رئيس التحرير
عصام كامل

جدل بعد كلمة شيخ الأزهر في المولد النبوي.. اجتزاء كلمة الإمام الأكبر حول المفاضلة بين الرسالات الإلهية والأنبياء.. عبد المنعم فؤاد: قضايا العقيدة لا يصح أن تتدخل فيها الأهواء الشخصية

الدكتور أحمد الطيب،
الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، فيتو

حالة من الجدل شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية كان بطلها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بعد كلمته في الاحتفالية الرسمية التي أقامتها وزارة الأوقاف الإثنين الماضي بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار رجال الدولة والمسؤولين.

سبب الأزمة

وجاءت حالة الجدل بعد حيث شيخ الأزهر عن المفاضلة بين الرسالات السماوية والأنبياء وتأكيده على أن ذلك لا ينبغي أن يتصدر له الناس وإنما يكون وفق ما جاء في الشرع الحنيف.

تصريحات الإمام الأكبر مثلت حالة من الأخذ والرد عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى صفحات المهتمين بالشأن الديني، وربما كان سببا في زيادة تلك الحالة هو اجتزاء بعض المواقع والصفحات لتصريحات شيخ الأزهر وحذف أجزاء هامة منها تسببت في اعتراض البعض على تصريحات الإمام الأكبر بل جعلت البعض يتمادى في انتقاد كلمته على اعتبار عدم تأكيده على مكانة وعظم رسالة الإسلام وسيدنا محمد - صلى الله عليه وآله وسلم- وهو الذي يثبت خطأه العودة إلي النص الكامل لخطابه حيث أكد شيخ الأزهر على خصوصية رسالة الإسلام ومكانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.


نص كلمة شيخ الأزهر في احتفالية المولد النبوي الشريف 

من جانبه أوضح الدكتور عبد المنعم فؤاد أستاذ العقيدة والفلسفة، والمشرف على الأروقة الأزهرية، أن ما قاله الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، لم يخرج به عن نطاق الشرع وكيف يخرج عن هذا النطاق وهو إمام أهل السنة والجماعة في العالم أجمع، مشيرًا إلى أن الإمام قال ما نصه "إن المفاضلة بين الرسالات الإلهية، أمرها متروك لله سبحانه وتعالى، ولا يجوز لنا نحن المؤمنين بهذه الرسالات أن نفاضل من عند أنفسنا ونحكم أن رسالة أفضل من رسالة أو نبي أفضل من نبي اللهم إلا اتباعًا لما يرد من الشرع الكريم في هذا الشأن".

وأشار إلى أنه هنا وقف الحديث عن المقال وجزء وقطع واجتزاء الجملة التي تحكم ذلك كله وهي التي قالها فضيلة الإمام عقب هذه الكلمات إذ ختمها بقوله "وكل ذلك وفق الشرع الإلهي"، حيث غرض الإمام من ذلك أن يضبط الأمور.

وأضاف "فؤاد" في تصريحات خاصة لـ موقع "فيتو" أن كلام فضيلته كلامًا مركزًا دقيقًا كأنه متون و"من علم المتون نال الفنون" فهو يريد أن يقطع الطريق على أنه ليس من حق أحد من البشر أن يحكم بأفضلية أحد من الأنبياء أو تنقيض درجاتهم إلا على وفق الشرع  الحكيم.

عبد المنعم فؤاد: قضايا العقيدة لا يصح أن يتدخل فيها الأهواء الشخصية

وشدد المشرف على الأروقة الأزهرية أن قضايا العقيدة لا يصح أن يتدخل فيها الأهواء الشخصية وإنما ياخذ الأمر من شرع الله، قائلا: "غير أن بعض المواقع اجتزأت هذه الجملة ونسفتها من خطاب الإمام ولو رجع الآخرون وتعقلوا وسمعوا المقطع من أوله إلى آخره ما رأينا هذا الجدل العقيم ولا هذا الفكر المتدني، بل رأينا بعضًا من الناس يتبع كل ناعق ولا يعقل ولا يتدبر فهم "صم بكم عمي فهم لا يعقلون" ثم لو رأوا الآية التي قرأها فضيلة الإمام دليلًا على مقاله أن الله هو الذي يفضل الأنبياء والرسل بعضهم على بعض ورجعوا إلى عقولهم لعلموا الحق فقط قرأ الإمام بالنص "تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۘ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ ۖ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ۚ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ".

وأوضح "فؤاد" أن المتأمل في الآية نفسها من أول وهلة يرى أن كلام الإمام يتطابق تمامًا مع قول الرحمن فالله هو الذي اصطفى الأنبياء وهو الذي يفضل بعضهم على بعض وهو الذي يضع الدرجات لكل نبي، متسائلا " فلما المزايدة على إمام الأمة"، وإذا كانوا يقولون أن الإمام لم يذكر منزله رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فليس هناك أغير من إمام الأمة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-  فهو ينتسب إلى بيت النبوة ومع ذلك قال أن كل ذلك "وفق شرع الله"؟

مكانة سيدنا - صلى الله عليه وسلم- على سائر الأنبياء 

وتابع:" ولو رجعنا إلى شرع الله ووحيه الكريم لرأينا أن رسول الله - صلى الله عليه ووفق الشرع والوحي يتقدم في منطقة أخرى على كل الأنبياء حيث أقرأ قول الله تعالى "وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۖ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا" فالشرع هنا والوحي الذي دعانا إلى الأخذ به فضيلة الإمام ونحن نتحدث عن مقام الأنبياء يقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على الجميع ويرفع درجاته العليا فيقول "ومنك" ثم يأتي بعد ذلك بنوح وإبراهيم وموسى وعيسى مع أنه خاتم الأنبياء إلا أنه يتقدم على نوح وهو أول الأنبياء ثم يأمرنا الشرع الحكيم أن نؤمن بجميع الأنبياء بحيث لا نفرق بين أحد منهم.

وأكمل المشرف على الأروقة الأزهرية " أن الرسول الكريم بين أنه وفق شرع الله أنه خاتم الأنبياء والمرسلين وأنه كما قال "سيد الخلق ولا فخر" وهذه درجة لم تكن لأي نبي آخر ولا نبي بعد رسول الله، كما أن كل الشرائع الصحيحة "صبت" في شريعة الإسلام فحينما يقول الإمام "وفق شرع الله" فانتهت المشكلة وزال اللبس قائلا:"لكن ما ماذا نقول لأقوام يريدون أن يثيروا الفتنة ويريدون أن يعلموا شيخ الأزهر العقيدة الصحيحة وهو الذي يمسك عصا الحق دائما وأبدا ويرفعها ضد أعداء العقيدة في كل مكان في العالم".

وطالب المشرف على الأروقة الأزهرية أن تخضع تلك المواقع التي تجتزئ الأحاديث لقوة القوانين قائلا:" أنني أطالب هذه المواقع التي تجتزئ كلام الرموز الذين وثقا الناس فيهم وعلى رأسهم فضيلة الإمام الأكبر أن يخضعوا لطائلة القانون"، لافتا إلى أن هذه المواقع يريدون إثارة الفتنة، قائلا: "وعلى الذين يتبعون هذه المواقع بدون وعي أن يرجعوا أنفسهم وأن يتقوا الله ولا يزايدوا على شيخ الأزهر ولا على إمام المسلمين ولا على العلماء المعتبرين".

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية