بعد جدل صلاح الدين التيجاني، ما هو مفهوم السيادة وهل يجوز إطلاقه على عوام الناس؟
أثار الشيخ صلاح الدين التيجاني، أبرز شيوخ إحدى الطرق الصوفية، جدلًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بعد اتهام فتاة تعمل مهندسة معمارية وتقيم حاليًا في روسيا بالتحرش بها، وفقًا لما نشرته الفتاة عبر حسابها على فيسبوك، فقد تلقّت صورة منافية للآداب من التيجاني.
وأعربت الفتاة عن صدمتها من الواقعة نظرًا للشعبية الكبيرة التي يتمتع بها الشيخ ولعلاقته القريبة بعائلتها، ودعت الله أن يغفر لها ما بدر منها بسبب صغر سنها، مشيرة إلى عدم تلقيها الدعم الكافي من عائلتها التي ما زالت تتابع الشيخ.
الشيخ صلاح الدين التيجاني الحسني
ويشتهر الشيخ صلاح الدين التيجاني الحسني، بأنه من الصوفيين الذين يشهد لهم بالكرامات وله مريدين من العامة والمشاهير، ومن بين هؤلاء المشاهير كما علقوا له على بعض المنشورات: (الكاتب عمر طاهر - الفنان علاء مرسي - الفنانة نشوى مصطفى - الفنان حجاج عبد العظيم).
وفتحت واقعة الشيخ صلاح الدين التيجاني الباب حول إطلاق مفهوم السيادة على الأشخاص وهل يجوز إطلاقه على أحادي الناس، وهو الأمر الذي أوضحته دار الإفتاء في وقت سابق على النحو التالي:
مفهوم لفظ "السيد" في الإسلام
لفظ "السيد" في اللغة كما يُطلق على الرب والمالك يُطلق أيضًا على الشريف والفاضل والكريم، و"السيد" أيضًا: الذي يفوق غيره في الخير. يُنظر: "لسان العرب" لابن منظور، مادة: "سود" (3/ 228-230، ط. دار صادر).
حكم إطلاق لفظ "السيد" على آحاد الناس
قد خاطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم هرقل ملك الروم في كتابه إليه بقوله: «عظيم الروم»، ونحو ذلك.
ولم تمنع الشريعة الإسلامية تعظيم بعض الناس لغرض من الأغراض المباحة شرعًا؛ قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم (12/ 108، ط. دار إحياء التراث العربي): [ولم يقل صلى الله عليه وآله وسلم إلى هرقل فقط بل أتى بنوع من الملاطفة فقال: «عظيم الروم»، أي: الذي يعظمونه ويقدمونه، وقد أمر الله تعالى بِإِلَانَةِ القول لمن يُدعَى إلى الإسلام، فقال تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ [النحل: 125]، وقال تعالى: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا﴾ [طه: 44]، وغير ذلك] اهـ.
ولا شك أن إطلاق لقب "السيد" على أحد من باب أنه عظيم في قومه بأن كان عالمًا أو صالحًا أو ما شابه ذلك لا حرج فيه؛ يقول الإمام النووي في "الأذكار" (ص: 362، ط. دار الفكر): [لا بأس بإطلاق فلان سيد، ويا سيدي، وشبه ذلك إذا كان المسوَّد فاضلًا خيِّرًا: إما بعلم، وإما بصلاح، وإما بغير ذلك] اهـ.
وقد بين الشرع الشريف أن إطلاق لفظ "السيد" على آحاد الناس لا يتنافى مع كون السيادة المطلقة لله تعالى وحده؛ وإنما تكون السيادة في كل شيءٍ بحسبه؛ أي: بحسب العلم، أو علوِّ الشأن بين الناس أو غير ذلك، وبهذا الأسلوب جاء تطبيق السنة النبوية العملي؛ حيث روى الإمامان البخاري ومسلم في "صحيحيهما" قولَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم للأنصار: «قُومُوا إِلَى سَيِّدكُمْ» حينما جاء سعد بن معاذ رضي الله عنه.
ففي هذا الحديث جاء اللفظ لإكرام سيدنا سعد بن معاذ رضي الله عنه باعتباره من أهل الفضل؛ قال الإمام النووي في "شرحه على مسلم" (12/ 93): [قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «قوموا إلى سيدكم، أو خيركم» فيه إكرام أهل الفضل وتلقيهم بالقيام لهم إذا أقبلوا، هكذا احتج به جماهير العلماء] اهـ.
