رئيس التحرير
عصام كامل

مسؤلية القيادة والبطانة

لقد منح الله الإنسان حق الاختيار المطلق في دينه وعلاقاته وأعماله، ومنحه حرية الرأي والحوار مع كل الناس، وعرض آرائه بالحكمة والموعظة الحسنة، وحرم على الإنسان الظلم والقهر والبغي والطغيان والعدوان، وأمر الله الإنسان بالتعاون مع غيره بالبر والتقوى والمصداقية والإحسان.

وحرم عليه الإفساد في الأرض والإضرار بالإنسان وجميع المخلوقات دون استثناء، ومنحه حق الدفاع عن النفس وأن يتعامل بالرحمة والعدل وينصف الناس في حقوقهم ووضع الله قاعدة تشريعية بقوله سبحانه: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ).. 

 

إذ لا يجوز معاقبة الإنسان بجريمة الآخرين وإعطاء كل ذي حق حقه، ولا يحاسب الإنسان على أفكاره إنما يحاسب على أعماله، إذا أضر بالناس بأمنهم ومصالحهم واعتدى عليهم، فلا يوجد ما يمنع حدوث الاختلاف بين الناس في كل القضايا.

 

وفي تصور المستقبل الذي يتمناه كل إنسان أن يعيش في وطنه آمنًا يجد قوت يومه وقوت أسرته معززا مكرمًا في وطنه، له حق التعبير في كل أمر يخص مستقبله ومستقبل أسرته، وفيًا لأرضه مستعدا للذود عن حياضها، مدافعًا عن حقوقها.. 

 

وكل من لم يصدره عليكم بدلائل ثابتة فمن حقه ان يعود إلى وطنه، فالوطن حق كل أبنائه وليس من حق فئة واحدة، وهوية المواطن تحمي حقه في أن يعيش في وطنه.. فالوطن مفتوح لكل أبناء الشعب دون استثناء، وكل إنسان يتحمل مسؤلية قراره.. 

 

وكل الشعب يملك الوطن، وكل مواطن له حق فيه، والحكومة يكلفها الشعب لخدمته بالرحمة والعدل والإلتزام بعدم إتخاذ قرارات فردية، دون مصادقة مجلس الشعب المنتخب من الشعب لمراقبة رئاسة الدولة والحكومة، ومن حق كل مواطن أن يبدي رأيه في النظام ليصحح مساره، ولا يتخذ قرارات تغرقه بالديون من أجل الأمجاد الشخصية الفانية مع أصحابها..

 

ويبقى الشعب تتناوب عنه الأجيال في كل عصر ويسجل التاريخ بكل التقدير والتكريم القيادات التي أدت واجباتها وخدماتها لمصلحة الشعب ورعايته، وتحقيق تطلعاته ووفرت له رفاهيته، واحترمت حقوقه.. 

 

وأما إذا قصرت القيادات في حق الوطن ولم تحترم حقوق الشعب، ولم تكن أمينة على مصالحه فسوف يلعنها الشعب وتسجل في التاريخ بأنها أجرمت في حق الشعب، وخانت الأمانة ولم ترفق بالمواطن، فبغت على حقوقه واستباحت كرامته وستكون تلك القيادة عبرة الظالمين الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم، وارتكبوا من الفظائع والجرائم في حق المواطن الذي سيظل يدعو عليهم كل يوم باللعنات، وأن يكون جزاءهم يوم الحساب نار جهنم وبئس المصير..

الجريدة الرسمية