تحول مفاجئ في الموقف الروسي بشأن المفاوضات مع أوكرانيا، الدب الروسي يلقي بالكرة في ملعب كييف، وخبراء: بوتين يتعامل بذكاء واتفاق إسطنبول شرط لن يقبله الغرب
أعلن الكرملين عن مفاجأة سياسية من العيار الثقيل، تضمنت الاستعداد لبدء محادثات سلام مع أوكرانيا من دون شروط مسبقة، ما أثار التساؤلات حول حقيقة الموقف الروسي ودلالاته.
استعداد لبدء محادثات سلام مع أوكرانيا
وجاء هذا الإعلان في الوقت الذي حققت فيه القوات الروسية تقدمًا عسكريا غير مسبوق في إقليم دونباس الأوكراني، وهو أحد الأهداف الرئيسة التي أعلن عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن موسكو لا تضع أي شروط مسبقة لإجراء محادثات سلام مع كييف في الوقت الراهن، وأن بلاده لا تناقش إجراء تعبئة جديدة.
وأكد بوتين ما جاء على لسان بيسكوف، قائلًا: "مستعدون لإجراء مفاوضات مع كييف، والبناء على المحادثات التي عُقدت في تركيا عام 2022".
تحول مفاجئ في الموقف الروسي بشأن المفاوضات
وأثارت هذه التصريحات الروسية كثيرًا من التساؤلات عن أسباب التحول المفاجئ في الموقف الروسي بشأن التفاوض مع الجانب الأوكراني، وما إذا كان هناك تدخل غربي لإجبار موسكو على هذا الموقف، أم لا؟.
وأثارت التصريحات أيضا التساؤلات حول مصير المحادثات بين طرفي الحرب، التي اندلعت في فبراير عام 2022، بعد رفض أوكرانيا رغم التوقيع عليها آنذاك، وهل تتمسك روسيا ببناء المفاوضات على هذه المحادثات، وما مصيرها حال رفض كييف هذا السيناريو؟
وفي هذا الصدد، أكد خبراء أن هذه خطوة غاية في الأهمية، وتأتي في توقيت مناسب، إذ تقدمت القوات الروسية في الإقليم الشمالي الشرقي والجنوبي الأوكراني".
وقال أحد الخبراء إن بوتين ألقى الكرة بقوة في ملعب كييف والغرب؛ لأنه يعلم جيدًا أن رفض أوكرانيا لتنفيذ اتفاق إسطنبول، التي وقعت عليه كييف بسبب الضغط الأوروبي، رغبةً منهم في كسر هيبة الدب الروسي وهزيمته داخل الأراضي الأوكرانية، قد يغير أوراق اللعبة السياسية لدى الغرب وكييف معًا.
ويقول مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، الدكتور ديميتري بريجع، إن الرئيس الروسي تعامل بدهاء سياسي وإستراتيجي على مستوى عالٍ بعد تصريحاته وموافقته الضمنية على التفاوض مع أوكرانيا.
وأضاف بريجع، أن بوتين وضع شرطًا يرفضه الغرب رفضًا تامًّا، لا بل يخشى منه، وهو بناء المفاوضات على اتفاق إسطنبول لعام 2022؛ لأنه يعلم جيدًا أن الغرب لن يخرج صراحةً ويرفض هذا، ولكن يضغط على أوكرانيا مجددًا لعدم الموافقة، وبالتالي يكون الرفض من قبل كييف.
وأشار إلى أن كييف كانت راضية تمامًا عما توصلت إليه مع روسيا في إسطنبول، إلا أن الغرب لم يرضَ بذلك؛ نظرًا لما تضمنه الاتفاق من تعهد كييف بعدم الانضمام إلى أي تحالفات عسكرية، وعدم نشر أي قواعد عسكرية أجنبية على الأراضي الأوكرانية، بعدِّها دولة محايدة والمحافظة على هذا الحياد.
وتابع بريجع: "في أعقاب هذا الاتفاق زار رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، بوريس جونسون، أوكرانيا طالبًا من السلطات الأوكرانية عدم تنفيذ هذا الاتفاق، ومواصلة الحرب ضد الروس، واعدًا كييف بتقديم الدعم المالي والعسكري، وهو ما لم يتحقق على أرض الواقع بالشكل الذي كانت تحلم به كييف".
وأكد أنه "مع تراجع الدعم الغربي وتزايد الهجمات الروسية الناجحة، قد تغير كييف ترتيب أوراقها مجددًا".
وتوقع بريجع استمرار صمت الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إزاء التصريحات الروسية، إلى حين العودة إلى الإدارة الغربية، وتحديدًا الولايات المتحدة الأمريكية، لمعرفة رأيها مسبقًا قبل إدلاء كييف بأي تصريحات أو رد".
وتابع بالقول: "قد يكون الرد هو عدم الرد، والتزام كييف الصمت خلال هذه الأيام، إلا أن هذا قد يُعطي مؤشرًا لبوتين على عدم الموافقة على التفاوض، وبالتالي استمرار الهجمات الروسية، التي ستكون في هذه الحالة عنيفة ومؤلمة، وقد تجبر كييف على اتخاذ قرار التفاوض بمفردها، من دون الرجوع إلى الغرب".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.