المكذبون بدعوة الرسل، تفسير الشيخ الشعراوي للآية 33 بسورة النحل (فيديو)
سورة النحل، أوضح الشيخ محمد متولي الشعراوي في خواطره حول سورة النحل، موقف الكافرين من الدعوة من العداء والكيد والتربص والإيذاء، كما بيَّن انتظارهم أن يروا بأعينهم ما سيحل بهم.
سورة النحل الآية 33
قال تعالى: «هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ».
تفسير الشيخ الشعراوي للآية 33 من سورة النحل
قال الشيخ محمد متولي الشعراوي: بعد أن عرضتْ الآيات جزاء المتقين الذين قالوا خيرًا، عادتْ لهؤلاء الذين قالوا «أَسَاطِيرُ الأولين» الذين يُصادمون الدعوة إلى الله، ويقفون منها موقف العداء والكَيْد والتربُّص والإيذاء، وهذا استفهام من الحق تبارك وتعالى لهؤلاء: ماذا تنتظرون؟! بعدما فعلتم بأمر الدعوة وما صَدْدتُم الناس عنها، ماذا تنتظرون؟ أتنتظرون أنْ تَرَوْا بأعينكم، ليس أمامكم إلا أمران: سيَحُلاَّن بكم لا محالة: إما أنْ تأتيكم الملائكة فتتوفاكم، أو يأتي أمرُ ربِّك، وهو يوم القيامة ولا ينجيكم منها إلا أنْ تؤمنوا، أم أنكم تنتظرون خيْرًا؟! فلن يأتيكم خير أبدًا.
المكذبون بدعوة الرسل
وأضاف الشعراوي: كما قال تعالى في آيات أخرى: «أتى أَمْرُ الله فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ» [النحل: 1]، وقال: «اقتربت الساعة» [القمر: 1]، وقال: «اقترب لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ» [الأنبياء: 1]، إذن: إنما ينتظرون أحداثًا تأتي لهم بشَرٍّ: تأتيهم الملائكة لقبْض أرواحهم في حالة هم بها ظالمون لأنفسهم، ثم يُلْقون السَّلَم رَغْمًا عنهم، أو: تأتيهم الطامة الكبرى وهي القيامة، ثم يقول الحق سبحانه: «كَذَلِكَ فَعَلَ الذين مِن قَبْلِهِمْ» [النحل: 33]، أي: ممَّن كذَّب الرسل قبلهم.. يعني هذه مسألة معروفة عنهم من قبل: «وَمَا ظَلَمَهُمُ الله» [النحل: 33].
وأكمل الشعراوي: أي: وما ظلمهم الله حين قدَّر أنْ يُجازيهم بكذا وكذا، وليس المراد هنا ظلمهم بالعذاب؛ لأن العذاب لم يحُلّ بهم بعد، «ولكن كَانُواْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ» [النحل: 33]، وهذا ما نُسمِّيه بالظلم الأحمق؛ لأن ظلم الغير قد يعود على الظالم بنوع من النفع، أما ظُلْم النفس فلا يعود عليها بشيء؛ وذلك لأنهم أسرفوا على أنفسهم في الدنيا فيما يخالف منهج الله، وبذلك فَوَّتوا على أنفسهم نعيم الدنيا ونعيم الآخرة، وهذا هو ظلمهم لأنفسهم.
الشيخ محمد متولي الشعراوي
ولد الشيخ الشعراوي في 15 أبريل عام 1911م، بـ قرية دقادوس، مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بجمهورية مصر العربية، وأتم حفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1923م، ودخل المعهد الثانوي الأزهري، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظى بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق.
مؤلفات الشيخ الشعراوي
للشيخ الشعراوي مؤلفات علمية عديدة منها: معجزة القرآن - الأدلة المادية على وجود الله - أنت تسأل والإسلام يجيب - الإسلام والفكر المعاصر - قضايا العصر - أسئلة حرجة وأجوبة صريحة.
وبعد عمر مديد في رحاب الدعوة الإسلامية المستنيرة والسمحة، وفي خدمة الإسلام والمسلمين، توفي الشيخ الشعراوي عن عمر يناهز السابعة والثمانين، في 22 صفر 1419هـ، الموافق 17 يونيو 1998م.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.