رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: لمصلحة من وضع البنزين بجوار النار؟ ميكالي وحسام حسن!

زغلول صيام
زغلول صيام

لست هنا بصدد تقييم حسام حسن، المدير الفني للمنتخب الوطني الأول، وروجير ميكالي، المدير الفني للمنتخب الأولمبي السابق وصاحب المركز الرابع في أولمبياد باريس 2024، وإنما أمام وضع قد لا تراه في أي مكان في العالم غير بلدنا.
اتحاد الكرة المصري الموقر أبرم اتفاقًا مبدئيًا مع البرازيلي لقيادة منتخب الشباب مقابل راتب قدره 85 ألف دولار، أي قرابة 5 ملايين جنيه، غير راتب الجهاز المعاون، في الوقت الذي يتقاضى فيه حسام حسن مليون جنيه راتبًا شهريًا. هل يعقل أن يحصل مساعد الطبيب على راتب أكبر من الطبيب نفسه؟

في كل بلاد العالم - غيرنا طبعًا - يحصل المدير الفني للمنتخب الأول على أعلى راتب داخل اتحاد الكرة، ولم تحدث سابقة أن يحصل مدرب المنتخب الأولمبي على راتب أكبر من المدير الفني للمنتخب الأول إلا في عهد اتحاد الكرة الحالي.

لمصلحة من القضاء على مشروع بناء مدربين شباب قادرين على حمل الشعلة في المستقبل بعد أن ضحى وائل رياض، المدير الفني لمنتخب الشباب، بالذهاب إلى أولمبياد باريس من أجل بناء جيل جديد للكرة المصرية؟

وائل شيتوس ضحى بأن يكون أول مدرب مصري يشارك في تأهل منتخبين أولمبيين للأولمبياد مرتين متتاليتين لأنه أراد أن يدخل تجربة جديدة، ورغم ذلك، اتحاد الكرة ينوي استمراره مع المنتخب الذي يتم تشكيله 2010!

لمصلحة من اتحاد يعد أيامًا من أجل الرحيل ثم يتعاقد مع مدرب لمدة أربع سنوات؟ فماذا يفعل الاتحاد الذي سيتم انتخابه؟ ومن الذي سيتحمل فاتورته؟ ألم يفز الكابتن ربيع ياسين من قبل ببطولتين أمم إفريقيا للشباب؟ يعني عندنا مدربين!

هل وليد الركراكي أو طارق السيكتوري، مدربا المنتخب الأول والأولمبي المغربي، أفضل من مدربينا في مصر؟

إن الذي أوحى لاتحاد الكرة بتلك الأفكار الجهنمية عليه أن يراجع نفسه لأنه لا يدفع من جيبه الخاص، خاصة وأن ميزانية اتحاد الكرة على شفا حفرة، وموازنة الدولة لا تتحمل هذا الهراء في تحمل نفقات عملة صعبة!

أعلم أن الكلام ليس على هوى المسؤولين وأعلم أنهم سيفعلون عكسه، ورغم ذلك متمسكون برأينا في أن ما يحدث أمر يفوق كل التصورات وضد المنطق. ألم يردعهم ما حدث مع روي فيتوريا ومن قبله كلاتنبرج ومن بعده بيريرا؟

أهانت كل تلك الملايين من الجنيهات على صاحب القرار؟ هل نحن في حاجة لتحمل الدولة من جديد عبء الإنفاق على كرة القدم؟ أرجوكم من أجل مصلحة مصر أن تتوقفوا عن فعل شيء طالما أنكم على أبواب الرحيل وحتى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا.

الجريدة الرسمية