رئيس "التنسيق الحضارى": إحياء سور الأزبكية للكتاب.. والقضاء على “الشوشرة” البصرية حول "شجرة مريم" ( حوار )
>> نستهدف إدراج مشروع إحياء رحلة العائلة المقدسة على الخريطة السياحية
>> بدأنا تنفيذ مشروع الهوية البصرية للمدن المصرية
>> حديقة الأزبكية فقدت جزءا كبيرا بسبب التعدى العمرانى وانتهينا من تطوير 90 ٪ منها
>> قدمنا خطة تطوير حديقة الحيوان.. ووزارتا الإنتاج الحربى والزراعة معنيتان بالتنفيذ
>> وضعنا اشتراطات وضوابط لتطوير أى حديقة تراثية فى مصر
>> مشروعا مسار العائلة المقدسة وآل البيت قادران علي إنعاش السياحة
ينوء الجهاز القومى للتنسيق الحضارى - الذى أنشيء فى العام 2001- بمهمة ثقيلة؛ حيث يهدف إلى تحقيق القيم الجمالية للشكل الخارجى للأبنية والفراغات العمرانية والأثرية وأسس النسيج البصرى للمدن والقرى وكافة المناطق الحضارية المصرية، بما فى ذلك المجتمعات العمرانية الجديدة.
وفى السنوات الأخيرة وفى ظل ضخامة الإنشاءات وتعددها وتنوعها فى عموم مصر تعاظم دور الجهاز الذى يشهد حاليًا نشاطًا لافتًا وملحوظًا.
“فيتو” التقت رئيس الجهاز المهندس محمد أبو سعدة وأجرت معه حوارًا مطولًا عن خطط الجهاز ومنهجيته ومشروعاته والتكليفات المنوطة به وأحلامه التى يسعى إلى تحقيقها قريبًا.. وإلى نص الحوار:
*احتفل التنسيق الحضارى بمشروع إحياء رحلة العائلة المقدسة، حدثنا عن هذا المشروع الوطنى ودور الجهاز فيه؟
نعمل على مشروع إحياء رحلة العائلة المقدسة منذ فترة، وهو نتاج ثمار تعاون بين التنسيق الحضارى ووزارتى التنمية المحلية والسياحة والآثار، ونستهدف من هذا المشروع إدراجه على الخريطة السياحية؛ لما له من أهمية تاريخية ودينية وأثرية تنفرد بها مصر وتستطيع من خلاله إنعاش حركة السياحة الداخلية والخارجية، وينطوى دور الجهاز القومى للتنسيق الحضارى على رسم السياسة الفنية والرؤية البصرية للوصول إلى تلك المزارات والمناطق المحيطة بها، من خلال العلامات الإرشادية على الطرق وطبيعة اللاند سكيب والإضاءة والفراغات، وإذا تحدثنا مثلا عن “شجرة مريم” فى المطرية، فإن الجهاز يمهد للمكان بمعالجة المبانى المحيطة به وطبيعة الأشجار بجانبها والفراغ البصري، بحيث تظهر كعنصر جاذب بدون أى “شوشرة” بصرية.
وبالفعل بدأت المحافظات تعمل على البنية التحتية والمرافق والطرق، بحيث يستمتع السائح بالرحلة منذ أن يستقل الحافلة حتى يصل للمزار.
*فى مقابل مشروع إحياء رحلة العائلة المقدسة، يطرح التنسيق الحضارى مشروع إحياء مسار آل البيت.. حدثنا عن المشروع؟
هذا المشروع مهم جدا حيث يخدم السياحة الدينية، وبالنظر إلى مشروع مسار آل البيت، نجد مجموعة من الشواهد ومساجد آل البيت مثل: السيدة نفيسة والسيدة فاطمة النبوية والسيدة سُكينة، بالإضافة إلى منطقة جامع عمرو بن العاص والكنيسة المُعلقة وحصن بابليون، فيحتاج طريق الوصول إليها إلى تمهيد من مساحات للمشاة والسيارات والإضاءة وأيضا اللاند سكيب و“تبليط” الطرق؛ حتى تسهل زيارتها، وكل هذه الخطوات تمت بالتعاون مع محافظة القاهرة “المنطقة الجنوبية”.
