رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام: لما كل الشركات عملت أندية مين هيعلن في الدوري المصري؟! ورابطة جماهير لمن يدفع أكثر!

زغلول صيام
زغلول صيام

ما زلت أتذكر عندما دخل علينا مدرس العلوم في ثانية ثانوي ليسأل كل واحد منا عن طموحه في المستقبل… الكل اتفق إما على طب أو هندسة… تراجع الأستاذ للوراء وبلهجة ساخرة قال: لما كلكم عايزين طب وهندسة، يبقى مين هيبيض الفصل ومين هيعمل الديسكات اللي قاعدين عليها ومين هيصلح السباكة؟! ومين ومين وقعد يعدد مهنا كثيرة.

 

وقتها قلت إن الأستاذ بيتريق علينا ويحاول أن يقتل طموحنا، ولكن لما بدأت أفهم الأمور وجدت أنه على حق.

 

ولا أعرف لماذا ربطت بين ما قاله مدرس العلوم وما يحدث في كرة القدم المصرية؟! كل الشركات الكبيرة والبنوك تسعى لإشهار أندية تلعب في الدوري الممتاز… وبما أن كرة القدم تعتمد مصادر دخلها على الرعاية من تلك الشركات، فإن الأمر بات في منتهى الصعوبة!! لأن الشركات بدلاً من أن ترعى الأندية، أصبحت هي الأندية نفسها، وبدلاً من أن تدفع للدعاية باتت تنفق على اللاعبين.

 

ولأن هذه الشركات ليس لها جماهير، فغابت المتعة والإثارة، لأن الجماهير عصب كرة القدم في أي مكان، وما يحدث عندنا ليس له مثيل في أي مكان في العالم… هناك الشركات والبنوك ترعى أندية جماهيرية وتضع إعلاناتها على فانلات اللاعبين وفي أرجاء الملاعب. لم نسمع عن نادي بوما أو نادي أديداس.. ولم نر نادي آيفون أو سامسونج!! حتى رجال الأعمال يدخلون بحصص في أنديه ذات جماهيرية..

عندنا فشل في مقاومة تلك الظاهرة التي استشرت في الملاعب المصرية بصورة جعلت الأندية الجماهيرية الحقيقية تنزوي وتتراجع إلى الوراء أمام غول اسمه أندية الشركات، ولو أن هناك قوانين تمنع تلك الظاهرة لاختفت تمامًا من هذا المشهد العبثي.

 

أكاد أجزم أن هناك مباريات كثيرة وكثيرة جدًا في الدوري المصري تقام بدون جمهور أو في حضور جماهيري لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، فتراجعت صناعة كرة القدم واختفت الجماهير من الملاعب إلا فيما نذر!

 

رابطة جماهير لمن يدفع أكثر

 

الأسبوع الماضي رأيت بعيني تجمعات لشباب عصر الجمعة، وعندما سألت إن كان هناك أزمة أو مشكلة، فرد عليّ أحدهم أنهم ذاهبون إلى الاستاد لمؤازرة فريق في نهائي كأس مصر بعد الحصول على وجبة ومبلغ زهيد!!!

 

وربما تشهد الأيام القادمة إنشاء روابط جماهيرية سيكون شعارها… الولاء لمن يدفع أكثر… نعم اليوم مع فريق فلان واليوم الثاني مع علان وهكذا طالما أن هناك وجبة ومبلغا زهيدا ووسيلة مواصلات مجانية.

 

لا يوجد عبث أكثر مما نراه في ظل غياب كامل للهيئات الرياضية الحاكمة، والتي اكتفت بدور المشاهد فقط دون أن تضع لوائح واضحة وصريحة لطرق استثمار كرة القدم.

ربما ما أطالب وأنادي به حلما بعيد المنال ولكن لعل وعسى نفوق قبل فوات الأوان!!!

الجريدة الرسمية