رئيس التحرير
عصام كامل

دولة البزرميط.. ووزراء اللحظة الأخيرة


قبل أن أبدأ أشير فقط لمعنى البزرميط، كلمة بزرميط أتت من كلمة فرنسية بمعنى عدم التجانس، من الآخر يعني سمك لبن تمر هندي، كحال الحكومة الحالية، إذ لا يعقل، ولا يمكن أن يدخل في عقلي حتى بنكلة واحدة (مصدية)، أن عدم تعيين بعض الوزراء في الحكومة المصرية في اللحظة الأخيرة بحجة اعتراض حزب النور على المرشحين المتقدمين للمنصب. يا سادة هذه حجج أكل منها الشعب المصري وشرب، إلا إذا كان المطلوب هو وضع العقل المصري في الثلاجة، بحجة "إن ما فيش غيره" وأصل الذين دخلوا في اللحظة الأخيرة وطنيون مخلصون، مع أن لدى من الإثباتات من أن الكثير من هؤلاء ليس لهم علاقة علمية وحقيقية في حياتهم إلا بالثلاجة، يا عم الحاج قول الكلام ده لحد غيرنا.


من المستحيل أن يصل أمثال هؤلاء الوزراء في دولة محترمة لهذا المنصب إلا إذا كنا دولة بلهاء وبريالة، وهكذا أخرج لنا المسئول الذي أوصى بتعيينهم لسانه لنا جميعا غصبا عن الشعب المصري كله، على أساس أنهم رجال موثوق بهم، مما يوحي أن مصر ليس لها علاقة بالمستقبل ولا الاستراتيجية ولا العلم ولا حتى البطيخ.

وقس على ذلك الكثير، معنى ذلك أن الدولة التي تحكم مصر هى دولة لا تبحث عن الشرفاء ولا تبحث عن الأمناء ولا تبحث عن العلماء ولا تبحث عن العظماء ولا تبحث عن أي شىء سوى شىء واحد هو علاقة هذا الرجل بالأمن، وهى علاقة تستدعي النظر والتمحيص، وستقال العبارة "أصله راجل رزين مش أهوج"، أيوه يعني هانعمل بيه إيه هانسلقه ولا نحمره ولا نشويه ولا هانعمله صينية في الفرن، لا إجابة بالطبع، الإجابة الوحيدة التي وصلت إليها هى وضع المؤسسات المصرية في الثلاجة العظيمة، على أساس أن مصر تنتمي قلبا وقالبا للعصر الجليدى الزعبلاوي!

ولأن مصر قدرها أن تنتمي للعصر الجليدي، الذي عليه أن يؤكد نزاهة هؤلاء الوزراء، فإن الشكوك كلها تتنطط أمام أعيننا جميعا، أي نزاهة تقصد يا سيدي المواطن المسئول عن تعيين الوزراء، أم أن معلوماتك تأتي بها من المريخ، أو من كوكب بعيد ألف سنة ضوئية في مجموعة أخرى غير المجموعة الشمسية، إن قدرنا أن نتقدم، وأنت لا تعمل على هذا التقدم، أنت تأتي بالبشارة في كل مرة، نفس البشارة أن لا شىء سيتغير يا مواطني مصر المحروسة، إحنا على قلب أبوكوا لحد ما تطقوا تموتوا، ارحمنا يا سيدي من تلك العشوائيات التي تزرعها في القيادة والرؤية المصرية، أنت تقتل الإلهام في إيجاد حلول لمشاكل المصريين!

دعونا ننظر لفلسفة السلطة في تعيين أمثال هؤلاء، هذه الفلسفة استدعت أن يتم اختيار الشخصيات الأخرى للقيادة داخل المجتمع من الوزراء ورؤساء الهيئات لتنفيذ مخططات الدولة الفاشلة. المشكلة انه يوم ما سيصل الإسلام السياسي للحكم وسيكون أغلبية، ماذا ستفعلون وقتها؟ هذا هو السؤال العظيم الذي تجب الإجابة عنه الآن، وهو رسم سيناريوهات رفاهية ومستقبل محترم لكل مصري، هذا هو دوركم، وبغير ذلك ستتغير الأشياء، أعلم أن كلامي ثقيل، لكن المستقبل القريب المنظور أثقل، دعكم من أغبياء السلطة واسعوا لإحضار العباقرة لإعادة بناء رفاهية الإنسان، رفاهية الإنسان المصري فقط هى المدافع الوحيد عن الدولة الوسطية، وعن الوطنية المصرية، وبغير ذلك فالجحيم ينتظرنا جميعا.
"يا دولة البزرميط.. وكل تعبان وكل حويط
ارحمينا م النهاشين 
اللي في كل جحر بينهشونا
مرة باسم الدولة
ومرة تانية باسم الدين".
الجريدة الرسمية