رئيس التحرير
عصام كامل

جميل راتب.. ممثل فوق العادة.. نشأ في كنف أسرة أرستقراطية.. عمل بائعًا للخضراوات.. شارك في 7 أفلام عالمية.. وسر عدم خوفه من الموت

ذكرى رحيل الفنان
ذكرى رحيل الفنان جميل راتب

جميل راتب، فنان راقٍ قدير، هو الفنان المصرى العالمى، ممثل مختلف وصفوه بفنان فوق العادة، تتنوع أدواره قدم النصاب والبيه والباشا وقدم أدوار الخير والشر، برع فى أدواره فى المسرح والسينما والدراما، عرف بجنتل مان السينما، رحل فى مثل هذا اليوم 19 سبتمبر عام 2018.

الجنتلمان جميل راتب من عائلة أرستقراطية سياسية لها أدوار فى النضال الوطنى، فوالده وأعمامه كانوا من رواد ثورة 1919، وعمة والده كانت محررة المرأة هدى شعراوى.

من والدين مصريين وثقافة فرنسية 

ولد الفنان جميل راتب عام 1926، لأب وأم مصريين على عكس ما يشاع أنه من أصل فرنسى، حصل على جائزة التمثيل على مستوى المدارس فى مصر، درس بكاية الحقوق، وسافر إلى فرنسا لاستكمال دراستة الجامعية فى الحقوق الفرنسية، ثم التحق بمعهد التمثيل، رفضت أسرته عمله بالتمثيل وأمام إصرار قطعت الأسرة علاقته به، واضطر إلى أن يعمل فى مهن مختلفة فى بدايته، فعمل “كومبارس” ومترجما وبائعا فى سوق الخضراوات، لكن عندما شاهده والده وهو يمثل أحد الأدوار في مسرحية سياسية عن الثورة، فرح به وعانقه وقام بدعوة كل أعضاء الفرقة وقتها على العشاء، وقدم جميل بعد ذلك دورا صغيرا فى مسرحية "أوديب ملكا"، سافر بعدها إلى فرنسا لدراسة المسرح، وشارك خلال تلك الفترة فى بطولة ثلاثة أفلام تونسية من إنتاج فرنسي مصري مشترك.

جميل راتب فى فيلم لورانس العرب 


وكان أول ظهور للفنان جميل راتب فى السينما عام 1946 من خلال فيلم "أنا الشرق"، مع الفنانين حسين رياض وجورج أبيض، وشاركته فيه الممثلة العالمية كولد جيدار، وكان هو البطل الرئيسي لكن الفيلم لم يحظ بالنجاح الكبير، وعاد إلى باريس ليواصل المشاركة فى أعمال فنية هناك مسرح وسينما، وظل يعمل هناك، وكانت التجربة الثانية التي قربته من العالم العربي هو عندما طلبوه يمثل عطيل في تونس باللغة العربية الفصحى، وكان هذا شيئا صعبًا جدا على جميل راتب وقتها، لكنه اشتغل على نفسه ونجح في تأدية الدور ونجح العمل، وبدأت الشهرة العالمية والنجومية، وعاد إلى مصر مجددًا مع منتصف سبعينيات القرن العشرين.

اكتشفه فى المسرح سليمان نجيب 

في عام 1952 أصبح جميل راتب ممثلا معروفا في الوسط الفني المسرحي، وجاء إلى القاهرة للمشاركة فى تقديم إحدى المسرحيات فاكتشفه سليمان نجيب، وبدأ الظهور في السينما المصرية منذ ذلك الحين على نحو مكثف، حتى إنه خاض تجربة الإخراج المسرحى لمسرحيات ثلاث هى "الأستاذ" من تأليف سعد الدين وهبة، ومسرحية "زيارة السيدة العجوز" والتي اشترك في إنتاجها مع محمد صبحى ومسرحية "شهرزاد" من تأليف توفيق الحكيم، كما شارك فى تقديم "فيدرا" على مسارح باريس مع الفنانة القديرة سناء جميل.

أشهر أدواره فى السينما 

شارك الفنان العالمى جميل راتب في بطولة عدد كبير من الأفلام فى أدوار مختلفة منها: "كفاني يا قلب، ولا عزاء للسيدات، حب في الزنزانة، البداية، طيور الظلام، الكيف، الكداب"، أما آخر أفلامه فهو فيلم "أمس" وهو فيلم مغربى تونسى.

