد ازدحامًا واضحًا في الأيام العادية، ويزيد الازدحام في ليلة الاحتفال برأس السنة، حيث تجمهر مئات الشباب الذين ظهروا وهم يهرولون بشكل عشوائي، وظهر مقطع فيديو يظهر فتاة يحوطها المئات من الشباب، وسط محاولات لتخليصها، وكانت الفتاة تصرخ بشدة.
وظهرت فتاة المنصورة، في أحد المقاطع، وهي تحاول الاحتماء بأحد محال الموبايل، الذي تجمهر أمامه المئات وسط تعليقات وتحرش لفظي، قبل اضطرارها للخروج، في الوقت الذي ظل الشباب المتحرش منتظرين أمام المحل، لحين خروجها.
وحدثت واقعة التحرش بـ "فتاة المنصورة" أمام بوابة جامعة المنصورة الرئيسية، ليلة رأس السنة أمام المحلات الموجودة بمنطقة المشاية العلوية.
في العراق التحرش بالصحفيات الأشهر
ظاهرة التحرش الجماعي لم تكن قاصرة على مجتمع واحد، فهذه الظاهرة يعاني منها العديد من الدول العربية، والتي تسبب في صدمىة شديدة لدي تلك المجتمعات، وأظهرت مبادرة "أرفع صوتك" عدد من الحالات في الدولي العربية، ومنها دولة العراق، حيث أكدت أنه "لا توجد إحصائيات دقيقة عن أرقام جرائم التحرش الجنسي في العراق، بينما أفادت تقارير عدة بتعرض الكثير من الفتيات له في أماكن العمل."
وفي إحدى الدراسات، تبين أن أكثر من نصف الصحفيات في العراق عانين من التحرش الجنسي داخل المؤسسات الإعلامية، لكن قانونيًا، لم ترد لفظة "تحرش" في قانون العقوبات العراقي، ويتعامل القضاء مع التحرش تحت عنوان "الجرائم المخلّة بالحياء"
نائب برلماني يتحرش بفتاة قاصر في تونس
وفي تونس، وتحديدًا عام 2019، كشفت وزارة التربية التونسية عن نتيجة بحث ميداني، استمر ستة أشهر، كشفت فيه عن حالات التحرش الجنسي بالتلاميذ، حيث كشفت عن وجود 87 حالة شبهة تحرش بمختلف أنواعها في كافة المستويات الدراسية.
وفي عام 2019، وقعت واحدة من أشهر حوادث التحرش الجنسي في تونس، عندما قام أحد النواب البرلمانيين بالتحرش بفتاة قاصر أمام أحد المعاهد الثانوية، وتمسك النائب وقتها بحصانته رافضًا الملاحقة القضائية، ما أشعل غضب الشارع التونسي
وفي مايو 2020، تسبب التحرش الجنسي في تونس في إثارة الجدل مرة أخرى، عندما زعمت إحدى الإعلاميات المشهورات أن سليم شيبوب، صهر الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، كان يتحرش بها برسائل على "واتساب".
نساء لبنان يتعرضن للتحرش وخديجة المغربية الأبشع
وفي لبنان، وتحديدًا في ديسمبر 2023، ذكرت منظمة "اليونسيف" أن "كل النساء في لبنان تقريبًا تعرضن للتحرش الجنسي في حياتهن"، مؤكدة أن هذا النوع من العنف القائم على النوع الاجتماعي أصبح "أمرًا عاديًا في الأماكن العامة وعبر الإنترنت، وفي الأسواق والمواصلات".
وفي عام 2018، شهدت دولة المغرب حادث تحرش صادم، هز المجتمع المغربي والعالم العربي كله، عندما قام 13 شخص بالتحرش بالفتاة المغربية خديجة، 17 عامًا، وقاموا باغتصابها وتشويه جسدها، وكانت قضية التحرش بخديجة المغربية الأشهر في العالم العربي، والتي أصابته بالصدمة.
قصة خديجة المغربية كانت صادمة، حيث قام 13 أشخاص باختطاف الفتاة ذات الـ17 عامًا، واحتجزوها اغتصبوها لمدى شهرين، وتعرضت للكي، كما تم تشويه جسدها بالوشم، وتسببت قصة التعذيب الذي تعرضت له خديجة في صدمة كبيرة، وردود أفعال غاضبة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
