الموت غير الرحيم.. نقص الأدوية وانتشار الأوبئة وهدم المستشفيات.. تدهور الأوضاع الصحية في غزة وسط استمرار الحصار الإسرائيلي.. والأطفال: عند الله تجتمع الخصوم
قطاع غزة الذي يعاني من حصار مستمر لأكثر من 17 عامًا واعتداءات عسكرية متكررة، يشهد انهيارا شبه كامل في النظام الصحي منذ حرب السابع من أكتوبر، المستشفيات تعاني نقصا حادا في الأدوية والمعدات الطبية، ما يجعل من الصعب تلبية احتياجات المرضى، ووفقا لوزارة الصحة في غزة، تجاوز نقص الأدوية الأساسية نسبة 60%، بينما بلغ النقص في الأدوية التخصصية لعلاج الأمراض المزمنة كالسرطان وغسيل الكلى أكثر من 85%.
شهادات من العاملين في الميدان
منظمة "أطباء بلا حدود"، التي تعمل على الأرض في غزة، وصفت الوضع الصحي بأنه "كارثي".
وقال كريستوفر لوكيير، الأمين العام للمنظمة، إن العاملين في القطاع الصحي يواجهون تحديات غير مسبوقة نتيجة الاعتداءات المتواصلة وعدم توفر الأمان أثناء أداء واجبهم. واتهم إسرائيل باستخدام المساعدات الإنسانية كورقة دعائية، حيث تعيق دخول المواد الأساسية اللازمة للقطاع.
أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل فرض قيود صارمة تمنع دخول المساعدات الإنسانية الضرورية، ما يفاقم الأزمة الصحية، بالإضافة إلى الاعتداءات المباشرة على المستشفيات والبنية التحتية، تتسبب هذه السياسات في تدمير قدرة النظام الصحي على تقديم الرعاية اللازمة للمواطنين.
تدمير المستشفيات والبنية التحتية الصحية
أدى العدوان الإسرائيلي الأخير إلى خروج معظم مستشفيات غزة عن الخدمة. وفقًا للشوا، تضررت البنية التحتية بشكل كبير نتيجة القصف المتواصل، مما أدى إلى تدمير العديد من المستشفيات وتفاقم انتشار الأمراض والأوبئة بسبب تراكم النفايات وتدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع.
تفاقم الأوضاع البيئية وانتشار الأوبئة
الأوضاع البيئية المتدهورة في غزة تؤدي إلى انتشار واسع للأمراض والأوبئة، وتكدس النازحين في أماكن غير صحية وزيادة سوء التغذية بين الأطفال هي بعض من الأعراض الظاهرة لهذه الكارثة الإنسانية، منظمة اليونيسيف أفادت بأن أكثر من 50 ألف طفل في غزة يعانون من سوء التغذية الحاد، مما يزيد من تفاقم الوضع الصحي.
أم محمد، أم لطفل يبلغ من العمر خمسة أشهر، تقول إن طفلها يعاني سوء التغذية نتيجة نقص الطعام والمياه النظيفة، مع ارتفاع الأسعار، مما يجعل من الصعب توفير الغذاء اللازم. عند وصول الطفل إلى مركز الهلال الأحمر في دير البلح، كان وزنه 3.3 كيلوغرامات فقط، ولكن بفضل الرعاية الطبية المكثفة والدعم الغذائي، تمكن من الوصول إلى وزن صحي بمرور الوقت.
الأطفال ضحايا الحصار.. قصص من الواقع
تتكرر معاناة الأطفال في غزة نتيجة الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع. ناريمان المصري، طفلة تبلغ تسعة أشهر، وصلت إلى مركز الهلال الأحمر وهي تعاني من سوء تغذية حاد بوزن لم يتجاوز 6 كيلوغرامات، في حين كان من المفترض أن يكون وزنها الطبيعي 8 كيلوجرامات. بفضل الرعاية الطبية، تمكنت ناريمان من استعادة بعض من وزنها الطبيعي، ولكن هذه القصص تلقي الضوء على واقع مرير يعيشه الأطفال في غزة يوميًا.
الطفلة ميرا شولي، التي لم تتجاوز الستة أشهر، كانت تعاني من نقص شديد في الوزن نتيجة مشاكل في امتصاص الطعام. كانت بحاجة إلى رعاية عاجلة، وتمكنت بفضل الجهود الطبية من تجاوز هذه الأزمة الصحية.
جهود مستمرة رغم التحديات
على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه القطاع الصحي، تستمر المراكز الطبية مثل مركز الهلال الأحمر في تقديم خدماتها لآلاف الحالات. إلا أن الوضع يظل معقدًا، حيث يعاني 9 من كل 10 أطفال في غزة من نقص العناصر الغذائية الضرورية، وفقًا لمنظمة اليونيسيف. ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال والحوامل يشكل تهديدًا خطيرًا لحياة آلاف المواطنين.
الإجلاء الطبي.. إنقاذ حياة المصابين
منظمة الصحة العالمية أعلنت عن أكبر عملية إجلاء للمرضى من قطاع غزة منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023. تم نقل 97 مريضًا، بينهم 45 طفلًا، إلى أبوظبي لتلقي الرعاية الصحية المتخصصة. هذه العملية تُعد إنجازًا كبيرًا في ظل التحديات التي تواجه القطاع الصحي، حيث يعاني ربع المصابين في الحرب من إصابات مغيرة للحياة، تستدعي عمليات بتر أو إعادة تأهيل طويلة الأمد.
آلاف الإصابات الخطيرة وبتر الأطراف
من بين الإصابات الخطيرة التي تحتاج إلى متابعة وإعادة تأهيل، هناك أكثر من 13,000 إصابة خطيرة في الأطراف، وهو ما أدى إلى إجراء آلاف عمليات البتر. تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن النظام الصحي في غزة غير قادر على تقديم الرعاية اللازمة لهؤلاء المرضى نتيجة تدمير المراكز الصحية ونقص المعدات الطبية.
انهيار النظام الصحي واستمرار الأزمة
مع تواصل العدوان وتدمير المستشفيات، تزداد الحاجة إلى دعم دولي عاجل لإعادة تأهيل القطاع الصحي في غزة. 17 مستشفى فقط من أصل 36 لا تزال تعمل بشكل جزئي، ومعظمها يعاني من نقص في المواد الأساسية. المركز الوحيد لترميم الأطراف وإعادة التأهيل توقف عن العمل نتيجة نقص الإمدادات والعاملين الصحيين المتخصصين.
منظمة الصحة العالمية تحذر من أن الوضع الصحي في غزة قد يستمر في التدهور إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فورية، مؤكدة الحاجة إلى دعم طويل الأمد لتلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة في القطاع.
الحاجة إلى تحرك دولي عاجل
الوضع الصحي في غزة يعكس أزمة إنسانية متفاقمة، حيث يعاني الأطفال والمرضى من نقص في الرعاية الصحية الأساسية. على الرغم من الجهود المستمرة من قبل المنظمات الإنسانية، يظل الحصار الإسرائيلي والعدوان المتكرر العائق الرئيسي أمام تحسين الوضع الصحي. تحتاج غزة إلى دعم دولي عاجل ومستدام لضمان وصول المساعدات الطبية وإعادة تأهيل النظام الصحي المنهار.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.