*يتبنى التنسيق الحضارى أيضا إحياء الحدائق التراثية.. فكم حديقة تملكها وكيف يتم التعامل معها؟
التنسيق الحضارى وضع أسسًا ومعاييرَ للحفاظ على الحدائق التراثية، لأن مصر تمتلك مجموعة منها سواء المسجلة أثرًا أو ذات طابع معمارى وعمرانى يستحق الحفاظ عليه، وعلى سبيل المثال: فإن حديقة الأزبكية بداخلها “النافورة” ومسجلة كأثر، ولكن فى نفس الوقت هى ذات طابع معمارى وشجرى يجب الحفاظ عليه، ومن هنا وضعنا اشتراطات وضوابط لتطوير أى حديقة تراثية فى مصر واعتمدت من المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية، وسجلنا مجموعة من الحدائق كالنباتات والحيوان والأورمان والأزبكية والزهرية فى الزمالك وأيضا الأندلس.
*على ذكر حديقة الحيوان بالجيزة.. ما هى آخر تطورات العمل فيها؟
قدمنا كل ما يخص خطة تطوير حديقة الحيوان من الرسومات والأسس والمعايير بصفتنا جهازا فنيا، أما أعمال الحديقة فتنفذ من جانب وزارتى الإنتاج الحربى والزراعة، فالحدائق التراثية تختلف ملكيتها، فمنها ما تملكه وزارة الزراعة ومنها ما تملكه المحافظة، وهى الجهات التى تتعاقد على الأعمال وتتابع تنفيذها.
*انتهت عمليات تطوير حديقة الأزبكية بنسبة 90٪.. ولكن كيف سيتم تحريرها من سيطرة الباعة الجائلين؟
بسبب التطور والتعدى العمرانى.. فقدت حديقة الأزبكية جزءا كبيرا منها، وذلك بعد أعمال تنفيذ مترو الأنفاق وسنترال الأوبرا وغيرهما، ولكن الدولة قررت الحفاظ على الجزء التاريخى منها، وهذا هو ما تم إعادة تطويره من نادى السلاح والنافورة الأثرية، فمساحة الحديقة الآن 9 أفدنة.
ويملك جهاز التنسيق الحضارى الأرشيف الخاص بالحديقة، فحافظنا على البحيرة ومبانى الخدمات مثل: الكافيتيريا والمطعم والبرجولا وكشك الموسيقى الذى كان يعرض الموسيقى العسكرية.
أيضا نعيد إحياء فكرة سور الأزبكية كـ (سوق للكتاب)، وما تم الانتهاء منه: أعمال اللاند سكيب والمبانى الداخلية والممرات وحركة المشاة.
وحاليا الشغل المتبقى هو: التنظيم الخارجى بالنسبة للباعة الجائلين والمداخل والمخارج المرتبطة بميدان العتبة، وهذا يتم بالتنسيق مع محافظة القاهرة فالحديقة تعتبر هى الرئة الخضراء فى منطقة وسط البلد.
*بالحديث عن مشروع القاهرة الخديوية، ما عدد المراحل المتبقية وكم تستغرق من الوقت لتنفيذها؟
تم تنفيذ ثلاث مراحل، ونستكمل بعد ذلك المنطقة المحصورة من ميدان التحرير إلى ميدان طلعت حرب، ومن ميدان مصطفى كامل وحتى ميدان الأوبرا، ثم بعد ذلك شارع فؤاد بعد انتهاء أعمال المترو وشارع طلعت حرب، حيث تم تطوير 400 مبنى من أصل 1700، وهذا المشروع يتم بالتعاون بين وزارتى الإسكان والتنمية المحلية ممثلة فى محافظة القاهرة والجهاز القومى للتنسيق الحضارى ممثلا لوزارة الثقافة، ونجحت القاهرة بأنها تسجل على قائمة التراث العالمي.
