زغلول صيام يكتب: عندما نتجاهل سمير زاهر يبقى لا فيه اتحاد كرة ولا رابطة ولا يحزنون!
منذ ساعات مرت ذكرى ميلاد الكابتن سمير زاهر أعظم من أدار الكرة المصرية على مدار تاريخها الممتد فوق الـ 100 عام …نعم هو صانع فرحة المصريين في مناسبات عديدة وحقق أكثر من نصف إنجازات كرة القدم المصرية طوال تاريخها ….فإذا كان رصيد مصر من البطولات سبعة بطولات أمم أفريقيا فان نصيب الكابتن سمير أربعة منها وكل بطولة منها حكايه وحكايات.
نعم يؤرخ للكرة المصرية مع قدوم هذا الرجل والذي علي يديه شهد اتحاد الكرة الخير وانتعشت الأندية وهو الذي كان يسبق عصره في الأفكار ….نعم كان استاذا في اختيار مستشاريه ومنحهم الحرية في التعبير عن أفكارهم.
علاقتي بالرجل تجاوزت علاقة الصحفي بمصدره وإنما اصبح الصديق الصدوق ولايمر يوم إلا وهناك تواصل عبر الهاتف اكثر من مره …..رأيت فيه أخلاق الفرسان وشهامة اولاد البلد وكتبت قصة حياته المليئة بالانتصارات والانكسارات ولكن لم يختلف أحد على عبقريته لأنه قادر على كسب احترامك منذ اللحظة الأولى.
عندما جاءني الخبر الحزين لم أتمالك نفسي لانه كان بالنسبة لي في منزلة الاب والاخ ولم اتركه حتى لحظة الوداع الاخير في قبره ….ربما هي الاولى التي ادخل فيها قبر ولكن كنت حريصا علي وداعه حتي اللحظة الأخيرة.
…..تجاهل التكريم ….
في كل بلاد العالم يكرمون الأساطير وعندنا ايضا كنا نكرم الاساطير واطلاق أسمائهم علي الشوارع التي كانوا يقطنون فيها ولكن ذهب سمير زاهر وبقيت ذكراه العطرة والتي لم يتحرك أحد من اتحاد الكره على اطلاق اسمه حتى علي غرفة أو إقامة دوري باسمه.
نعم مجرد ذكر اسم الكابتن سمير كفيل بأن يكشف كل من يعمل في منظومة كرة القدم حاليا ويكشف الفارق الرهيب بين ما كنا عليه واصبحنا الآن … بين تاريخ قريب كانت مصر فيه الريادة والسيطرة ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وبين واقع حزين واليم
علي يديه تحولت كرة القدم المصرية إلى صناعة رائجة وانتعشت الخزائن وجعل الكرة تصرف على نفسها دون مليم واحد من خزينة الدولة … والآن ……………
ولو كان سمير زاهر حيا هل كان سيظهر هؤلاء الجاثمين على صدرها الآن ؟ اشك لانه كان استاذ في اختيار كل من يعمل معه …كان يملك حلولا لكل الأزمات ودائما أفكار خارج الصندوق.
هل لو كان سمير زاهر موجودا بيننا الآن كانت تلك الحيره موجوده في تحديد موعد انطلاق الدوري ؟! …الرابطه مكمله ام انتهي دورها للابد ؟!
لم يكن هناك صوت داخل الاتحاد لموظف او غيره فكلا يعرف دوره ….كان الاتصال به مباشرة دون موظف يكون وسيلة اتصال مع الكبار ….كان رئيس الاتحاد يتحدث مع الكبار مباشرة ….فعلا كان رجل دوله بالمعني الحرفي للكلمه.
كتابة اسم سمير زاهر في اي مكان داخل هذا الاتحاد الموقر كفيل بان يجعلهم يشعرون بمشاعر لا اريد ان اوصفها بالضبط ولكن هم يعرفون حقيقة تلك المشاعر.
عندما تري المشهلاتيه يتقلدون المناصب فلابد أن تشعر بالندم على ما وصلت إليه الكرة المصرية.
نعم انتهي الموسم ولكن غابت الرؤيه وغابت الشفافية واصبحت الامور تدار حسب الاهواء …لقد طالبت مرارا بالتعجيل في انتخابات اتحاد الكرة وكذلك الرابطة ولكن يبدو ان هناك من يريد ان تستمر الامور بهذا الشكل وعلى نفس الوتيره ولله الامر من قبل ومن بعد.
رحم الله الكابتن سمير زاهر ورحم الله اياما كانت زاهرة اصبحنا نتمنى ان تعود …رحم الله رجلا على يديه كان التراب يتحول الي ذهب …. رحم الله رجلا دخل الاتحاد وخرج منه دون تغيير واحد …عاش في شقته بمصر الجديدة ومات فيها ولم نكتشف بعد ان مات انه ترك القصور والسيارات الفارهه …رحم الله الرجل الذي ورث خمسين فدانا في دمياط ومات دون ان يترك متر واحد فقد أنفقها في انتخاباته !
احيانا اقول بيني وبين نفسي انه ارتاح من ان يري الاتحاد بهذا الشكل وعلى هذه الوتيرة … وانا لله وانا اليه راجعون.