رئيس التحرير
عصام كامل

الشيطان لا يحتاج شيطنة


لأننى أخشى من عدم الاستجابة لطلب د. البرادعى من الإعلام بالكف عن شيطنة الإخوان، فإننى لن انتقد اختطاف زميلنا فى فيتو الصحفى الشاب محمد ممتاز واحتجازه بضع ساعات فى اعتصام النهضة وتجريده من ملابسه ثم الاعتداء عليه بالضرب المبرح حتى فقد وعيه بعد الاستيلاء على كل متعلقاته.. وذات الشيء سوف أفعله بالنسبة لاختطاف زميلتنا فى اليوم السابع، وبقية الاعتداءات التى تورط فيها الإخوان ضد صحفيين وإعلاميين.


سوف أتجاهل التهديدات اليومية التى تنطلق من منصتى رابعة والنهضة ضد الصحفيين والإعلاميين، واللعنات البذيئة التى يصبها الإخوان بشكل متواصل فوق رءوس الصحفيين والإعلاميين! وسوف أغض البصر عن قوائم الاغتيالات التى كانت معدة سلفا قبل ٣٠ يونيو لعدد منهم، وقوائم الاغتيالات التى أعدت لبعضهم بعد ٣٠ يونيو!

أيضا سوف أتناسى أن الإخوان يعتبرون الصحفيين والإعلاميين أعداءً لهم لأنهم كما وصفهم كبيرهم المرشد سحرة فرعون، وأنهم لذلك يستحقون السحق والقتل والرجم والخطف والتعذيب والتنكيل بهم والقضاء عليهم والتخلص منهم!

كذلك سوف أكذب كل ما تراه عينى من عنف يقوم به الإخوان الآن يوميا ضد كل طوائف الشعب، وليس ضد الصحفيين والإعلاميين وحدهم، وهو العنف الذى يسفر دوما عن وقوع ضحايا ما بين قتيل وجريح، وذلك خلال الغارات التى اعتادوا القيام بها ضد المواطنين فى أماكن متفرقة داخل القاهرة الكبرى وعدد من المدن المصرية الأخرى!

وسوف أنكر مثل الإخوان وأصدقائهم أن جنة رابعة ومنتجع النهضة كما يصفونهما خاليان من الأسلحة سواء البيضاء أو النارية التى يرصدها سكان المنطقتين، وأن ما يتم ضبطه من أسلحة كانت فى طريقها إلى المعتصمين هى أكاذيب أمنية أو خيالات صحفية وإعلامية.. وأن اعترافات من تم ضبطهم متلبسين بحمل هذه الأسلحة هو تلفيق أمنى إعلامى مشترك، حتى وإن كانت هذه الاعترافات تمت أمام النيابة!

كما سوف أنكر أيضا مثل الإخوان وأصدقائهم صحة بلاغات الذين تعرضوا للتعذيب، سواء داخل اعتصامى رابعة أو النهضة.. وسأكذب أصحابها، رغم أن آثار التعذيب ظاهرة وواضحة فى أجساد أصحاب هذه البلاغات.. أما الجثث التى عثر الأمن والأهالى عليها بالقرب من موقع الاعتصامين فسوف أنكر وجودها أصلا.

فلا أسلحة لدى الإخوان المعتصمين.. ولا عنف يرتكبه الإخوان.. ولا جرائم قتل وتعذيب واختطاف تورطوا فيها.. كل ذلك سوف أنكره وأتجاهله وأتناساه، حتى لا أنضم لهؤلاء الذين اتهمهم د. البرادعى بالتورط فى عملية شيطنة الإخوان.. وليغفر لى الله ذنب أفكار الحقيقة والكذب على الرأى العام!.

لذلك دعوت زملائى فى فيتو، إرضاءً للدكتور البرادعي، نصف اختطاف زميلنا واحتجازه فى النهضة بأنه كان استضافة كريمة من الإخوان المعتصمين، الذين تمسكوا ببقاء زميلنا عدة ساعات بينهم لينال قدرا مناسبا من كرمهم الزائد.. ولأن زميلنا الشاب لم يقدر على مقاومة كرمهم أصيب بالإغماء فخلعوا ملابسه حتى يساعدوه على استعادة وعيه وإفاقته.. أما الإصابات التى ظهرت فى وجه وجسد زميلنا الشاب فهو الذى أحدثها فى نفسه حينما فقد وعيه!

لكن المشكلة أننا لو فعلنا ذلك إرضاءً للدكتور البرادعى لن يتحول الإخوان إلى ملائكة.. فالشيطان لا يحتاج إلى شيطنة!
الجريدة الرسمية