رئيس التحرير
عصام كامل

إثيوبيا تشعل الصراع في القرن الإفريقى باحتلال قواتها لمطارات صومالية.. رمضان قرني: مناورة إعلامية وخرق للقوانين الدولية.. مساعد وزير الخارجية السابق: أديس أبابا تنتهك السيادة الصومالية

الصومال، فيتو
الصومال، فيتو

 كشفت وسائل إعلام صومالية الأربعاء الماضي، عن استيلاء القوات الإثيوبية على مطارات رئيسية بمحافظة غدو بولاية جوبالاند جنوب الصومال، بما في ذلك لوق ودولو وبارديري؛ الأمر الذى وصفه الخبراء والمتخصصون بأنه محاولة من الحكومة الإثيوبية لإشغال الداخل الإثيوبى عن المشكلات الداخلية، فضلا عن أنه يفجر الأوضاع بمنطقة القرن الأفريقي.

 

رمضان قرنى، فيتو 

 قال الدكتور رمضان قرنى، خبير الشؤون الإفريقية، نائب رئيس الجمعية العلمية للشؤون الأفريقية: إنإثيوبيا تسعى فى ظل إرباك المشهد السياسي والأمني والاستراتيجي بمنطقة القرن الإفريقي، إلى احتلال بعض المطارات الإثيوبية فى بعض المدن والأقاليم الواقعة جنوب الصومال، وهذه الخطوة تمثل اختراقا لقواعد القانون الدولى واختراقا لقواعد السياسة المعتد بها بين دول الاتحاد الإفريقي.

 

الحكومة الصومالية ترفض وجود القوات الإثيوبية ضمن بعثة الاتحاد الإفريقى

وأكد قرني أن هذه الخطوة التى أقدمت عليها الحكومة الإثيوبية، وجاءت بعد قرار الحكومة الصومالية برفض تواجد القوات الإثيوبية ضمن بعثة الاتحاد الإفريقى التى ستشكل العام القادم، واشتراطها مجموعة من الشروط الخاصة بالبعثة الجديدة، وهى أن تتخلى إثيوبيا عن اتفاقها العسكرى مع إقليم أرض الصومال، لكن الواقع يشير إلى استغلال القوات الإثيوبية وجودها ضمن بعثة الاتحاد الافريقى، وشرعت فى احتلال المطارات الصومالية فى مدينة غدو الصومالية.

 

إثيوبيا تسعى لإلهاء القوى الإقليمية والدولية وإرباك المشهد الأمني

 وواصل حديثه قائلا: إن التحليلات الأخرى أيضا ترى أن أحد الأسباب لإقدام القوات الإثيوبية على هذه الخطوة يعود إلى التحوط لوجود قوات مصرية مستقبلا فى الصومال، خاصة أن الحديث عن وجود قوات مصرية ضمن بعثة السلام التابعة للاتحاد الأفريقى مطلع العام القادم وارد، ويمكن القول إن هناك جملة تفسيرات لهذا التحرك الإثيوبى أهمها محاولة إلهاء القوى الإقليمية والدولية وإرباك المشهد الأمني.

 

المشهد الداخلى الإثيوبي يعاني من الاختلالات 

 وتابع الدكتور رمضان قرنى، خبير الشؤون الإفريقية: من الواضح أن المشهد الداخلى الإثيوبى يعانى من الاختلالات، لعل أبرزها تطور الأوضاع فى إقليم أمهرة والأوضاع على الحدود السودانية الإثيوبية، خاصة بعد سيطرة ميليشيات فانو على هذه المنطقة، ومقتل المئات من القوات الاثيوبية مؤخرا، ومن ثمَّ فإن هذا الضغط الذى تتعرض له الحكومة الاثيوبية داخليا إلى جانب الاختلالات والفشل الذى يعانى منه إقليم تيجراى، وكذلك حالة الفشل لتنفيذ اتفاقية بريتوريا للسلام.. كافة هذه الأمور مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة وتعثر إثيوبيا فى سداد أقساط الديون وتعويم العملة.. كل هذا دفع الحكومة الإثيوبية لخلق مغامرة خارجية تلهى من خلالها الداخل الإثيوبي.

 هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى البحث عن موقع قدم لها فى الترتيبات الأمنية القادمة بعد رفض الصومال وجود الجيش الإثيوبى ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي.
  

الخطوة الإثيوبية لن تنجح فى خلق وضع أمني جديد 

وتساءل رمضان قرنى: هل ستنجح الخطوة الإثيوبية فى خلق وضع أمني جديد؟! وهل هذه الخطوة تتفق مع القانون الدولي وقواعد السيادة التى يفرضها الاتحاد الأفريقى وحق الجوار؟!

والإجابة هي بالنفى، وهذه الخطوة ستواجه العديد من الإشكاليات، لأنه ببداية العام القادم لن يكون هناك وجود للقوات الإثيوبية فى الصومال ضمن قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، وبالتالي سيكون هذا التواجد مرفوضا، فضلا عن أن الصومال بدأ حشد الداخل الصومالي لرفض الوجود الإثيوبي واتهام القوات الإثيوبية بانتهاك السيادة الصومالية، والجانب الآخر أن الحكومة الصومالية لها اتفاقيات دفاعية مع مصر والولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي لن تستطيع إثيوبيا التواجد فى المطارات الصومالية والأمر لا يعدو أن يكون سوى مناورة إعلامية. 

 

السفيرة منى عمر، فيتو 

أما السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية السابق للشأن الأفريقى، فقالت: إن تصاعد حدة الأزمة السياسية والعسكرية بين إثيوبيا والصومال بعد قيام القوات الإثيوبية بالسيطرة على عدد من المطارات، يشعل الصراع بمنطقة القرن الأفريقي.

وأضافت عمر: إن هذه الخطوة تأتى فى ظل الخلاف القائم بين البلدين واشتعاله فى منطقة القرن الأفريقى منذ توقيع إثيوبيا مذكرة تفاهم مع إقليم أرض الصومال الانفصالي، وهو ما يمثل انتهاكا لسيادة الصومال ووحدة أراضيه، وبالتالى فالأمر لم يعد قاصرا على إثيوبيا والصومال، وإنما تخطاهما لمناطق أخرى نظرا لدور إثيوبيا فى حالة الانقسام بين حكومة الصومال وإقليم أرض الصومال.

 

إقدام إثيوبيا على التواجد فى المطارات والموانئ الصومالية مرفوض

 وأكدت السفيرة منى عمر أن الحكومة الإثيوبية تصعد من الأزمة مع الصومال من خلال الإقدام على التواجد فى المطارات والموانى الصومالية، وهذا أمر مرفوض من جانب المنظمات الدولية والإقليمية مثل الاتحاد الأفريقى، خاصة أن هذه الأزمة ليس لها علاقة بأزمة سد النهضة مع مصر والسودان، لكن لها علاقة بالتنافس الذى تشعر به إثيوبيا تجاه مصر ودعم مصر للصومال، وزاد هذا الأمر بعد الاتفاقية الدفاعية بين مصر وتركيا.

 

النظام الإثيوبى يشعل الأوضاع فى منطقة القرن الإفريقى

وتابعت أن مصر قدمت مذكرة لمجلس الأمن بسبب المماطلة الإثيوبية والتصرف بشكل أحادى وردت إثيوبيا بإخطار الاتحاد الأفريقى بـاتفاقية عنتيبى، وبالتالى فالنظام الإثيوبى يشعل الأوضاع فى منطقة القرن الأفريقى.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية