الكيت كات.. قصة مأخوذة عن رواية «مالك الحزين».. يحتل المركز الثامن ضمن أفضل 100 فيلم عربي.. أغلب شخصياته حقيقية.. والرقابة اعترضت على الاسم القديم له
فيلم “الكيت كات” واحد من أشهر أفلام المخرج داود عبد السيد، فيلم من النوع الكوميدى الدرامى، وواحد من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية، كما يحتل المركز الثامن ضمن قائمة أفضل 100 فيلم عربي.
ويمتلك المخرج الكبير فيلمين آخرين بالقائمة وهما: أرض الخوف، ورسائل البحر، والفيلم عرض فى مثل هذا اليوم عام 1991 ومأخوذ عن رواية "مالك الحزين" أشهر الروايات العربية المعاصرة للأديب الراحل إبراهيم أصلان أشهر أدباء الستينات، صدرت في طبعتها الأولى عام 1983.
ومالك الحزين القصة المأخوذ عنها الكيت كات تستقى اسمها من الطير الجميل الذى يعيش على الأنهار طالما هى موجودة، وإن غارت أو جفت دخل مرحلة الحزن النبيل وهذه التسمية تجعل الكيت كات معبرا عن الشعب المصرى الطيب.
تصوير الفيلم فى الأماكن الحقيقية
فى رحلة البحث عن منتج لتحويل مالك الحزين إلى فيلم باسم الكيت كات ظل داود عبدالسيد يبحث عن منتج للعمل لمدة 5 سنوات، ولم يوافق أغلبهم على بناء حارة متكاملة لتصوير أحداث العمل، حيث كانوا يرغبون في تصوير الفيلم بأحد الاستوديوهات، إلا أن أغلب مشاهد الفيلم تم تصويرها في شوارع حي الكيت الكات الحقيقية، كما أن أحد المنتجين أبدى موافقته على الإنتاج بشرط قيام الفنان عادل إمام ببطولة العمل، ولكن المخرج رفض حيث كان النجم محمود عبدالعزيز في ذهنه أثناء كتابته المعالجة السينمائية للرواية.
مالك الحزين رواية عربية استغرق إبراهيم أصلان في كتابتها 9 سنوات ليقدّم للوسط الإبداعى المزدحم بالروائيين، تجربة إبداعية فريدة حول حى "الكيت كات"، حيث تدور أحداث الرواية فى حى إمبابة فى القاهرة تحديدًا فى منطقة الكيت كات، وتدور أحداثها حول عالم مغترب يتغير أبطاله ويعانى كل منهم من همه الخاص واغترابه الخاص، شخصيات الرواية أكثر من 115 شخصية، رغم أن الرواية من النوع المتوسط الحجم.
مواقف كوميدية للبطل الكفيف
في فيلم " الكيت كات " يعيش الشيخ حسني الكفيف المشاغب مع أمه وابنه الوحيد الذي رحلت والدته، فتزوج حسني ابن خالته اللعوب التي تستخف به فيطلقها، ومن خلال مواقف كوميدية يتحدى الشيخ حسني عجزه وظروفه ويتحايل عليه بالذكاء والفهلوة وخفة الدم في حبه لتناول الحشيش وحبه للموسيقى والطرب بالرغم من رداءة صوته، فقدم أروع مشاهد الكفيف الذي يقود الدراجة والموتوسيكل في الشوارع.
كشف المخرج داوود عبد السيد، خلال الندوة النقاشية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بمناسبة مرور 30 عامًا على فيلم “الكيت كات”، عن الاسم الأصلي لرواية الفيلم، مؤكدًا أنها كانت بعنوان “عرايا في الزحام إحدى قصص مالك الحزين، وأشار إلى أن أهل الحارة الحقيقيين كانوا شخصيات مكشوفة للجميع مشيرا الى أن الرقابة على المصنفات اعترضت على إطلاق اسم الرواية على الفيلم لذا تم تغييره لـ الكيت كات، رغم أن اسم الرواية لا يحمل في معناه أي إغراء أو محتوى جنسي.
النقاد لم يفهموا الكيت كات
وأضاف عبد السيد: أن النقاد لم يفهموا فيلم الكيت كات، واعتبروا أن بطل الفيلم الشيخ حسني كان أعمى النظر ولم يكن أعمى البصيرة، ودي مكنتش فلسفة الفيلم، الفيلم كان بيأكد على عجز الشيخ حسني إنه أعمى النظر، ودي حاسة مفقودة، والناس أدته معنى أبعد من المقصود لأنها استخرجت معاني مش مقصودة من القصة،وحاجات ممكن متكونش واضحة بالنسبالي بس أنت كمشاهد اكتشفتها ودا حقك، ومفيش أي مشكلة أن الجمهور يفضل فيلم على فيلم، عن نفسي أنا راضي عن كل افلامي،
وعن النجم محمود عبد العزيز ودوره فى فيلم الكيت كات يقول داود عبد السيد:عملت مع محمود عبدالعزيز في فيلم الصعاليك، ووجدت فيه ملامح فنان جيد جدًا، بعيدًا عن وسامته، ولم أكن أتوقع نجاحه بهذه الصورة، وهذا الانفجار الشديد الذي حدث فى تأدية شخصية الشيخ حسنى.
شارك في الفيلم عدد كبير من الفنانين منهم محمود عبد العزيز، أمينة رزق، شريف منير، عايدة رياض، علي حسنين، وشريف الموجي، والفيلم من إخراج وسيناريو وحوار داوود عبد السيد، وقصة إبراهيم أصلان،
صلاح جاهين يكتب الصحبجية
غنى النجم محمود عبد العزيز بالفيلم ثلاثة أغاني؛ اثنتين من تلحين سيد مكاوى (ورق الفل، الصحبجية التي كتبها صلاح جاهين)، ولحن إبراهيم رجب أغنية "ياللا بينا تعالوا نسيب اليوم بحاله" التي كتبها سيد حجاب.
من أكثر الجوائز التي حصل عليها محمود عبد العزيز كانت عن دوره في فيلم الكيت كات، فحصل على جائزة مهرجان الإسكندرية السينمائي، جائزة جمعية الفيلم، جائزة مهرجان دمشق، ومهرجان الأفلام الروائية وغيرها.
ويحكي الفنان الراحل محمود عبد العزيز قصة تصويره لفيلم الكيت كات قال: "عندما عرض المخرج داود عبد السيد سيناريو فيلم الكيت كات شعرت بالقلق بالرغم من أنني أحب تقديم الشخصيات الصعبة التي تتطلب مجهودا، فقبلت الدور، لكني لجأت إلى أطباء العيون علي المفتى وأسامة الحوفي للتدريب على مواصفات الأعمى وشكل العينين بعد أن علمت أن المولود كفيفا تختلف نظراته وشكل عينيه عن الكفيف بعد ولادته".
وأضاف: "قمت مع المخرج طوال خمس سنوات نبحث عن منتج لفيلم الكيت كات لأنه كان يوصف بأنه فيلم غامق، ثم تحمس المنتج حسين القلا للقصة وتم الإنتاج والتصوير ونجح الفيلم والحمد لله، مؤكدا أن شخصية الشيخ حسنى التي أداها موجودة في الحقيقة في حي إمبابة وأن الشيخ سيد مكاوي ملحن أغاني الفيلم أنه يعرف الشيخ حسني واسمه الحقيقي الشيخ محسن.
تكلفة الفيلم 900 ألف جنيه
عن فيلم "الكيت كات" قال منتج الفيلم حسين القلا: داوود عبد السيد مخرج عظيم وليس له مثيل، ويتميز عن كل المخرجين بحرفيته وتفكيره البحث عن التفاصيل، وكنا عايزين نقول في العمل أن الأعمى أعمى القلب وليس العين، وكان اسم الفيلم الملك الحزين على اسم الرواية، وكنت متأكد أنه هيكون علامة مهمة في تاريخ السينما المصرية، كما أن فيلم الكيت كات تكلفته 900 ألف جنيه فقط، وحققنا من ورائه أرباحًا حينما كانت التذكرة بالسينما 3 جنيهات.
المخرج اختار الشيخ حسنى بطلا
شهد فيلم الكيت كات ظهور أغلب أهالي حي "الكيت الكات" إلا البطل الشيخ عبدالمحسن موسى وهو اسمه الحقيقي وليس "الشيخ حسني"، واذا كان بطل رواية مالك الحزين هو يوسف الا ان المخرج داود عبد السيد حول بطل الرواية في الفيلم ليكون الشيخ حسني بدلا من "يوسف" حيث استغرقته الشخصية.
وقد وصف رجل المهندس الأعمال نجيب ساويرس فيلم الكيت كات بأنه أعظم الأفلام المصرية في السيناريو والتمثيل والإخراج والموسيقى التصويرية التى كانت اسطورية.
نقطة تحول فى حياة عبد السيد
وخلال لقاء تلفزيوني أوضح داود عبد السيد: "فيلم الكيت كات نقلة في حياتي، وفيلم الكيت كات بيعبر عن عجز المجتمع، لأني ابن مرحلة الهزيمة في 1967 وعشت كل الأحداث دي، وإحنا مش قادرين نتجاوز عجزنا لحد دلوقتي، سواء ثقافيا أو اجتماعيا.".