حتى إن القرآن الكريم قد استعمل لفظ "السيد" في جانب الزوج كما كانت العادة عند أهل مصر؛ كما جاء في قوله تعالى: ﴿وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ﴾ [يوسف: 25].
قال الإمام الشوكاني في "فتح القدير" (3/ 23، ط. دار ابن كثير): [﴿وَأَلْفَيا سيدها لدى الباب﴾ أي: وجدا العزيز هنالك، وَعَنَى بالسيد الزوج؛ لأن الْقِبْطَ يسمون الزوج سَيِّدًا] اهـ.
كما ورد استعمالُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم للفظ "السيد" الذي يُراد به كبير القوم أو مقدمهم؛ فعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلَمَةَ؟» قَالُوا: الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ عَلَى أَنَّا نُبَخِّلُهُ، قَالَ: «بَلْ سَيِّدُكُمُ الْجَعْدُ الأَبْيَضُ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ» قال: وكان عمرو بن الْجَمُوحِ يُولِمُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا تزوج. رواه الطبراني في "المعجم الكبير"، والحاكم في "المستدرك".
وأصدرت الطريقة التيجانية بيانات رسميا أكدت فيها أن صلاح الدين محمود أبو طالب زعم لنفسه مكانة رفيعة في الطريقة التيجانية ما أثار حفيظة الطريقة، مشددة على أنه يروج نفسه شيخا للطريقة رغم أنه لا يحمل أي صفة رسمية أو دينية في هذا السياق".
وقال البيان: "المدعو صلاح الدين أبو طالب، يغرر بالشباب المسلم غير المتعلم في منطقة إمبابة، ويدعي زورًا تمثيله للطريقة التيجانية ويحاول استغلال اسمها، ونؤكد أن الطريقة بريئة تمامًا منه، خصوصًا في ظل الشبهات التي تحيط به، والشائعات المتداولة حول سلوكه".
علاقة التيجانية بتعاليم أهل السنة والجماعة
وتابع البيان: "الطريقة التيجانية، عبر مشيختها في الزاوية التيجانية الكبرى، تعلن براءتها من كل قول أو فعل يناقض تعاليم أهل السنة والجماعة وسلف الأمة الصالح، ونحن نلتزم بالقواعد الشرعية، ولا نسمح لأي فرد بمخالفة ما اتفق عليه العلماء، مهما كانت مكانته أو شهرته".
تابع البيان: "كما علمنا شيخ الطريقة سيدي أحمد التجاني - رضي الله عنه- فإن الطريقة قائمة على أسس الشريعة الإسلامية، والشرع هو الأصل الذي يُحتكم إليه في كل الأمور وما يخالف الشرع لا مكان له في الطريقة، ولا نبرّر أو نؤيّد أي تجاوزات تصدر عن أي شخص، مهما كانت مكانته".
واختتم البيان: "لقد أكدنا في بيانات سابقة صدرت في عامي 2017 و2019، أن صلاح الدين أبو طالب تم عزله عن أي ارتباط بالطريقة التجانية، ولا يمثل سوى نفسه، ولا يُسمح له بممارسة أي نشاط تحت مظلة الطريقة، نتيجة ما ثبت لدينا من انحرافه عن تعاليم الطريقة وتحريفه لمبادئها".
يذكر ان المشيخة العامة للطرق الصوفية، رفضت الاعتراف بالطريقة التيجانية الجديدة التي أسسها صلاح الدين محمود أبوطالب عبدالله.
وقالت المشيخة في القرار الصادر 19 يوليو 2017 إن سبب رفضها هو أن مقدم الطلب من أبناء الطريقة التجانية لشيخها أحمد حافظ التجاني، وطلبه بشأن إنشاء طريقة يعتبر خروجا عن التجانية وسلوكا لا يليق بالصوفية ويعد مخالفا لقانون 118 لسنة 1976 الخاص بالطرق الصوفية.
وشهدت الساعات الأخيرة جدلًا واسعًا حول الشيخ صلاح الدين التيجاني، أحد أبرز شيوخ الطريقة التيجانية في مصر، بعد اتهام فتاة تدعى «خديجة.خ» له بالتحرش الجنسي.. الواقعة أثارت ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن الشيخ يتمتع بشعبية كبيرة بين مريديه.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.