 

الفنان جميل راتب 

ربطت الصداقة بين الفنان جميل راتب والشاعر صلاح جاهين الذى كان شديد الإعجاب به حتى إنه هو الذى وصفه بالجنتلمان، واختاره جاهين بطلا في فيلم الكرنك في دور خالد صفوان، وبعد بدء البروفات فوجئ أن الدور سيقوم به الفنان كمال الشناوى بسبب لكنة جميل الفرنسية، وعن هذا الموقف قال الفنان جميل راتب: أتذكر أنى كنت سأمثل مع أحمد زكى فيلم الكرنك حين طلبنى صديقى صلاح جاهين ويوسف شاهين للتمثيل فيه وبعد ذلك تم تغيير الأبطال، وكنت أنا وأحمد زكى خارج الفيلم، وذلك أثر كثيرا جدا في نفسية أحمد زكى لدرجة أنه حاول الانتحار، ولكن بعد ذلك تفوق زكى على نفسه من خلال عدة أفلام قدمها.

الكداب بداية أدوار الشر 

بعدها عرض المخرج صلاح أبو سيف على جميل راتب فيلم "الكداب" الذي يعتبر البداية الفنية الحقيقية للفنان جميل راتب بمصر الذي برع في أداء دوره فيه، وكانت بداية تقديمه أدوار الشر، ثم قدمه كمال الشيخ أيضا فى فيلم على من نطلق الرصاص، وقدمه عميلا إسرائيليا فى فيلم الصعود إلى الهاوية مع مديحة كامل، وفتح له الأبواب لأعمال سينمائية كثيرة بعد ذلك لتستمر رحلة عطائه الفني وليصبح أيقونة من أيقونات السينما المصرية.

جميل راتب فى فيلم الكيف 


قام الفنان جميل راتب بالتمثيل فى سبعة أفلام عالمية لإتقانه لغات متعددة منها فيلم "لورانس العرب" عام 1962 إخراج المخرج البريطانى ديفيد لين، وإنتاج سام سبيجل وبطولة بيتر أوتول بدور لورانس، وعمر الشريف بدور الشريف على، كما قام الراحل جميل راتب بدور ماجد.


فى عام 1985 اختار المخرج يوسف شاهين الفنان جميل راتب للتمثيل في فيلم "وداعا بونابرت" وهو إنتاج مصرى فرنسى مشترك، وشارك فى بطولته ممثلون مصريون وفرنسيون، كان أبرزهم جميل راتب، ميشال بكول، محسنة توفيق، باتريس شيرو وتحية كاريوكا.

أبو الفضل أشهر أدواره التلفزيونية 

اتجه الفنان جميل راتب الى الدراما التليفزيونية فقدمه المخرجون فى أدوار متعددة فى مسلسلات: يوميات ونيس فى دور ابو الفضل، الراية البيضا، زيزينيا، وجه القمر، سنبل بعد المليون وغيرها.

جميل راتب فى مرحلة الشيخوخة 

تعرف جميل راتب على زوجته الفرنسية مونيكا وأحبها، حيث كانت عضوة فى مسرح الشانزليزيه وعاشا حياة هادئة إلا أنها طلبت أن يتم الإنجاب وينسب الأبناء إلى ديانتها فرفض وتم الانفصال بدون أبناء ولم يتزوج ثانية، وعاش وحيدا وكان يقول عن نفسه: أنا شخص وحيد وقد تعودت على ذلك منذ زمن ولا أبالى بالشائعات التي تعلن خبر وفاتى دائما، ولا أحب أن أكون ثقيلا على أحد لكن يحرص دائما الفنان محمد صبحى على السؤال على وخالد النبوى وليلى علوى وكرم النجار والمخرجة علوية زكى ومنة شلبى فهى كثيرة السؤال عن صحتى.

كلمات قبل الرحيل 

استمر جميل راتب يقدم أدواره بالرغم من بلوغه التسعينيات، لكن توقف عندما أصابته أمراض الشيخوخة مرض مرضا شديدا سافر بسببه للعلاج فى باريس وعاد ليزداد عليه المرض حتى رحل، وقال أثناء مرضه الأخير قبل الرحيل:الموت راحة من المشاكل المختلفة مثل المرض والشيخوخة وأنا لا أخاف الموت ولكني أخاف أموت من العذاب، وأشعر أن الموت حياة في عالم آخر، نجتمع فيه مع أحبابنا الذين سبقونا ورحلوا دون فراق مرة أخرى، أنا لا أكره الموت وأتمناه لأنه راحة شديدة من آهات وأوجاع المرض.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو،أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية