رئيس التحرير
عصام كامل

أوشن 2024، أضخم مناورة عسكرية صينية روسية بشمال بحر اليابان.. تحمل رسالة تهديد من المعسكر الشرقي للغرب.. وتعلن وجود قوة محورية تهدف لمواجهة النفوذ الأمريكي المتنامي

تحالف روسي صيني
تحالف روسي صيني

في خضم التوترات الدولية المتصاعدة والتحولات الجيوسياسية الكبرى، برز التحالف الصيني الروسي كقوة محورية تهدف إلى مواجهة النفوذ الأمريكي المتنامي في الساحة العالمية.

وفي السنوات الأخيرة، عززت موسكو وبكين علاقاتهما بشكل غير مسبوق، حيث يتعاون البلدان على عدة جبهات سياسية وعسكرية واقتصادية، متحدين في طموحاتهما لموازنة الهيمنة الأمريكية وإعادة تشكيل النظام العالمي بما يتماشى مع مصالحهما المشتركة.

هذا التحالف، الذي يتمحور حول تحدي السياسات الأمريكية في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، بات يمثل قوة ضاغطة تسعى إلى إعادة تعريف معادلات القوة العالمية وتوسيع دائرة نفوذها على حساب الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.

وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطاب ناري، الولايات المتحدة من محاولة التفوق على موسكو في مجال التسلح بمنطقة آسيا والمحيط الهادي.

جاء هذا التحذير بالتزامن مع بدء روسيا لأكبر مناورات بحرية في حقبة ما بعد الاتحاد السوفيتي، تشارك فيها الصين بقوة، مما يعكس تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة.

أكد بوتين على ضرورة استعداد روسيا لمواجهة أي تطورات قد تطرأ، مشيرًا بأصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة بتأجيج سباق تسلح جديد في المنطقة. ولفت الرئيس الروسي الانتباه إلى خطط واشنطن لنشر صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادي، وهو ما يعتبره الكرملين تهديدًا مباشرًا لأمن روسيا.

مناورات بحرية ضخمة

بدأت القوات البحرية الروسية والصينية مناورات عسكرية واسعة النطاق في شمال بحر اليابان، بهدف تعزيز حماية النشاط الاقتصادي البحري، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الروسية.

وأشارت الوزارة إلى أن التدريبات تركز بشكل أساسي على الدفاع عن الطرق البحرية ومناطق النشاط الاقتصادي البحري، وذلك في إطار استراتيجيات موسكو لتعزيز وجودها في المناطق الحيوية.

رغم عدم الإفصاح عن عدد السفن الروسية المشاركة في هذه المناورات، أكدت موسكو على وجود أربع سفن حربية وسفينة إمداد صينية في منطقة التدريبات، التي تمتد إلى خليج بطرس الأكبر بالقرب من فلاديفوستوك، وهي قاعدة بحرية استراتيجية في أقصى شرق روسيا.

تأتي هذه التدريبات كجزء من مناورات "أوشن-2024" الاستراتيجية التي تشمل المحيطين الهادئ والأطلسي، بالإضافة إلى البحر الأبيض المتوسط وبحري قزوين والبلطيق، بمشاركة إجمالية تبلغ 400 سفينة روسية و120 طائرة ومروحية، وما يزيد عن 90 ألف جندي.

تحذيرات من طوكيو وواشنطن

لم تكن اليابان بعيدة عن هذه التوترات، إذ رصدت وزارة الدفاع اليابانية خمس سفن بحرية صينية تتجه نحو روسيا في بحر اليابان نهاية الأسبوع الماضي.

وأفادت الوزارة أن هذه السفن عبرت مضيق تسوشيما باتجاه بحر اليابان، مما أثار قلق طوكيو، التي عبرت عن احتجاجها الشديد بعد دخول سفينة حربية صينية مياهها الإقليمية قرب جزرها الجنوبية.

تأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه التوترات بين الصين واليابان حول المناطق المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي، وخاصة جزر سنكاكو، أو دياويو كما تسميها الصين، التي تديرها اليابان. وقد أدت هذه النزاعات إلى حوادث سابقة بين السفن الصينية واليابانية، مما أضاف بعدًا دبلوماسيًا متوترًا إلى العلاقة بين البلدين.

من جهة أخرى، يثير النفوذ المتزايد للصين في منطقة آسيا والمحيط الهادي، سواء من الناحية الاقتصادية أو العسكرية، قلق الولايات المتحدة وحلفائها. في ضوء هذا القلق، بدأت اليابان، التي كانت مسالمة لعقود بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، في زيادة إنفاقها العسكري بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة بدفع من واشنطن، في محاولة لمواجهة التهديدات الإقليمية.

تحالفات روسية صينية

تعكس هذه المناورات العسكرية المشتركة بين موسكو وبكين تعمق العلاقات بين البلدين منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، حيث تظل الصين متجنبة إدانة التحركات الروسية. وأعلنت الصين أنها ستشارك في التدريبات الروسية "أوشن-2024"، مما يشير إلى مستوى متقدم من التعاون الإستراتيجي بين الجيشين الروسي والصيني.

في ظل هذه الأجواء المشحونة، يشهد العالم إعادة تشكيل للتحالفات والتهديدات في منطقة آسيا والمحيط الهادي، مع سعي موسكو وبكين لتعزيز علاقاتهما العسكرية لمواجهة الضغوط الغربية. في هذا السياق، تستعد الصين وروسيا لإجراء مزيد من المناورات المشتركة خلال الشهر الحالي، مما يضيف بعدًا جديدًا إلى التوترات الجيوسياسية في المنطقة.

ردود فعل غربية

لا يزال حلف شمال الأطلسي (ناتو) ينظر إلى الصين كعامل تمكين رئيسي في الحرب الروسية على أوكرانيا. وجاء هذا التقييم بعد مناورات بحرية وجوية مشتركة بين روسيا والصين في يوليو حول مدينة تشانجيانغ في مقاطعة غوانغدونغ الصينية. ومن المتوقع أن تزيد هذه المناورات من الضغوط على التحالف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة، مما يدفعه إلى اتخاذ إجراءات إضافية لمواجهة التهديدات المتزايدة في آسيا والمحيط الهادي.

تتزامن هذه التطورات مع اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة بريكس في روسيا، حيث يحضر وزير الخارجية الصيني وانغ يي لمناقشة الشؤون الأمنية في ظل هذه التوترات. ومع قرب انعقاد قمة مجموعة بريكس الشهر المقبل، تزداد أهمية هذه المناقشات التي قد تشكل ملامح التحالفات المستقبلية في ظل تغير المشهد الجيوسياسي العالمي.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية