فوضى في المدارس الخاصة.. غول المصروفات يتحدى إمكانيات الأسر المصرية.. زيادات جنونية في الرسوم الدراسية.. وسعر اشتراك باصات الطلاب يثير غضب الأهالي
أولياء أمور: الزيادة هذا العام تخطت 30%.. وبعض المدارس الخاصة تحولت لمشاريع استثمارية
غياب الرقابة الفعالة على المدارس الخاصة، السبب الرئيسي لتوحش أرقام المصروفات
على وزارة التعليم، توعية الأهالي بحقوقهم وتقديم الدعم القانوني لهم وحمايتهم من الاستغلال
العام الدراسي الجديد، في وقت يعاني فيه المواطن المصري من ارتفاع الأسعار وتدهور الأوضاع الاقتصادية، تأتي الزيادات المتتالية في مصروفات المدارس الخاصة لتزيد من أوجاعه.
فهل أصبح التعليم سلعة تباع وتشترى؟ وهل تحولت المدارس الخاصة إلى مؤسسات تجارية تسعى إلى تحقيق أقصى قدر من الربح دون النظر إلى الظروف الصعبة التي يعيشها المواطنون؟
هذه الأسئلة وغيرها تطرح نفسها بقوة في ظل الزيادات المتكررة في مصروفات المدارس الخاصة، والتي تثير غضب واستياء الأهالي.
تشهد المدارس الخاصة في مصر حالة من الارتباك، يقابلها ثورة مكتومة بين أولياء الأمور، وذلك بسبب الزيادات الضخمة والمفاجئة في المصروفات الدراسية وأسعار باصات الطلاب، هذه الزيادات غير المتوقعة تضع الأسر أمام مأزق مالي كبير، وتثير التساؤلات حول مدى قانونية هذه الزيادات ومدى التزام المدارس باللوائح والقوانين المنظمة للتعليم الخاص.
تشير الشكاوى المقدمة من الأهالي إلى أن بعض المدارس الخاصة قامت بزيادة المصروفات الدراسية بنسب كبيرة تتجاوز في بعض الحالات 30%، وعدم الالتزام بشرائح نسبة الزيادة في المصروفات، وذلك دون أي مبررات واضحة أو إشعار مسبق للأهالي، وبالتزامن مع الزيادات في المصروفات الدراسية، شهدت أيضا أسعار باصات الطلاب بالمدارس الخاصة زيادة كبيرة، مما زاد من الأعباء المالية على الأسر.
غياب الشفافية في تحديد المصروفات، وعدم وجود معايير واضحة
من جانبها، تشكو أماني محمد، ولية أمر طالبة بإحدى المدارس الخاصة، من غياب الشفافية في تحديد المصروفات، وعدم وجود معايير واضحة لتلك الزيادات، لافتة إلى أن المدارس تستغل حاجتهم إلى التعليم الجيد لفرض هذه الزيادات، وهذه الزيادات المفاجئة تضع الأسر في أزمة مالية حادة، خاصة مع ارتفاع الأسعار بشكل عام وتدهور الأوضاع الاقتصادية، مشيرة إلى أنها تجد صعوبة في تحمل هذه الإعباء الإضافية، مما قد يجبرها على سحب أبنائها من المدارس الخاصة.
وأكدت أماني في تصريحاتها لـ “فيتو”، أنه يجب وضع آليات واضحة للرقابة على المصروفات الدراسية وأسعار الباصات، بحيث تكون هذه الزيادات مرتبطة بمعايير محددة مثل جودة الخدمات المقدمة.
ويرى إبراهيم جمال ولي أمر، أن غياب الرقابة الفعالة على المدارس الخاصة هو السبب الرئيسي وراء هذه الزيادات غير المبررة، مشيرا إلى أن بعض المدارس الخاصة تتحول إلى مشاريع تجارية، حيث تسعى لتحقيق أقصى قدر من الربح دون النظر إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المواطنون، كما أن غياب آليات واضحة لتحديد المصروفات الدراسية وأسعار الباصات يترك الباب مفتوحًا أمام المدارس لفرض الزيادات بشكل تعسفي، وتؤدي هذه الزيادات إلى زيادة العبء المالي على الأسر، مما قد يجبرها على التخلي عن التعليم الخاص لأبنائها.
زيادة أعداد الطلاب في الفصول تؤدي إلى تدهور مستوى التعليم
وتقول آلاء وجدي، ولية أمر طالب، إنه على الرغم من زيادة مصروفات المدارس الخاصة فهناك أيضا زيادة في أعداد الطلاب في الفصول، مما يؤدي إلى تدهور مستوى التعليم، وزيادة الفجوة الاجتماعية بين الأسر القادرة على تحمل هذه التكاليف والأسر التي تعاني من ضائقة مالية.
وطالبت آلاء في حديثها لفيتو بضرورة تدخل وزارة التربية والتعليم لوضع حد لهذه الزيادات غير المبررة، وتفعيل الرقابة على المدارس الخاصة، وتحديد آليات واضحة لمتابعة نسبة الزيادة في المصروفات الدراسية وأسعار الباصات، كما طالبت بضرورة توفير بدائل تعليمية جيدة بأسعار معقولة، إذ يجب على الجهات المعنية تفعيل الرقابة على المدارس الخاصة والتأكد من التزامها باللوائح والقوانين المنظمة للتعليم الخاص.
الزيادة هذا العام تخطت 30%، والمفروض أن تتراوح بين 7% إلى 10% فقط
وتقدمت مروة محمود ولية أمر طلاب بإحدى المدارس الخاصة بمحافظة الجيزة، بشكوى بسبب الزيادة الكبيرة والمفاجئة في مصاريف السنة الدراسية الحالية، والتي تتعارض مع قرار وزير التربية والتعليم بخصوص زيادة المصروفات، وكذلك لائحة المدارس الخاصة التي تنص على ألا تتجاوز الزيادة السنوية 7% إلى 10%، إلا أن الزيادة هذا العام تخطت 30%، مما يشكل عبئًا كبيرًا على ميزانياتنا الأسرية.
واضافت مروة أن هذه الزيادة غير المبررة تأتي في وقت لم نشهد فيه تحسنًا يُذكر في مستوى الخدمات التعليمية المقدمة، بل على العكس، يعاني الطلاب من تدني مستوى الخدمات، وانعدام الأنشطة، وسوء حالة الأبنية المدرسية، حيث الفصول متهالكة وفي حالة سيئة، مشيرة إلى أن الإدارة التعليمية في أكتوبر لم تتعامل بجدية مع شكاوى أولياء الأمور المتكررة، مما يزيد من شعورنا بالإحباط وعدم الرضا.
وناشدت مروة وزارة التربية والتعليم، توعية الأهالي بحقوقهم وكيفية المطالبة بها، وتقديم الدعم القانوني لهم في حالة تعرضهم للاستغلال، لافتة إلى أن مشكلة الزيادات في المصروفات الدراسية وأسعار باصات الطلاب هي قضية تتطلب حلولًا عاجلة وجذرية، ويجب على الحكومة والجهات المعنية التدخل لحماية حقوق الأهالي وتوفير بيئة تعليمية عادلة لجميع الطلاب.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.