مصير محور المقاومة ونفوذ إيران.. تحجيم دور حماس البداية.. وحزب الله والحوثيون والفصائل العراقية المهمة الأصعب خبراء يستبعدون تخلي إيران عن حلفائها
تمر منطقة الشرق الأوسط بمرحلة حرجة، خاصة بعد المخاوف من التغيير فى الخرائط الجغرافية والسياسية على حد سواء، وتعزز هذه المخاوف زيادة منسوب الصراع فى الأراضى المحتلة، بما يهدد لتوسعة إقليمية وجر الجميع لحرب شاملة، وتعول تل أبيب على محور المقاومة المدعوم من إيران، لجلب الدعم الغربى العسكرى لصالحها فى أى معركة محتملة.
وفى ظل هذا المخطط الإسرائيلى الرامي لتصفية حركة حماس أحد الأضلاع الرئيسية فى محور المقاومة، بالإضافة إلى حزب الله اللبنانى وجماعة الحوثى اليمنية والفصائل العراقية، يظل السؤال حول مصير الفصائل الأخرى المنتشرة فى عدد من الدول العربية خصوصا أنها دخلت فى حالة اشتباك مع العدو دعما لغزة، فهل تبقى أم يطالها التفكيك.
الدكتور عبدالمنعم سعيد المفكر السياسى وعضو مجلس الشيوخ، يرى أن فكرة تحجيم دور محور المقاومة أمر صعب للغاية، ولن تتمكن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من تنفيذه خلال فترة زمنية قصيرة.
وتوقع سعيد نهاية الحركات المسلحة فى منطقة الشرق الأوسط، لعدة أسباب أبرزها، أن هذه الجماعات لا تلقى ترحيبا شعبيا فى بلدانها، كما أنها لا تحظى بأى دعم شرعى ولا يعترف بها خارجيا، إضافة إلى أنها تشكل عبئا كبيرا على موارد هذه الدول.
وأكمل، أنه ليس بالضرورة أن تكون نهاية الجماعات المسلحة فى الشرق الأوسط خاصة حزب الله والفصائل العراقية والحوثيين، على يد أمريكا أو إسرائيل، وإنما سيكون من خلال الحكومات الشرعية التى تحكم هذه الدول، وذلك لإنهاء الانقسامات وفرض السيطرة الأمنية وسيادة القانون، خاصة أن العراق واليمن ولبنان عانوا لسنوات طوال من هذه الجماعات.
واختتم الدكتور عبدالمنعم سعيد حديثه، إن إيران ليست بحاجة إلى صفقة للتخلى عن محور المقاومة، لأنها لن تفعل ذلك، قد يتراجع الدعم المادى ولكن قد تدفع هذه الحركات المسلحة إلى الاعتماد على الموارد الداخلية فى دولها سواء لبنان أو اليمن أو العراق.
فى السياق ذاته قال اللواء نصر سالم الخبير العسكرى والمحلل الاستراتيجي، إن أذرع المقاومة فى منطقة الشرق الأوسط تستخدمها إيران لصالح تحقيق مصالحها فى المنطقة، كما أن وجودها يمنع إسرائيل من ضرب إيران بشكل مباشر، ولن تستطيع إسرائيل توجيه ضربة مباشرة لإيران، إلا بعد القضاء على محور المقاومة، لأنه بإمكانه توجيه ضربة موجعة للكيان الصهيونى فى حال تنفيذ أى هجوم ضد طهران.
وتابع” سالم” أن أمريكا لا تريد أن تدخل إسرائيل فى حرب مباشرة مع إيران، لأن واشنطن لا ترغب فى التورط فى صراع مفتوح داخل الشرق الأوسط مع طهران، لذلك فهى تحرص على التوازن بين تل أبيب ومحور المقاومة، فهى لا تريد أن تقضى إسرائيل على محور المقاومة، لأنه إذا نجحت فى ذلك فستكون إيران هى الهدف الثانى وهو ما تخشاه واشنطن.
وأكمل، لهذا السبب فإن الولايات المتحدة الأمريكية لا ترغب فى القضاء على محور المقاومة بالشرق الأوسط، كما أن إسرائيل وأمريكا لهما مصالح مع جماعة الحوثي، فواشنطن قادرة على القضاء عليها ولكنها تستغلها فى تهديد الملاحة بالبحر الأحمر للتأثير على حركة الملاحة بقناة السويس وتراجع حركة السفن بها، وبالتالى تستطيع إسرائيل وأمريكا توجيه ضربة للاقتصاد المصري، ويضمن نجاح المحور الهندى الذى يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا.
وفى سياق متصل قال فادى عاكوم الباحث اللبناني، إن مستقبل محور المقاومة فى الشرق الأوسط مرهون بدرجة كبيرة بمدى الدعم الذى تقدمه إيران لهذه الجماعات المسلحة، وفى الأغلب لن تتراجع طهران لأنها تستخدم الجماعات كأداة لتحقيق أهدافها التوسعية فى منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح، أن محور المقاومة ابتدعته إيران فى الشرق الأوسط لتعزيز سيطرتها على عديد من الدول سواء سوريا أو العراق أو اليمن، وهذه الجماعات المسلحة تنتهج نهج ولاية الفقية، وتظهر انتماءها التام لطهران وليس بلدانها، كما تحظى هذه التنظيمات بدعم كامل من الحرس الثورى الإيراني، لنشر أفكار ومفاهيم الثورة الإيرانية فى منطقة الشرق الأوسط، ويسمح لطهران بالسيطرة على عواصم الدول العربية.
وتابع، إن تحجيم محور المقاومة أمر صعب للغاية، لأنها تنظيمات موجودة منذ 4 عقود، ربما قد يتم تحجيمها عبر تقديم إغراءات سياسية ومادية لها، من خلال السماح لها بالسيطرة والدخول فى الحكومات، وهذا ما تريده طهران للسيطرة على دول الشرق الأوسط والتحكم فى حكوماتها.