*ذاكرة الأمة هى ماضيها وحاضرها ومستقبلها".. حدثنا عن استراتيجية الجهاز فى ذلك، والهدف الذى يرجو تحقيقه؟
نحن نتبنى مشروعا رئيسيا وهو مشروع «ذاكرة المدينة» الذى نسعي من خلاله إلى الحفاظ عليها، ومعظم أعمالنا مرتبطة بهذا المشروع سواء من إصدارات الكتب أومن المشروعين الرئيسيين اللذين نحافظ بهما على ذاكرة الناس التى عاشت فى المدينة مثل: “ عاش هنا “ و“حكاية شارع”، وأخيرا أطلقنا مشروع “جولات تراثية “ وفيها ندعو الشباب للنزول والتعرف على المدينة وشوارعها وعلى الناس الذين عاشوا فيها”، وأعتقد أن هذا المشروع سيكون له تأثير كبير فى الجيل الجديد، وأعتبر فكرة هذا المشروع إحدى الرسائل المهمة التى يعمل عليها الجهاز، فالتنسيق الحضارى ليس رفاهية وإنما جزء من الانتماء الوطنى وحب البلد.
*هل مصر لديها أية مواقع تراثية مدرجة على القائمة الحمراء لليونسكو؟
مصر مدرجة بـ 6 مواقع على القائمة التراثية لمنظمة اليونسكو، وموقع واحد طبيعى وهو وادى الحيتان فى الفيوم، ولدينا موقع واحد مدرج على القائمة الحمراء للمواقع المهددة بالخطر وهو مارمينا بالإسكندرية، وحاليا وزارة السياحة والآثار تبذل جهودا كبيرة فيه لشفط المياه الجوفية وحل تلك المشكلة، وزارته بعثة من اليونسكو، وأشادت بالمجهودات التى تمت، وإن شاء الله يرفع من القائمة الحمراء.
*مؤخرا طرح الجهاز القومى للتنسيق الحضارى كراسة الشروط للاشتراك فى الدورة الـ9 من بينالى فينسيا للعمارة.. ما هى أهمية مشاركة مصر فيها؟
مصر هى الدولة العربية والأفريقية الوحيدة التى تملك جناحا دائما فى بينالى فينسيا، وهذه ميزة دولية لنا، حيث إنها من أوائل الدول المشاركة فيه، والجهاز مسئول عن الإعداد والمشاركة فى دورات العمارة بالبينالى والبالغة 5 دورات؛ لأنه يشمل أيضا دورات للفنون، ويسعى جهاز التنسيق الحضارى إلى مشاركة عدد كبير من المعماريين، حيث تحرص لجنة التحكيم التى تختار ذات الأفكار الجاذبة للأعمال التى تمثل مصر، خصوصا أن موضوع المسابقة يأتى من إدارة البينالى فى الخارج والذى يغلب عليه الفكرة الفلسفية.
ونسعى هذه الدورة إلى أن نقيم معرضًا للأعمال فى أكاديمية الفنون بروما بعد انتهاء فترة البينالى والذى يستمر من شهر مايو وحتى نوفمبر من كل عام، هذا بالإضافة إلى الندوة التى نقيمها سنويا للمتسابقين الفائزين ليتحدثوا عن أفكارهم وتجربتهم.
*كيف يتم الاستفادة من العمل الفائز فى بينالى فينسيا للعمارة؟
الأعمال التى تقدم للبينالى ليست مشروعات خرسانية مثلا تُبنى فى مدن أو مناطق معينة، وإنما أفكار فلسفية ذات تيمة معينة تفرضها إدارة البينالى، وعلى سبيل المثال: كيف يكون للعمارة دور فى التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعى والحفاظ على البيئة أو العمارة والتنمية المستدامة؟ وهنا كل دولة تحاول التعبير عن رؤيتها لتيمة المسابقة بما يتوافق مع مجتمعها.
*ما هو المشروع الذى يحلم بتنفيذه المهندس أبو سعدة رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضاري؟
المشروع الذى أحلم به وأتمنى أن نستطيع تنفيذه سريعا، هو الهوية البصرية للمدن المصرية، فلابد أن يكون كل إقليم وكل مدينة لها مفرادتها وهويتها من حيث شكل المبانى وشخصية العمران فيها، وبالفعل بدأنا العمل فيه على مستوى الأقاليم السبعة وبالتنسيق مع وزارة التنمية المحلية.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية